كما هو معروف، وبالرغم من الإمكانات الرياضية لدينا والتي لا تُقارن مع بعض الدول الشقيقة القريبة، إلا أنه وبشهادة الجميع فإن مملكتنا تزخر بوجود كم هائل من الموهوبين رياضياً وفي جميع الألعاب، والدليل على ذلك تفوق منتخبات الفئات العمرية لدينا في السنوات الأخيرة والتي حققت العديد من البطولات بالإضافة لظهورها بمستويات فنية مميزة.

وفي هذه الفترة أقامت قناة «ج» القطرية المتخصصة في برامج الأطفال والتابعة لشبكة «الجزيرة»، وللعام الثاني على التوالي بطولة لكرة القدم للمدارس الابتدائية في البحرين (للأعمار 11 و12 سنة)، ومثلها تقام في أغلب الدول العربية وصاحب المركز الأول في كل دولة يتأهل للبطولة النهائية في دوحة قطر، وهناك يتجمع أبطال العرب في أجواء تنافسية مميزة والفرق الفائزة بالمراكز الثلاثة الأولى تحصد جوائز مالية كبيرة، فمثلاً فريق مدرسة مالك بن أنس من البحرين والذي شارك بنسخة العام الماضي جاء في المركز الثالث وحصل على 100 ألف ريال قطري!.

البطولة أتيحت لها كل عناصر النجاح من أول خطوة لآخرها، بالذات كونها تحظى برعاية شاملة من العديد من الجهات مثل اللجنة العليا للمشاريع والإرث في دولة قطر وهي المسئولة عن الإعداد والتنظيم لمونديال قطر 2022 واللجنة الأولمبية القطرية والعديد من الشركات العملاقة في قطر، وطبعاً لا ننسى دور قناة «ج»، ودور وزارة التربية والتعليم في البحرين ممثلة بإدارة التربية الرياضية والكشفية والمرشدات.

وكانت الفرصة مناسبة تماماً لكشافي الأندية المحلية للاستفادة من إقامة هذا التجمع على مدى الأيام الثلاثة الماضية، وخصوصاً أن البطولة يُشارك فيها ما يقارب من 100 لاعب في أعمار صغيرة، وأغلبهم يمتلكون إمكانات رائعة وفق ما شاهدناه، ولكن للأسف فإن غياب دور «الكشاف» في أغلب أنديتنا المحلية إن لم يكن جميعها حرم الأندية والكرة البحرينية من هذه الفرصة «التاريخية» الرائعة في الاستفادة من هؤلاء النجوم الصغار «المدفونين» والذين يحتاجون لمن يرشدهم ويوجههم لكيفية الانخراط في الأندية وممارسة هواياتهم وإظهار مواهبهم بشكل رسمي من أجل الاعتناء بها وإيصالها لأعلى المستويات.

صحيح أن هنالك بعض اللاعبين المشاركين في البطولة ينتمون لفرق الصغار بالأندية، لكن الغالبية العظمى منهم لم تكن كذلك، وكم كنت أتمنى تواجد بعض المدربين للفئات العمرية أو «الكشافين» من أجل متابعتهم ومحاولة ضمهم للأندية، فمن تواجد لا يمكن عده على أصابع اليد الواحدة، ومن هذا الباب فإننا يجب أن ننظر إلى تفعيل دور اكتشاف المواهب بشكل أكبر في الأندية وبالتعاون مع جميع الجهات التي لها علاقة بهذا الأمر، مثل المؤسسة العامة للشباب والرياضة ووزارة التربية والتعليم.

عموماً استمتعنا على مدار الأيام الثلاثة بهذه المواهب الصغيرة، ونشكر كل من كانت له يد في تنظيم هذه الفعالية، وشكر خاص لدوحة الخير وللقناة القطرية على هذه البطولة الرائعة.