دعت بغداد أمس السبت (5 ديسمبر/ كانون الأول 2015) تركيا إلى أن تسحب فوراً قواتها من العراق بعد نشر جنود أتراك في محيط الموصل (شمال)، ثاني مدن العراق، الأمر الذي اعتبرته انتهاكاً لسيادتها، لكن انقرة نفت توسيع عملياتها العسكرية في شمال العراق.
وأعلنت وزارة الخارجية العراقية أمس عن استدعاء السفير التركي وتسليمه مذكرة احتجاج «على دخول قوات بلاده إلى الموصل» .
ونقلت وكالة أنباء الإعلام العراقي (واع) عن بيان لوزارة الخارجية: «تؤكد وزارة الخارجية العراقية أن دخول قوات تركية إلى داخل أراضي العراق دون علم الحكومة المركزية في بغداد، خرق وانتهاك لسيادة البلد، وتجاوز على مبادئ حسن الجوار والاحترام المتبادل، حيث إن العراق يعتبر وجود أي قوات عسكرية داخل اراضيه ودون علم حكومته عملاً معادياً».
وأضاف البيان انه: «في ضوء هذا الانتهاك، تعلن الوزارة استدعائها السفير التركي لدى بغداد، لتسليمه مذكرة احتجاجية بهذا الصدد، وعلى الجانب التركي سحب مقاتليه من داخل الاراضي العراقية فوراً، إضافة الى تحركها باتجاه المجتمع الدولي لإيقاف انتهاك تركيا لسيادة العراق وعدم احترامها لحدوده».
وقلل الأكراد الذين يتمتعون بحكم ذاتي في اقليم كردستان العراقي من أهمية الخطوة التركية، موضحين أنها في إطار عمليات يشارك فيها الأتراك لتدريب مقاتلين أكراد سنة في المنطقة.
ووصف الرئيس العراقي فؤاد معصوم أمس السبت نشر مئات من القوات التركية قرب مدينة الموصل العراقية الشمالية بأنه يمثل «انتهاكا للأعراف والقوانين الدولية» وقال إن هذا الأمر سيزيد التوترات الإقليمية.
وعلق مكتب رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي في بيان بالقول إن دخول القوات التركية إلى الأراضي العراقية «يعتبر خرقا خطيرا للسيادة العراقية ولا ينسجم مع علاقات حسن الجوار بين العراق وتركيا».
وأضاف أن «السلطات العراقية تدعو تركيا إلى احترام علاقات حسن الجوار والانسحاب فورا من الاراضي العراقية».
وقال بيان رسمي عراقي «تأكد لدينا ان قوات تركية تعدادها بحدود فوج واحد مدرعة بعدد من الدبابات والمدافع دخلت الاراضي العراقية (...) بادعاء تدريب مجموعات عراقية من دون طلب او اذن من السلطات الاتحادية العراقية».
غير أن أنقرة سارعت إلى نفي توسيع عملياتها في شمال العراق، إذ قال رئيس الوزراء احمد داود اوغلو في كلمة متلفزة أمس (السبت) إن «معسكر بعشيقة على بعد 30 كلم شمال شرق الموصل، هو معسكر تدريبي أقيم لدعم قوات المتطوعين المحلية التي تقاتل الإرهاب»، نافيا التقارير بان نشر القوات هو تمهيد لشن عملية برية ضد تنظيم «داعش».
وأكد داود اوغلو أن المعسكر ليس جديداً، وان تدريب العراقيين فيه بدأ بناء على طلب مكتب محافظ الموصل وبالتنسيق مع وزارة الدفاع العراقية.
وكانت وكالة أنباء الأناضول التركية القريبة من الحكومة أوردت ان نحو 150 جنديا تركيا مع 20 الى 25 دبابة، وصلوا الجمعة الى محيط الموصل في اطار مهمة لتدريب القوات الكردية العراقية في اقليم كردستان المتحالف مع انقرة.
ووصلت القوات التركية مع دبابات ومدفعية الى منطقة بعشيقة الواقعة بالقرب من حدود اقليم كردستان في محافظة نينوى التي يسيطر على معظم اجزائها تنظيم «داعش».
وقال المتحدث باسم حكومة اقليم كردستان سفين دزيي في بيان «في اطار التعاون مع التحالف الدولي ضد الارهاب، فتحت الحكومة التركية نهاية العام الماضي معسكريين تدريبيين احدهما في سوران في اربيل والثاني في قلاجولان في السليمانية لتدريب قوات البشمركة. وفي الوقت نفسه، تم فتح مركز آخر لتدريب القوات العراقية قرب الموصل، وتم تقديم الدعم العسكري لهذا المعسكر ايضا».
واضاف البيان «بهدف توسيع هذا المعسكر، قامت الحكومة التركية بايصال المختصين والمعدات اللازمة في الايام القليلة المنصرمة».
العدد 4838 - السبت 05 ديسمبر 2015م الموافق 22 صفر 1437هـ
التعرف علي الجهل
تصريحات المسئولين الأتراك تحتوي علي تناقضات في تصريح واحد. سالت نفسي هل يشعرون بهذه التناقضات و التي تفضح مواقعهم و نواياهم؟