الوسط - منصورة عبدالأمير
نظمت السفارة الفرنسية والمركز الثقافي الفرنسي (الأليانس فرانسيه)، مساء الإثنين الماضي (30 نوفمبر/ تشرين الثاني 2015) عرضاً للمسرحية الفرنسية «الرجل الأول» Le premier homme المقتبسة عن رواية الكاتب المسرحي الفرنسي (من أصل جزائري) ألبير كامو. والتي يؤدِّيها الممثل الفرنسي (من أصل جزائري أيضاً) جان بول شنتو.
وتعتبر رواية «الرجل الأول» نصاً يتناول الحالة الإنسانية ويتعرض لقضايا اجتماعية مهمة مثل الالتزام الشخصي، والتواصل مع الذاكرة، وتجذر الإنسان وتعلقه بأرضه ومجتمعه. وتقدم المسرحية مقتطفات، تعد هي الأهم في الرواية مثل الصلة القوية مع الأم، والبحث عن الأب وتآخي الفقراء مع بعضهم، وأيضاً الأضرار التي سببها الاستعمار على خلفية الحرب الجزائرية في نهاية العام 1950.
تم العثور على مسوَّدة غير مكتملة لرواية «الرجل الأول» في حقيبة كامو اليدوية، في الموقع الذي قتل فيه الفيلسوف الوجودي والكاتب كامو. وكان ألبير كامو يعمل على رواية السيرة الذاتية هذه منذ سنوات، على أمل أن يبرز فيها الشعب الجزائري بكل إنتماءاته، المسيحية والمسلمة واليهودية، في بلد كان مهدداً وقت كتابة الرواية بالتمزق. ويتطرق الكاتب في روايته لهوية والده غير المعروفة لديه.
نشر نص الرواية بعد أكثر من 30 عاماً على وفاة المؤلف وما هو موجود منه اليوم هو صيغة خام، غير مكتملة، ولكنها مؤثرة ولا تقدر بثمن.
يشار إلى أن الممثل الكوميدي جان بول شنتو ولد في المدينة الجزائرية نفسها التي ولد فيها كامو، وقدم شنتو مسرحية «الرجل الأول»، في عدد من المدن الفرنسية ومدن عالمية أخرى. وتبلغ حصيلته من الأعمال المسرحية 60 عملاً معظمها لكتاب معاصرين. وطوال سنوات انكب شنتو على تمرير النصوص الأدبية والمسرحية الأكثر أهمية في القرن العشرين إلى الجمهور؛ وخاصة من جيل الشباب. كما أبدع عدداً من المسرحيات التي تجمع بين نصوص الروائية والسيناريست مارغريت دورا، والكاتب بريمو ليفي، والروائي جان كوكتو ومؤلفين موسيقين معاصرين مثل فيليب هيرسا.
وتتلمذ شنتو على أيدي كبار الفنانين الفرنسيين أمثال الفنان والمخرج والشاعر أنطوان فيت والممثل روجر بلانشو.