دعا الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون أمس الإثنين (7 ديسمبر/ كانون الأول 2015) وزراء ومندوبي 195 دولة إلى إنجاز الاتفاق المنشود بشأن المناخ هذا الأسبوع أثناء مؤتمر باريس، محذراً بأن «الكارثة المناخية تترصدنا... وأنظار العالم تتجه إليكم». وفي مستهل أسبوع حاسم لمستقبل الأرض قال بان كي مون في لوبورجيه متوجهاً إلى نحو مئة وزير للبيئة والطاقة والخارجية يتولون المفاوضات في مرحلتها الأكثر صعوبة للتوصل إلى اتفاق بشأن المناخ، فيما لا يزال عدد كبير من النقاط الخلافية عالقاً، «إن العالم ينتظر منكم أكثر من إجراءات مجتزأة».
وأمام الوزراء رسمياً خمسة أيام لإبرام الاتفاق الذي يرمي إلى منع ارتفاع معدل الحرارة في الأرض أكثر من درجتين مئويتين مقارنة بمستواه قبل الثورة الصناعية، والتبعات المدمرة التي بدأت تبرز على غرار ذوبان الكتل الجليدية في القطبين والأعاصير الفتاكة. وذكر رئيس مجموعة الخبراء العلماء بشأن المناخ هوسونغ لي بأنه «بحلول نهاية هذه السنة سيكون ارتفاع الحرارة الإجمالي بلغ درجة مئوية». وأطلقت الصين التي تعد الملوث العالمي الأول بانبعاثات الغازات السامة للمرة الأولى أمس الإنذار «الأحمر» الأعلى لتلوث الجو في بكين.
وأشاد بان كي مون بدور بكين التي تعهدت بتحديد حد أعلى لانبعاثات غازات الدفيئة «حول 2030» في إطار مكافحة ظاهرة الاحتباس الحراري. وقال للصحافيين «إن جهود الصين لتسوية مشكلاتها البيئية ومساهمتها في هذه المفاوضات... تستحق المديح». واقترح رئيس مؤتمر الأمم المتحدة بشأن المناخ وزير الخارجية الفرنسي، لوران فابيوس جدولاً زمنياً صارماً مع «أول نظرة شاملة» للنص اعتباراً من الأربعاء على أن ينجز الاتفاق الخميس، لأسباب متعلقة بالترجمة والصياغة القانونية.
وسلمت فرق المفاوضين الجمعة مسودة اتفاق من 48 صفحة تشمل الكثير من الخيارات وعلى الوزراء الآن الانكباب على دراستها. فيما وصل وزير الخارجية الأميركي، جون كيري عند منتصف النهار إلى باريس للمشاركة في هذه الجولة الأخيرة من المحادثات. وصرح مستشار الرئيس الفرنسي، فرنسوا هولاند و الناشط البيئي نيكولا أولوه أمس «هناك حركة إيجابية... لم يتقرر شيء حتى الآن لكن لايزال تحقيق أفضل النتائج ممكناً».
والإنجاز الرئيسي للمؤتمر يكمن في انتزاع التزامات من 185 دولة مشاركة تغطي بالكامل تقريباً انبعاثات غازات الدفيئة، وإجراءاتها المزمعة للحد من ارتفاع وحتى تقليص انبعاثاتها بحلول 2025 أو 2030.
إلا أن ذلك يبدو غير كافٍ، إذ يتوقع أن يتواصل ارتفاع انبعاثات هذه الغازات بنسبة 22 في المئة بين 2010 و2030، ما يوجه الكوكب إلى ارتفاع لمعدل الحرارة يتراوح بين 2.7 و3.5 درجات مئوية.
العدد 4840 - الإثنين 07 ديسمبر 2015م الموافق 24 صفر 1437هـ