ذكريات!...

ذكريات الأيام المنسيّة

ذكريات كل لحظة مضت

ألوان «الأمس» ملأت بيوت «اليوم»

وحوّلت الحاضر إلى ماضٍ بعيد.

تلاشى ذلك الشعاع الذي ضاع في البحث عنها

«الموجود» اختفى فجأة وأصبح «غائباً»

واختفت عن العين كل المشاهد

دعيني أرى ولو طلّة خاطفة منك

ما الذي أمام عينيك الآن ولا ترينه

ذكريات ... ذكريات الأمس

ذكريات لحظة بلحظة

ديدا - كيف استطعت أن تسحري قلبي

دعينا نكون وحيدين بين الناس

لنجعل من هم قريبون منا ... بعيدين

ولتصبح جميع الوجوه التي نعرفها ... غريبة

ونصنع من الحقائق الحيّـة ... أساطير

الذكريات عدوّة الأحلام

العلاقات الجديدة لا تُحبذ

بالنسبة للغد الآتي

أوقفي خطواتك

كلقائك بصديق قديم

تودّين جعله جديداً ... فيحبطك.

ولد الشاعر مخمور سعيدي في تونك (راجستان) بالهند في عام 1938. كان والده أحمد خان نزيش وجدّه شاعرين معتمدين بلغة الأردو ومن خلالهما يبدو أنه ورث ذائقته الشعرية. تلقى تعليمه المدرسي في تونك والتعليم العالي بجامعة آجرا. كتب أول قصيدة له في عام 1948 حينما كان عمره عشر سنوات فقط، ومن بين الشعراء الذين تأثر بهم مبكراً، محمد إقبال وأختر شيراني وجوش مليح أبادي.

ومخمور كان كاتباً متنوعاً أظهر موهبته ليس في ميدان الشعر فقط، بل في مجالات النقد الأدبي والصحافة والترجمة، وقد عمل كمساعد تحرير لمجلتي «إيوان إي- أردو» و «اومنج». صدرت له عدّة مجموعات شعرية منها «جميع الألوان» و «أنا والطريق» و «جسم الصوت» و «المتحدث الوحيد» و «تأتي وتذهب».

مخمور كان شاعر الحب والجمال، لكنه الحب الحقيقي والعملي، أي العلاقة المرتبطة كثيراً بالقلب والروح كما بالأيدي والعيون والآذان والشفاه. وكونه مبدعاً من العصر الحديث فقد كان له نصيبه من «تعب العالم» والإحساس بالغربة. الإنسان، كما يشعر، وحيد في الجمهور.

واستطاع مخمور أن يبرز نفسه في كل من الأسلوب التقليدي للشعر المقفى والشعر المرسل والشعر الحر. وإضافة إلى كتابته الغزليات والنظم، فقد كتب أيضاً الرباعيات والمقاطع الشعرية والدوحات وأغاني الأفلام. توفي في عام 2010.