روى الكاتب بصحيفة "الشرق الأوسط" مشعل السديري في 7 مايو/ ايار 2011، حكاية "محمد الشبرمي"، إذ قال حسبما نقلت الصحيفة: روى لي أحدهم قائلا: «ذهبت إلى أميركا في منتصف الثمانينات في دورة علمية، والتقيت هناك برجل أميركي من أصول سعودية، وقد وجدت في روايته ما يستحق أن يكتب لما فيها من الغرابة والعزيمة».
وذكر له الأميركي العربي واسمه (محمد الشبرمي) حكايته قائلا: «ولدت في (النفود) بشمال المملكة، وكنت وحيد والدي الفقيرين اللذين لا يملكان غير ثلاثين رأسا من الشياه، نصفها مات من المرض، وفي أحد الأيام فرز لي أبي منها خمس شياه قائلا لي: إن الجوع قد يقتلنا جميعا، ونحن لا نستطيع أن نعولك، فخذ هذه الشياه وبعها قبل أن تموت، وترزق بثمنها، ونحن لا نملك لك غير الدعاء.
فانطلقت بشياهي إلى حائل وكان عمري وقتها في حدود 14 سنة، وبعتها في الحراج، وصادف أن كانت هناك سيارة محملة بالخضراوات لسائقين من لبنان، وعزموني على الغداء معهم، وأثناء ذلك عرضوا عليّ العمل معهم كمستخدم، ووافقت، وفي ثاني يوم انطلقت معهم راكبا في سلة الشاحنة، ومكثت معهم في (البقاع) عامين أخدمهم، ثم ذهبت إلى بيروت وتعرفت على شباب زينوا لي الهجرة معهم إلى أميركا، وهذا هو ما حصل، وبنقودي القليلة قطعت تذكرة في إحدى السفن بالدرجة الثالثة، وتدبرت بباقي المبلغ بعض حوائجي وزادي.
ووصلت إلى (نيويورك) واشتغلت في أحد المطاعم أنظفه وأمسح أرضيته، ثم في غسيل السيارات، ووطنت نفسي على الابتعاد عن كل مغريات الإجرام، وبدأت أتعلم مفردات اللغة شيئا فشيئا، واستغللتها فرصة للاستفادة بالالتحاق بتعليم الكبار، وهو برنامج حكومي مجاني وشبه إجباري، وكنت في الوقت نفسه أواصل عملي وأسكن في غرفة صغيرة تشبه الزنزانة، ومع المثابرة والإصرار حصلت على الشهادة الابتدائية، ثم الثانوية، ثم التحقت بالجامعة وتخرجت فيها، ثم حصلت على درجة الماجستير وبعدها الدكتوراه، وبدأت أحوالي في كل مرحلة تتطور للأحسن، ودخلت في مسابقة للتوظيف في هيئة الأمم المتحدة وفزت فيها، وأثناء عملي هناك اختلطت وتعرفت على الشخصيات المؤثرة من الأميركان وسواهم، وبحكم أنني أتقن اللغة العربية إلى جانب الإنجليزية، فقد عينوني كاستشاري لدائرة الشرق الأوسط، وهذا المنصب أعطاني دفعة للاحتكاك بالشركات المالية والبنوك ورجال الأعمال النافذين، وأصبحت من رجال المجتمع الذين يشار إليهم بالبنان، ويدعونني في المحافل والمناسبات، وحصلت على أرفع رتبة في مجالي بالتصنيف الأميركي أمام الرئيس الأميركي.
وتفاجأت به يلقي علي هذه الأبيات من الشعر الشعبي (للوقداني):
دار بدار وجيران تقاربها / وأرض بأرض وأطلال بأطلالِ
والناس أجانيب لين إن تصاحبها / تكون منهم كما قالوا بالأمثالِ
والأرض لله نمشي في مناكبها / والله قدر لنا أرزاقا وآجالِ
وصمت برهة ثم قال: واليوم ثروتي تقدر (بمئات الملايين)، وقد تزوجت بأميركية ورزقت منها بابنتين (سلمى ونورة)، وبين كل فترة وأخرى أذهب معهما إلى السعودية، واشتريت بيتا في حائل لأبي وأمي وجعلتهما يعيشان في رغد من العيش، وساعدت كل من أعرفهم من الأسر المحتاجة.
ولم أنس الإخوان الذين اشتغلت معهم في الشاحنة، وبحكم أنني أعرف أسماءهم فقد ذهبت إلى (البقاع) أسأل عنهم واحدا واحدا، فمنهم من مات وساعدت أبناءه، ومنهم من لا يزال على قيد الحياة وأعطيتهم ما يستحقونه، وكيف لا، فلولا عرضهم لي وحسن معاملتهم لما بدأت بالخطوة الأولى في طريق الألف ميل؟!».
وينهي الرجل الذي روى لي ذلك قائلا: «الشيء الوحيد الذي نسيت أن أسأل (الشبرمي) عنه هو: كيف استطاع أن يتدبر جواز سفره منذ البداية؟!».
الحمد والشكر
احمدي الله يالبحرانية لئن شكرتم لازيدنكم
اكيد فيه ابواب للرزق كثيرة اطرقي اللي يناسبش
وحاولي واستمري
مو مرة وتقولين فشلت
طوري من نفسش وليس للانسان الا ما سعى
والله بيوفقش
يارزاق ياكريم
ولله في خلقه شؤون وهو الرازق لمن يشاء بغير حساب
بحرانيه
واحنا كل مانطفها عوبه
حظ ماكو ااحمد لله
وبالتوفيق من دون حسد
مؤثرة
قصص مؤثرة، عنوانها الإصرار على الوصول والعطاء، شكرًا للوسط على طرح مثل هذة القصص