نود أن نبارك لوزير التربية والتعليم ماجد النعيمي، هذا النجاح الباهر الذي حقّقه أبناؤنا، في ظل الهيكلة الجديدة التي قام بها هذا الماجد «النعيمي»، إذ لولا قيادته الحكيمة وتجاوبه الدائم مع صحافتنا البحرينية، لما وصلنا إلى ما نحن فيه من تطوير وتصحيح للأخطاء داخل هذا الصرح.
كما نبارك للهيئات الإدارية والتعليمية، على الجهد الملحوظ الذي بذلوه لأبنائنا الطلبة، ونقف وقفة إجلال لكل معلّم حمل ضميره الحي، وعاتق التنوير على كاهله، قبل أن يفكّر في الراتب الذي سيحصل عليه كل نهاية شهر، والذي لا يكفي جهده وشقاءه في العملية التربوية والتعليمية.
ومبروك لكل أبنائنا من شباب وفتيات البحرين، الذين تعبوا واجتهدوا وسهروا الليالي، لنيل هذه العلامات المشرّفة، لمملكتنا البحرين أولا، ولأهليهم ثانيا، فهم الجيل القادم بحرارة وبشغف، لتحقيق ما لم تحقّقه الأجيال السابقة.
إننا اليوم نقف احتراما وتشجيعا لهم، بعد الدراسة الدؤوبة، وتحقيق الآمال المرجوّة منهم، على رغم الصعوبات التي واجهوها، فهم قادة المستقبل، وإشراقة الحاضر، في ظل دولتنا الحبيبة البحرين.
كما أننا نقف مع أبنائنا الذين لم ينجحوا، ولم يحققّوا الآمال، ونطلب منهم الصبر وعدم الاستعجال، والمواظبة على إنهاء ما بدأوه من مشوار العلم، فالدرجات ليست مقياسا أوحد للنجاح، وإنما سلّم نتسلقه عبر مشوار الحياة. ولذلك نصرّ عليهم بأن يجتهدوا في المرّة القادمة، وليجعلوا هدفهم تسلّق هذا السلّم، الذي يجعلهم يفتحون أبوابا جديدة في حياتهم، فالدنيا ليست سهلة ووردية كما يظنون، وإنما تُبنى الحياة من عرق الجبين ومن جحيم الخذلان في بعض الأحيان.
وإننا نواسي أهلهم، كما نقول لهم إنَّ النجاح حلوٌ مذاقه، ويحتاج إلى صبر ومثابرة وتحمّل، ولو نظرنا في التاريخ، فإننا سنجد الكثير من العظماء من فشل في التجارب الأولى والثانية والثالثة، حتى استطاع الوصول إلى مراده وحقّقَ هدفه.
وهذه رسالة إلى أبنائنا المتميّزين والناجحين والمبدعين، بألاّ يتوقّفوا عن طلب العلم، وألاّ يتخاذلوا في اقتحام الطريق المؤدي إلى العُلى ورفعة الشأن. ونتمنى منهم عدم تضييع وقت الإجازة، فليستغلوا الوقت في العمل سواء في بعض المؤسسات الحكومية التي تفتح الباب على مصراعيها لهم، أو في المؤسسات الخاصة التي بادرت منذ قديم في احتوائهم، أو في المعاهد والأندية التي تشغل وقت الفراغ بطريقة ناجحة.
فالعمل وقت الإجازة يصقل الشخصية، ويزيد الخبرات، ويشعرهم بطعم الحريّة، التي نجاهد في الصحافة لتحقيقها، حتى تستشعرها الأجيال القادمة، فالهمة والشخصية القويّة هي نتاج الخبرات المتراكمة.
ومملكتنا البحرين سبّاقة في العلم والمعرفة، وقد خرج منا العالم والفقيه، على يد مدرسينا السابقين العظماء من أمثال يعقوب القوز وأحمد كتمتو وأحمد العمران وغيرهم، وأنتجت بلادنا الغالية أول حقبة تعليمية في الخليج العربي، وإننا لنفخر دائما وأبدا بها.
نتمنى من الوزارات وعلى رأسهم وزارة العمل، الاستفادة من الكوادر البشرية الخرّيجة، في العمل ضمن المعايير الصحيحة، حتى لا نهدر طاقاتهم في النوم والتلفزيون والإنترنت والألعاب الإلكترونية.
إقرأ أيضا لـ "مريم الشروقي"العدد 2469 - الثلثاء 09 يونيو 2009م الموافق 15 جمادى الآخرة 1430هـ