العدد 2469 - الثلثاء 09 يونيو 2009م الموافق 15 جمادى الآخرة 1430هـ

انتخابات إيران

منصور الجمري editor [at] alwasatnews.com

رئيس التحرير

يوم أمس تصاعدت حِدَّة الانتخابات الإيرانية بصورة لم يسبق لها مثيل، ووصل الأمر إلى أن يبعث الرئيس الإيراني الأسبق هاشمي رفسنجاني رسالة إلى مرشد الجمهورية الإسلامية السيد علي خامنئي يطالبه باتخاذ موقف صريح تجاه اتهامات بالفساد وجّهها الرئيس الحالي محمود أحمدي نجاد إلى رفسنجاني أثناء مناظرة تلفزيونية.

البعض يرى أن خامنئي قدّم توصيفا للرئيس الذي يرغب بفوزه، وهذا التوصيف أقرب إلى وضعية أحمدي نجاد، وأن الفئات اللصيقة بالحكم لاشك أنها ستتبع هذا الإرشاد.

ولكن - وبحسب ما يقوله أحد المطلعين على الوضع الإيراني - فإن أي شخص يدّعي أنه يعرف من سيفوز في الانتخابات الرئاسية يوم الجمعة المقبل فإن عليه أن يراجع حساباته. فهناك إمكانية تكرار ما حدث عندما انتُخب محمد خاتمي بأكثرية ساحقة وغير متوقعة في العام 1997 وذلك عندما قرر أكثرية الشعب التصويت لمخالفة الإرشاد الرسمي الذي كان يُحبِّذُ المنافس الآخر.

الأمر ذاته قد يحدث هذه المرة، وقد يفوز مير حسين موسوي، وإذا فاز فإن لديه تاريخا وخبرة يستطيع الاعتماد عليهما. فهو كان رئيس وزراء إيران (بحسب الدستور القديم كان هناك منصب رئيس وزراء) طوال ثمانينيات القرن الماضي عندما كانت الحرب العراقية - الإيرانية مشتعلة، واستطاع إدارة اقتصاد بلاده بصورة فاعلة، إذا أخذنا بعين الاعتبار الظروف الصعبة آنذاك.

ثم إن موسوي يمكن أن يكون مرغوبا للإصلاحيين وللمحافظين، وزوجته (زهرة رهنورد) قريبة من المثقفين، وعندما هاجمها شخصيا أحمدي نجاد إنما كان لعلمه بقوّتها.

التطور الذي حدث أمس من شأنه أن يغيّر الكثير من العوامل... فرفسنجاني كتب إلى خامنئي قائلا: «إنني أتوقّع منكم حل هذا الموقف من أجل إطفاء الحريق الذي يمكن أن يشاهد دخانه في الجو واتخاذ إجراء من أجل إحباط مؤامرات خطيرة».

ومن جانب آخر، أصدر 14 عالم دين في «قم المقدسة» بيانا عبّروا فيه عن «القلق العميق والأسف» لأن صورة إيران تضررت نتيجة للاتهامات الشخصية التي احتوتها المناظرة بين أحمدي نجاد وموسوي، وأشاروا في بيانهم إلى أن «توجيه الاتهام إلى أشخاص ليسوا موجودين في تلك المناظرة ولا يمكنهم الدفاع عن أنفسهم هو عمل ضد ديننا».

ربما أن ردود الأفعال المتتالية على تصريحات أحمدى نجاد ستكون عاملا حاسما أكثر من التوجيهات التي أصدرها مرشد الجمهورية الإسلامية، فقد استُقبِل موسوي في إحدى المناطق بشكل حافل، وهي منطقة شهدت أعلى الأصوات التي حصل عليها أحمدي نجاد في الانتخابات السابقة.

إقرأ أيضا لـ "منصور الجمري"

العدد 2469 - الثلثاء 09 يونيو 2009م الموافق 15 جمادى الآخرة 1430هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً