عقد أحد الأندية جمعيته العمومية لتشكيل مجلس إدارته الجديدة وسط منافسة شديدة على رئاسته بين أكثر من شخص، بدأت الجمعية بنقاش تقاريرها المالية والإدارية التي أظهرت الكثير من الخلل في أنديتنا المحلية وليس في هذا النادي فقط، وهنا نهض أحد الأعضاء القدامى صاحب العمر الستيني معترضا على الخسائر الكبيرة التي يكلفها النادي خلال كل موسم نتيجة اختياراته وقراراته الخاطئة غير الواضحة.
وقال:« نلاحظ أننا نخسر الكثير من الأموال نتيجة العقود الخاسرة للاعبين الأجانب المحترفين والإدارة السابقة مسئولة عن ذلك وعلى الإدارة القادمة تصحيح الوضع، فبينما نتعاقد نحن مع لاعبين لمدة موسم كامل يبدأ قبل انطلاقته بأشهر للاستعداد وينتهي مع نهايته في يونيو، بشرط أن نستفيد منه طوال الموسم، لكننا نخسره قبل أن ينتهي لأن عقده ينتهي قبل أن نلعب المباريات المهمة الباقية في الموسم».
وتابع «خسرنا عقد لاعبي فريق القدم لأنهم سافروا من دون أن يلعبوا بقية المباريات في بطولة كأس الملك وولي العهد، وهذا خسّرنا الكثير من الأموال وإحنا بالكاد نقدر نصرف رواتب المدربين ومكافآت اللاعبين وغيرها من الأشياء اللي يبغي ليها فلوس».
وقف إليه أحد أعضاء إدارة النادي السابقة قبل تقديم استقالتها وقال:« المشكلة ليست منا، إحنا قمنا بالتعاقد مع اللاعبين حسب البرنامج اللي قدمه الاتحاد إلينا وبالتالي الخسائر هذه ليست محسوبة في الأصل وإنما صارت بعدما فاجأنا الاتحاد ببرنامج غير محدد بعد أشهر من بداية الموسم، فهو في كل يوم يضع جدول للمباريات ويلغي البرنامج السابق وإحنا في هذه الحالة ما نقدر نفعل شيء ونبقى متفرجين لأننا لسنا الوحيدين الخاسرين في هذه العملية».
هذا الجواب أصاب أعضاء الجمعية العمومية الباقين الذين كانوا يوافقون رأي الرجل الكبير في مقتل وهدّأ من أعصابهم وهم الذين كانوا غاضبين على نتائج فريقهم الكروي وخروجه خالي الوفاض من نتاج جيد في نهاية الموسم نتيجة الأخطاء السابقة ومنها عدم استفادته من اللاعبين المحترفين بالشكل الأكمل، لتسير الجمعية العمومية بعد هذا النقاش إلى سبيلها وتنتخب أعضاء إدارتها الجديدة، لكن الرجل الستيني عاد للواجهة من جديد عندما ذهب ليتحدث مع الرئيس المنتخب صاحب الأربعين عاما.
قال:« شوف، عليكم في الإدارة الجديدة أن تعترضوا على ذلك في الجمعية العمومية للاتحاد وتقولون إليهم بأن خسائر النادي انتو سببها مو تسكتون»، وغادر.
بقي رئيس النادي الجديد يفكر في ذلك لأنه يعرف كغيره من الرؤساء أن لا إمكانية لحدوث ذلك لأن الاتحاد عاش على ذلك، مثله مثل الاتحادات الوطنية الأخرى المعنية منذ سنوات وليست تلك المرة الأولى.
هذه هي مشكلة الكرة البحرينية التي لا يمكنها التطور في ظل الفشل الإداري في إدارات الاتحاد، فقضية اللاعبين الأجانب وتسريح الكثير من الأندية لهم من دون أن يستوفوا المهمة التي جاؤوا من أجلها، فيوم بعد يوم نشاهد أخبار الأندية وهي تسرح لاعبيها غاضبة على الغموض الذي يلف بقية منافسات الموسم مع تبقي مسابقتي كأس الملك وولي العهد، وهنا أصبحنا في بلد نلعب طوال الموسم، لأنه سينتهي في شهر يوليو/ تموز المقبل قبل أن يعود ليبدأ في سبتمبر المقبل وهذا ما لا يحدث إلا في البحرين، لأن الدوريات الصحيحة تبدأ في أغسطس/ آب وتنتهي منتصف يونيو/ حزيران الجاري بغض النظر عن المشاركات الخارجية للمنتخبات الوطنية والأندية التي يجب أن تضعها الاتحادات في بالها.
إقرأ أيضا لـ "محمد مهدي"العدد 2469 - الثلثاء 09 يونيو 2009م الموافق 15 جمادى الآخرة 1430هـ