في بعض الدول العربية والإسلامية، وكذلك لدى عامة جماعات الإسلام السياسي، في شتى دول العالم، ترى التطرف ضد الآخر، سواء ضد الإسلامي ذو المذهب المختلف، أو ضد أصحاب الدين المغاير، ومهما حاول الدينيون الظهور بمظهر المدنية وقبول الآخر المختلف، والتعايش معه بسلام وطمأنينة، تجد أن الفكر الديني الإنساني (وليس الرباني)، يعاكس ذلك، من خلال فتاوى كثرة ممن يتوصفون بالعلماء، وبعضاً آخر من العلماء، الذين يلقون الآذان الصاغية، لدى كثرة من عامة المسلمين، بما تنبت التربية الإسلامية الضالة، جماعات مثل «داعش» و«القاعدة» وأشباههما.
وأوضح ما تتبدى ممارسة تلك النزعة التطرفية العنيفة، في حال من حالين، إما عندما تنزع الجماعة غير المسلمة أو المختلفة في المذهب، إلى الإنعتاق من هيمنتهم، والنزعة إلى المساواة بهم، أو تطمح تلك الجماعات إلى مشاركتهم في الحكم، فتقوم عند الطائفيين القيامة، وتبدأ عمليات التكفير.
وتتماهى هذه النزعة الطائفية، مع المصلحة الذاتية، سواء الفردية الشخصية للمسئولين، أو مصلحة الجماعة أو مصلحة الدولة، بحكم أن الدول الإسلامية تتنازعها الجماعات، سواء الدينية المختلفة بعلمائها أو الرسمية في الدولة أو بعض الشخصيات النافذة.
وهكذا نجد هذه الصورة واضحة في حادث قرار/ مهمة، إسقاط طائرة السوخوي 24 الروسية، هذا في جانب، وفي الجانب الآخر المكمل لسيناريو الحادث، في الإجراء العسكري غير المعهود، في محاولة التصفية الجسدية بالقنص بالرصاص القاتل، لكل من قائدي الطائرة الروسية، أثناء هبوطهما بالمظلة بعد قفزهما من الطائرة المشتعلة، سواء كان القناص من الجيش التركي أو إرهابيي «داعش»، فالمسئولية تتحملها تركيا.
بما أخرج الإجراء التركي العسكري المفترض، بالمحافظة على حياة الطيارين كأسرى حرب، تحقق معهم الدولة التركية، ربما للإطلاع على بعض أسرار تصنيع الطائرة، وحلول تعقيدات أجهزتها المتطورة، أو معرفة أقصى قدراتها، أو بما هو معتاد الاستفادة، عن طريق معلومات أسرى الحرب، عن أسرار الطاقة التسليحية للعدو الفعلي في الحروب، أو العدو المفترض أثناء المناوشات، وليس أقلها شأناً معرفة دواعي وأهداف، ذات العملية التي تم تنفيذها، أو الاحتفاظ بالأسير للمبادلة به بمغنم.
ولكن كان واضحاً الاستماتة من قبل الطرف التركي، المباشر أو غير المباشر، في طمس أية معلومة أو توثيق مرئي أو مسموع، تنقلها الطائرة، لو عادت من رحلتها سالمة إلى قاعدتها، أو في حال نجا الطياران، ونقلا المعلومات إلى مسئوليهم في القاعدة التي انطلقت منها الطائرة.
ونجاة أحد الطيارين موضوع آخر، أنقص المهمة التركية لإسقاط الطائرة وتحطيمها، فالطائرة في تلك الرحلة بالخصوص، كانت للرصد والتوثيق، فيما يبدو بكشف المستور، في العلاقة بين ربما دولة تركيا، أو بعض كبار مسئوليها، أو بعض من جماعاتها الدينية، أو شخصياتها النافذة، وبين جماعات «الدولة الإسلامية» في العراق والشام (داعش)، والطيار بنجاته في حال إسقاط طائرته، لا بد له وأن يروي لقادته، تفاصيل حادث إسقاطها، وما وثقته أجهزة الطائرة ومرأى عينيه، مما كان قبل وبعد إسقاط الطائرة، ونجاة الطيار أسقطت الإحتمال بِلعَلَّ وعسى أن تكون الطائرة أو الطيار، تأخروا في إرسال الصور عن طريق الأقمار الاصطناعية، إلى القيادة السياسية والعسكرية الروسية.
