العدد 2469 - الثلثاء 09 يونيو 2009م الموافق 15 جمادى الآخرة 1430هـ

حوادث مؤسفة...ولكن لماذا؟

ريم خليفة Reem.khalifa [at] alwasatnews.com

عودة إلى حديث الأمس فإن حوادث السيارات أصبحت بلا شك مرعبة في البحرين، كما هي شوارعنا «العشوائية» في تخطيطها وتقسيمها، بل وبصورة تتعارض مع مشاريع استراتيجية 2030، فحتى يأتي هذا العام فإننا سنكون أمام أزمة شوارع وخلجان وسمك وروبيان ومباني طويلة وأخرى قصيرة والناس تعيش فوق بعضها البعض كأعشاش العصافير، عدا مدن المجتمعات المسيجة.

الوضع العام في البحرين يشير إلى أننا نعيش عشوائية في كل شيء وبدأت تنعكس أثاراها رويدا رويدا على كثير من الأشياء من بينها الحوادث المرورية المميتة التي يقع أحد أسبابها في انقراض الشوارع والخدمات.

الحوادث المؤسفة كثيرة هذه الأيام، ففي يوم الجمعة الماضي مثلا شهد حوادث كثيرة منها مقتل بطل رياضي نيوزلندي (30 عاما)، ووفاة شاب بحريني (22 عاما) بعد أن ارتطمت السيارة التي تقله مع ثلاثة آخرين بعمود الإنارة على شارع ولي العهد بالهملة، وتوفي مسن بحريني إثر تعرضه لحادث سير بقرية المعامير بينما كان يسير بالقرية أدى إلى إصابته بعدة كسور بالحوض ونزيف حاد بالرأس، أدخل على إثرها إلى غرفة الانعاش قبل أن يوافيه الأجل.

وفي شهر مايو/ أيار الماضي لقي بحريني يبلغ من العمر (34عاما) مصرعه بعد أن دهسته سيارة على شارع الشيخ عيسى بن سلمان بالقرب من عين عذاري قبل أن يفرّ سائقها من الموقع. وفي حادث آخر لقي فيه طفل بحريني عمره 5 سنوات مصرعه، بعد أن صدمته سيارة يقودها شاب بحريني على شارع الجنبية إلى آخره من الأخبار المفجعة كل يوم.

القائم بأعمال مدير عام الإدارة العامة للمرور الشيخ عبدالرحمن بن صباح آل خليفة قال في تصريح له، إن شوارع البحرين غير قادرة اليوم على استيعاب العدد الهائل من السيارات الذي بلغ 400 ألف سيارة مسجلة... ولكن الحقيقة المرة هي أن البحرين أصبحت من دون شوارع ملائمة لمتطلبات التنمية.

هناك من يقول: إن البحرين خسرت البحر بعد أن تم تمليكه «مجانا» إلى أشخاص هنا وهناك، والبحرين هي الدولة الوحيدة في العالم التي يتم تمليك البحر فيها، وتم تمليك السواحل للأشخاص (أكثرها بالمجان)، وأخذت المساحات البرية (أكثرها بالمجان).

الأكثر من ذلك انه يتم تمليك حتى الأرصفة، ومثلا هناك مساحة صغيرة (أقرب الى كونها رصيفا) بمحاذاة شارع في الرفاع الشرقي، فوجىء أصحاب المحلات والمساكن بأن مبنى ارتفع أمامهم وحجبهم عن الشارع... ومن ثم حجبت الرؤية واختنق المرور وأصبحت البيئة مناسبة لتكثير الحوادث المؤسفة، و المصيبة في انعدام التخطيط.

إقرأ أيضا لـ "ريم خليفة"

العدد 2469 - الثلثاء 09 يونيو 2009م الموافق 15 جمادى الآخرة 1430هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً