بعد أسبوع من المناقشات الطويلة، دخلت المحادثات في مؤتمر المناخ في باريس مرحلة حاسمة اليوم السبت (5 ديسمبر/ كانون الأول 2015)، بعدما سلم مفاوضون من 195 دولة نسختهم من مشروع الاتفاق العالمي للحد من ظاهرة الاحتباس الحراري، بهدف تحويله إلى اتفاق ملزم خلال الأسبوع المقبل.
وأعلنت المفاوضة الفرنسية لورانس توبيانا أمام الوفود المجتمعة في لوبورجيه "لدينا أساس جديد للمفاوضات مقبول من الجميع... ويجب البناء عليه".
وأضافت "العمل لم ينته بعد، لا تزال هناك قضايا سياسية رئيسية يتعين البت فيها. وعلينا بذل كل طاقتنا وقدرتنا في الالتزام وبعد الرؤية للتوصل إلى نتيجة".
وعلى رغم أنه يتضمن مقترحات متناقضة، سيشكل المشروع أساساً لما وصف بأنه الاتفاق العالمي الأهم والأكثر تعقيداً في التاريخ. ويعود وزراء الدول اعتباراً من الاثنين لدراسة نص المشروع وتحويله إلى اتفاق ملزم يسمح بالحد من انبعاثات غازات الدفيئة وارتفاع درجة حرارة سطح الأرض والمحيطات.
ويحذر العلماء من أن كوكب الأرض سيتحول أكثر فأكثر إلى محيط معاد للبشر، طالما الحرارة في ارتفاع، بالإضافة إلى ارتفاع مستوى سطح البحر ما يؤدي إلى غمر جزر ومناطق ساحلية مأهولة بالسكان، فضلاً عن العواصف المدمرة وموجات الجفاف الشديد.
الرهانات مرتفعة
ويتطلب خفض الانبعاثات الابتعاد عن حرق الفحم والنفط والغاز كمصادر لتوليد الطاقة، والابتعاد عن تدمير الغابات المخزنة للكربون، وعلى رغم التكلفة العالية لهذه التدابير فهناك تصميم على المضي قدماً.
وعلى هامش المؤتمر، ينظم "يوم عمل" في موقع انعقاد الاجتماع في لوبورجيه شمال باريس، بحضور نحو عشر شخصيات من جميع أنحاء العالم لمكافحة التبدل المناخي، بينها الممثل شون بن والملياردير الأميركي مايكل بلومبرغ وقطب الانترنت الصيني جاك ما، في محاولة لإعطاء دفع للمحادثات.
وبعد جهود استمرت 4 سنوات، بدا المفاوضون واثقين من تجنب تكرار أخطاء الماضي على غرار الفشل في مؤتمر كوبنهاغن في العام 2009 في التوصل إلى اتفاق عالمي بشأن المناخ.
وبعد عامين من هذا الفشل، وافقت الدول في مؤتمر دوربان العام 2011 على القيام بمحاولة جديدة لإنقاذ المناخ.
وقال المتحدث باسم جمعية نيكولا هولو البيئية ماتيو اورفيلان "نحن في منتصف الطريق في المفاوضات، ومن الواضح أن هناك تقدماً حتى ولو كانت هناك صعوبات".
وأقر وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس الذي يرئس المؤتمر قبل أن يتسلم النص من المفاوضين بأنه "سيكون هناك عمل كبير جداً" يترتب على الوزراء القيام به. وأضاف "آمل أن يتضمن النص الذي سأتسلمه أكبر عدد من حلول التسوية".
وقدم وسطاء مجموعات العمل الجمعة وثيقة تقع في 38 صفحة تتضمن مقترحات لتسويات. وكانت الوثيقة تتضمن من قبل 1400 نقطة ما زالت الخيارات بشأنها مفتوحة. وفي النص الجديد تراجع هذا العدد إلى 750.
ومع ذلك بقي عدد كبير من نقاط الخلاف أكثرها صعوبة مسالة تمويل المساعدة لدول الجنوب في مجال المناخ وتقاسم الجهود لمكافحة الاحترار بين الدول النامية والناشئة والمتطورة.
وذكر فابيوس الجمعة أن الوقت ضيق. وقال "ينتهي المؤتمر مساء الجمعة (11 ديسمبر) ويجب التوصل إلى اتفاق قبل ذلك".
ويفترض أن يتوصل الوزراء إلى اتفاق ينص على الحد من ارتفاع الحرارة درجتين. ويقول العلماء أن أي ارتفاع في الحرارة سيكون له تأثير لا تمكن معالجته من موجات جفاف وفيضانات متزايدة وتراجع المحاصيل الزراعية وتآكل السواحل.
ويلتقي الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند اليوم على هامش انتهاء الجولة الأولى للمؤتمر النائب السابق للرئيس الأميركي آل غور حائز جائزة نوبل للسلام في 2007.