وبمثل ما لتركيا وحلفائها من مصلحة في إسقاط الطائرة الروسية، لإعاقة ضرب «داعش» في سورية والعراق، فلروسيا أيضاً مصلحة في إرسال الطائرة لتلك المهمة الجوية، ربما لوقف سرقات النفط العراقي والسوري، بما تستفيد منه الدولة التركية أو شخصياتها النافذة أو جماعاتها الدينية، بما في ذلك جماعات «الدولة الإسلامية في العراق والشام»، من أجل تمويل عملياتها الإرهابية وتسليحها، وتمويل عناصرها وتدريبهم، وفي حفظه أي (النفط) لدولتي العراق وسورية، كونهما حليفتان لروسيا، من سرقات «داعش» والتصرف به من قبل الدولة التركية، ربما بما كان له علاقة، بفترة إغراق السوق بنفط العراق وسورية وليبيا، مع دول أخرى.
وقد بات واضحاً، من خلال الحرب الطائفية المذهبية في أساسها، التي تقاسمت تركيا ودول أخرى التنسيق وتوزيع الأدوار بينها، على قاعدة التحالف بمبدأ «عدو عدوي صديقي»، ونتيجتها أن اكتشفت روسيا تلك النوايا، للنيل من نفوذها وحلفائها في الشرق الأوسط، فبادرت بالتدخل المباشر لضرب «داعش» الإرهابية، التي مولتها ودول أخرى سهَّلت لها مهماتها تلك الدول، وأصابت روسيا تلك الدول في مقتل، حين ضرب طيرانها الحربي، قافلة الصهاريج التي تسرق نفط سورية والعراق، وتدخله دون موانع إلى تركيا، للتصرف فيه لقاء الدعم الذي تتلقاه «داعش»، عن دورها في سورية والعراق وليبيا.
وجاءت الخاتمة بالدعم الديني الإسلامي المذهبي، ليس لتركيا، الإسلامية أو العلمانية، بل حسب قول رئيس إتحاد علماء المسلمين، بأن الله والملائكة يحاربون بجانب أردوغان.
إقرأ أيضا لـ "يعقوب سيادي"العدد 4838 - السبت 05 ديسمبر 2015م الموافق 22 صفر 1437هـ
من اين لك هذا الكلام تركيا دولة علمانية بحكم دستورها من زمن اتاتورك راجع معلوماتك
يا أمة ضحكت من جهلها الأمم
تركيا و إيران و أمريكا و روسيا دول تحترم سيادتها و شعبها، لذا تسعى في الدفاع عن أمنها و اقتصادها، و تحقيق مكاسب جديدة ما أمكنها ذلك؛ و ذلك وفق مبدأ الغاية تبرر الوسيلة. الملام على العرب ؛ فكل دولة لها سياسة ، و كل دولة إما هي في خلاف مع غيرها؛ أو ليست مع اتفاق معها في كل قضية.
أفضل شيئ انقسام العرب إلى سنة و شيعة. ثم انقسام السنة إلى سنة 1 و سنة 2 و سنة 3؛ ثم انقسام الشيعة إلى شيعة 1 و شيعة 2 و شيعة 3.
يا أمة ضحكت من جهلها الأمم
عروبه وعروبه
روح بابا عروبا قال عروبا الناس تطورت وانت على هذا الحال
...تركيا راح تعتذ و تركيا تترجى روسيا
أقول محد صاح غير روسيا.
اعتذار ما فيه، و المرة الثانية ان شاء الله تركيا ما تخلي أحد من الطيارين الروس يهربون أحياء.
