يمثل الرجل المتهم بطعن شخصين في محطة مترو في العاصمة البريطانية اليوم الاثنين (7 ديسمبر/ كانون الأول 2015)، امام محكمة بعد ان وجهت اليه شرطة مكافحة الارهاب في البلاد تهمة محاولة القتل.
وبعد 48 ساعة على الهجوم، يواصل محققو قيادة شرطة مكافحة الارهاب البحث لمعرفة ان كان المتهم البالغ 29 عاما تصرف منفردا لارتكاب ما اعتبروه "عملا ارهابيا". وتمت مداهمة منزل في شرق لندن الاحد.
كما يسعى المحققون الى تحديد الدوافع التي ادت بمحي الدين مير الذي وصفه عدد من الشهود بانه كان شديد الاضطراب الى طعن شخصين في الرقبة، أحدهما جروحه خطيرة، السبت في الساعة 19,00 تغ تقريبا على منصة الصعود الى قطار الانفاق في محطة ليتونستون.
ونقل الاعلام البريطاني شهادات عدد من الاشخاص الذين كانوا ينتظرون على المنصة وسمعوا المهاجم يبرر عمله بالقول "هذا من اجل سوريا"، لكن الشرطة لم تؤكد هذه المعلومة.
ووقع الهجوم بعد يومين على اولى الغارات الجوية البريطانية على مواقع تنظيم الدولة الاسلامية في سوريا، وبعد اقل من شهر على هجمات باريس التي تبناها التنظيم الجهادي (130 قتيلا) وثلاثة ايام بعد هجوم في الولايات المتحدة (14 قتيلا) اعتبره رئيس البلاد باراك اوباما "عملا ارهابيا".
ونقل رجل يبلغ 56 عاما وتعرض للطعنات الاخطر في الرقبة الى المستشفى للعلاج لكن حياته ليست في خطر.
وصرح سليم باتيل الذي يدير متجرا صغيرا داخل المحطة ان المهاجم اقدم اولا على ضرب الرجل بعنف الى حد غيابه عن الوعي، قبل ان يخرج سكينا "وبدا يحركه بشكل متواتر" كانه اراد قطع راس الرجل.
وصرح ديفيد بيثرز المهندس البالغ من العمر 33 عاما واصيب بجروح طفيفة في الرقبة عندما حاول التدخل ان المهاجم "قال شيئا ما عن سوريا". وصرح لصحيفة ديلي ميل "بدا معتوها، بدت شرارة جنون في نظرته" منتقدا شهودا اخرين كانوا "منشغلين جدا في تصوير المشهد بهواتفهم الذكية ولم يتدخلوا".
وصل المهاجم بالمترو الى المحطة وكان "شديد العدائية" على ما افادت كريستينا ربة المنزل التي رفضت الكشف عن اسمها الكامل لوكالة فرانس برس وكانت في عربة المترو معه. واضافت "كان غاضبا وشرع بالصراخ". وتظهر تسجيلات هواة عدة نشرت على مواقع التواصل الاجتماعي وتناقلتها وسائل الاعلام رجلا طويل القامة يرتدي ملابس غربية الطراز وقبعة سوداء ويحمل سكينا قبل ان تتمكن الشرطة من تثبيته في ردهة الدخول الى المحطة.
واستخدمت الشرطة مسدسا صاعقا للسيطرة على الرجل، الذي سقط وافلت سكينه قبل ان يثبته الشرطيون ارضا.
عندئذ هتف احد الشهود موجها الحديث الى المهاجم "لست مسلما يا اخي!" وهي جملة تحولت الى هاشتاغ بالانكليزية كان الاكثر استخداما الاحد في المملكة المتحدة على تويتر.
ردا على الهجوم اعلنت شرطة النقل انها ستنشر مزيدا من العناصر بملابس مدنية "كما سيكون شرطيون مسلحون وكلاب بوليسية في اماكن بارزة وباعداد اكبر" على ما صرح المفتش مارك نيوتن.
واعربت الشرطة تكرارا مؤخرا عن "القلق المتزايد" ازاء هذا النوع من الهجمات التي ينفذها افراد بشكل معزول.
ويذكر هجوم السبت بقتل الجندي لي ريغبي في جنوب لندن الذي طعنه مهاجموه بعد ان عرفوا عن انفسهم بانه "جنود الله يقاتلون ضد بريطانيا العظمى" وحاولوا قطع راسه.
في اذار/مارس حكم على شاب في الـ19 من العمر بالسجن 22 عاما لتخطيطه بقطع راس جندي اخر.
ومنذ اب/اغسطس 2014 حدد مستوى التهديد الارهابي بـ4 على مقياس 5 في بريطانيا، ما يعني اعتبار حدوث هجوم "عالي الترجيح".