نجح الشاب الإماراتي أحمد محمد عبدالمحسن العنزي في تصميم بشت مستدام بمعايير بيئية، وذلك بهدف توصيل رسالة إجتماعية وثقافية لجمهور الشباب، من خلال هذا العمل الإبداعي الذي يأتي متزامناً مع تنظيم أسبوع الابتكار، الذي أختتم أعماله ويعتبر أحد أكبر مبادرات الابتكار في العالم، تماشياً مع توجيهات رئيس الدولة الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، بإعلان العام 2015 عاماً للابتكار.

وبدأ العنزي الذي يحمل شهادتين في العلوم البيئية وعلوم الأحياء البحرية من جامعة "أوكلاند بنيوزيلاندا"، عرض تصميمه المبتكر للبشت خلال المعرض الإماراتي المتنقّل في دول العالم "دي فاش ستركشن"، وهو معرض تابع لمركز 1971 "design space 1971"، الذي يعد مركز تصميم مبتكراً و متخصصاً في عرض ومناقشة جميع أشكال التصاميم المعاصرة، ويسعى من خلال المعارض والبرامج الفنية التي ينظّمها للتحوّل إلى مركز تصميم عالمي في دولة الإمارات، والعمل عن قرب مع المصممين والمهندسين المعماريين والمدارس والجامعات في المجتمع المحلي.

ولا يزال البشت معروضاً في المعرض الذي فتح أبوابه في 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي ويستمر حتى 26 ديسمبر/ كانون الأول، بمقر المركز بجزيرة العلم بإمارة الشارقة.

وأوضح العنزي، أن عنصر الابتكار في تصميم البشت يكمن في طريقة صناعته التي تعتبر ذات معايير بيئية، مؤكداً اهتمامه بالتصميم المستدام "ايكو ديزان"، وهو فكرة مشروع تخرجه في السنة النهائية من الجامعة، والذي يعني التصميم حسب معايير واعية بيئياً، لافتاً إلى استخدامه في صناعة البشت مواد تم إعادة تدويرها .

وأشار العنزي إلى أن فكرة البشت تبلورت بعدما تمت مخاطبته من قبل منظمي المعرض، بعدها اقترح الفكرة عليهم، وبدأ بالبحث التاريخي والفني عن البشت، وطريقة صناعته ورمزيته وأهميته، ثم إنتقل إلى مرحلة رسم التصميم النهائي.

وذكر العنزي، أن البشت الذي يبلغ ارتفاعه 174 سم وعرضه 174 سم لونه رمادي، ومصنوع من الصوف وشعر الجمل والقطن والبوليستر والحرير، وقد استبدل التطريز الذهبي التقليدي بالحصير المصنوع من سعف النخيل، الذي تم صناعته من قبل سيدة حرفية إماراتية.

وأضاف العنزي أنه أعاد تدوير مواد بناء واستعملها في صناعة برواز البشت الدائري و الطرابيش الضخمة، أما الضفيرة فقد قام بنسجها بمساعدة والدته الفنانة التشكيلية.

ولفت العنزي، إلى أن التصميم الدائري للبشت مستوحى من أحد التصاميم الحديثة للفن المعماري المعاصر في إمارة أبوظبي، وهو المبنى الدائري HQ لشركة الدار بشاطئ الراحة.

وأكد العنزي، أنه يريد من خلال ابتكاره للبشت توصيل رسالة مضمونها أهمية ترسيخ التراث الأصيل وإعادة إحيائه بطراز عصري، مشيراً إلى مقولة مشهورة تداولتها الأجيال للمغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، "من ليس له ماض ليس له حاضر ولا مستقبل"، بحسب ما نشرت وكالة الأنباء الإماراتية (وام).