مذبذبين بين ذلك لا إلى هؤلاء ولا الى هؤلاء =ذلك هم الاتراك
الأتراك همّهم الأكبر المال والمبادئ تأتي في آخر تطلعاتهم
لذلك لا أوروبا تقبل بهم ولا هم من الاسلام في شيء فيحاولون التعويض
بدعم الارهاب طالما انه يجلب لهم بعض المال
تركيا: لا حظة برجيلها ولا خذت سيد علي
نعم هو حال تركيا التي تريد الخروج من ثوبها الاسلامي ولبس ثوب العلمانية الغربية لكن الغرب لفظها ورفضها فأصبحت متقوقعة ولا سبيل لها الا دعم الارهاب
حقائق تاريخية
تركيا دولة علمانية اخرجها من ثوبها الاسلامي زعيمها الراحل كمال اتاتورك بعد أنهيار الدولة العثمانية والتي ادخلت الدول العربية التي احتلتها سابقا في بحور الجهل والتخلف والذي نعاني منه حتى الان وكان الجيش هو صِمَام الأمان حتى سيطر الاخوان بعد فشل محاولاتهم الاولى، وبعد تغيير أقنعتهم وتخفيف تشددهم الى الامساك بزمام السلطة وخنق معارضيهم واقصاء قيادات الجيش المهمة السابقة
مقال
مقال جدا رائع ويضع النقاط على الحروف. خصوصا آخر سطر حيث انبرى من يعلم الغيب بالقول ان الله وملائكته مع سارق النفط السوري والعراقي
داعش و حالش
لا فرق بين داعش و حالش و لا بيت تركيا و ايران فكلاهما يعادي العروبة و لكنك مستحيل تكون منصف
حزب الله أعظم وأجل من ان يقرن اسمه بإرهابيين منبوذين حتي من كثير من مجتمعاتهم
لاتوجد جماعة اسمها حالش فقط انتم من ترددونها للاستنقاص من حزب الله ولكن هيهات ان تنالوا منه (الا ان حزب الله هم الغالبون)
صباح الخير
مغالطه يا عزيزي تهريب النفظ وسرقته من سوريا أو العراق حتى لو اتفقنا جدلا أن تركيا مثل ما تفضلت ولكن انت نسيت الوجه الآخر والصديق الوفي لتركيا والحر تكفيه الاشاره
صباح الخير
تحليل جدا رائع ولكن هناك أصوات شاذه ستنتقدك يا اخ يعقوب وليس من العيب الانتقاد في اوجهه النظر ولكن المعيب هو النفاق والاعمي والصم والبكم والكذب والافتراء الذي يصيب الآخر اسئل بالله عليك نعم من حق الأتراك الدفاع عن حدود بلدهم ولكن في المقابل هل من حقهم غزو العراق والدخول إلى أراضيه باكدوبه المناورات العسكرية أي وقاحه وغباء والاستهان بدول الجوار
فكرت نفسي أٌقرأ مقال في راديو موسكو .... هذه بروباجندا ستايل سوفييتي يا أستاذ!
تركيا بلد ضمن مجموعة العشرين، ترتبيها 16 بين أقوى اقتصاديات العالم، إقتصادها يعادل 800 مليار دولار حسب البنك الدولي.
تركيا لا تحتاج لكي تشتري نفط من داعش، فداعش لديها بئر أو بئرين يعملون بنصف طاقتهم في دير الزور! الخزانة الأمريكية تقول أن أغلب نفط داعش يتم بيعه على النظام السوري عن طريق رجل أعمال سوري-روسي يدعى جورج حسواني، هل سمعت بهذا الإسم؟
مقال متحامل على تركيا و يظهر روسيا في مظهر الحمل الوديع
الطائرات الروسية لم تكن تقصف داعش ... الطائرات الروسية كانت تقصف قرى تركمانية بها معارضين تركمان لنظام بشار الأسد و ليس لهم أي علاقة ببشار الأسد ... قامت هذه الطائرة و اخترقت المجال الجوي التركي فأسقطها سلاح الجو التركي، عندما سقطت في سوريا (منطقة التركمان)، ماذا كنت تتصور الذين كانت هذه الطائرة تقتلهم و تدمر بيوتهم؟ يأخذون الطيار و يعطونه جاكليت مثلا؟
ما شاءالله عليك
محلل جيد للفساد .