أمهلت الحكومة العراقية الأحد (6 ديسمبر/ كانون الأول 2015) تركيا 48 ساعة لسحب قواتها من الموصل، مهددة باستخدام "كل الخيارات المتاحة" بما في ذلك اللجوء الى مجلس الأمن لإرغام انقرة على سحب قواتها التي تقول بغداد انها دخلت العراق بشكل غير قانوني.
وقالت الحكومة العراقية في بيان ان المجلس الوزاري للأمن الوطني اجتمع برئاسة رئيس الوزراء حيدر العبادي واكد أن "من حق العراق استخدام كل الخيارات المتاحة وبضمنها اللجوء لمجلس الأمن الدولي في حال عدم انسحاب القوات التركية من الموصل خلال 48 ساعة".
واضاف البيان ان المجلس جدد التأكيد على "موقف العراق الرافض لدخول قوات تركية الى الأراضي العراقية الذي حصل دون موافقة ولا علم الحكومة العراقية واعتبره انتهاكا للسيادة وخرقا لمبادئ حسن الجوار".
وشدد المجلس على انه "من حق العراق استخدام كل الخيارات المتاحة وبضمنها اللجوء لمجلس الأمن الدولي في حال عدم انسحاب هذه القوات خلال 48 ساعة".
وكانت الحكومة العراقية طالبت تركيا السبت بان تسحب فورا قواتها من العراق بعد نشر جنود اتراك في محيط الموصل (شمال)، ثاني كبرى مدن العراق، الامر الذي اعتبرته بغداد انتهاكا لسيادتها، لكن انقرة نفت توسيع عملياتها العسكرية في شمال العراق.
ويتلقى العراق مساعدات من دول عدة في حربه على تنظيم الدولة الاسلامية، الا انه يتعرض لضغوط من الداخل في هذه المسالة ما دفع رئيس الوزراء حيدر العبادي اخيرا الى اعتبار نشر قوات اجنبية برية على الاراضي العراقية "عملا معاديا"، وذلك ردا على اعلان واشنطن ارسال مزيد من الجنود الى العراق لتنفيذ عمليات محددة ضد الجهاديين.
وسبق لوزارة الخارجية العراقية ان استدعت السفير التركي في بغداد لإبلاغه احتجاج العراق على الخطوة التركية، فيما وصف الرئيس العراقي فؤاد معصوم تحرك القوات التركية بانه "انتهاك للقانون الدولي".
غير ان انقرة سارعت الى نفي توسيع عملياتها في شمال العراق، وقال رئيس الوزراء احمد داود اوغلو في كلمة متلفزة السبت ان "معسكر بعشيقة على بعد 30 كلم شمال شرق الموصل، هو معسكر تدريبي أقيم لدعم قوات المتطوعين المحلية التي تقاتل الارهاب"، نافيا التقارير بان نشر القوات هو تمهيد لشن عملية برية ضد تنظيم "داعش".
واكد داود اوغلو ان المعسكر ليس جديدا، وان تدريب العراقيين فيه بدأ بناء على طلب مكتب محافظ الموصل وبالتنسيق مع وزارة الدفاع العراقية.
والاحد جدد رئيس الوزراء التركي التأكيد على هذا الموقف في رسالة ارسلها الى نظيره العراقي، بحسب ما افاد مصدر في الحكومة التركية.
واكد داود اوغلو في رسالته الى العبادي انه انقرة لن ترسل مزيدا من القوات الى العراق قبل ان تزول كل بواعث القلق التي تساور الحكومة العراقية، ولكن من دون ان يحدد مصير القوات التركية الموجودة حاليا في العراق.
واوضح رئيس الوزراء التركي في رسالته طبيعة "برنامج التدريب المعمول به في بعشيقة منذ مارس/ آذار الفائت ومهمات وانشطة القوات" التركية التي تنفذه.
واضاف المصدر ان داود اوغلو أكد انه "لن يكون هناك نشر لقوات اضافية في بعشيقة ما لم تؤخذ في الحسبان مخاوف الحكومة العراقية".
وكانت وكالة انباء الاناضول التركية القريبة من الحكومة اوردت ان نحو 150 جنديا تركيا مع 20 الى 25 دبابة، وصلوا الجمعة الى محيط الموصل في إطار مهمة لتدريب القوات الكردية العراقية في اقليم كردستان المتحالف مع انقرة.
ووصلت القوات التركية مع دبابات ومدفعية الى منطقة بعشيقة الواقعة بالقرب من حدود اقليم كردستان في محافظة نينوى التي يسيطر على معظم اجزائها تنظيم "داعش".