عندما أصبحت الصحافة من أهم وسائل الاتصال بالجماهير بحكم تأثيرها في الرأي العام، بات يطلق عليها «صاحبة الجلالة» أي السلطة الرابعة، كسلطة تضاف إلى السلطات الثلاث؛ وهي التنفيذية والتشريعية والقضائية، كونها تتمثل في قوة تواصلها مع الجماهير ودورها الفاعل في التأثير على العديد من الجوانب.
وقد لا يقدر كثيرون مدى أهمية وتأثير السلطة الرابعة في ذلك أو لا يكترثون أو أنهم يجهلون، وهو جزء كبير نعانيه في وسطنا الرياضي بوجود شخصيات لا تمتلك الفكر الحديث ولا تعي أهمية وسائل الإعلام. وبلا شك فإن ذلك يؤثر على سير البرامج عموماً سواء الاستراتيجيات أو الأنشطة والبرامج التي يتم تنفيذها من بطولات ومسابقات وغيرها، ورغم تطور وسائل الإعلام في يومنا هذا حتى وصلت وأصبحت وسائل التواصل الاجتماعي وسيلة يعتمد عليها في نشر الأخبار، وكمصادر قد لا تكون معتمدة أو موثوقة إن لم تكن تابعة لجهات رسمية، لكنها انتشرت في هذا العصر انتشارا كبيرا، ففي حال استخدامها بالشكل الصحيح يصبح مردودها ايجابياً، ورغم كل هذا التطور وانتشار وسائل التواصل الاجتماعي، إلا أن صاحبة الجلالة تبقى الرقم 1 وهي الأساس والمصدر الأكثر مصداقية وأكثر شمولية.
والسلطة الرابعة تستطيع رفع شأن الفرد وتستطيع أن ترمي به وتنتقده انتقاداً شديداً في حال وجود القصور، ومع الأسف وخصوصاً في البحرين لطالما وقفت وساندت صاحبة الجلالة الكثير من الشخصيات التي تبوأت مناصب عليا، لكنها لا تستحق ذلك، وربما لا تعي تلك الشخصيات أنها لو نشرت صاحبة الجلالة غسيلهم لتركوا كراسيهم، لا خلاف بأن كل عمل فيه قصور، ولكن قصور عن آخر فيه فرق كبير، هناك أمور لو كشفت عن ممارسات بعض الشخصيات من خلال السلطة الرابعة قد تكون عواقبها وخيمة، إلا أن هؤلاء لا يكترثون ولا يبالون وكأن الغرور قد ملأ أنفسهم متناسين أنه لولا الإعلام لما وصلوا!
تقول بعض الآراء أن أول من أطلق صفة السلطة الرابعة على الصحافة هو الانجليزي أدمونيرك، فقد توجه في يوم من الأيام وأشار لمقاعد الصحافيين في مجلس العموم البريطاني وقال إنهم السلطة الرابعة، ورأي آخر قيل فيه أن المؤرخ توماس ماكولاي هو من أطلق هذا المسمى، واستوحيت كل هذه الآراء بناء على ما شاهده هؤلاء وما لمسوه من تأثير كبير في الرأي العام، والرأي العام لدينا اليوم يمتلك الوعي والثقافة في كل ما ينشر، لكن القصور في تلك الشخصيات التي تتبوأ مناصب مهمة، وفي كيفية تعاطيها مع الشارع الرياضي في مختلف القضايا.
موعد انتخابات الاتحادات الرياضية ليس ببعيد، الظروف التي يعيشها الشارع الرياضي ليست كما السابق، اختناقات مادية، قصور في الموازنات، نتائج متراجعة، مشاكل كثيرة تعيشها الرياضة البحرينية بحاجة لأصحاب فكر متفتح، هذا أكثر ما نتمناه للفترة الانتخابية المقبلة.
إقرأ أيضا لـ "اسامة الليث"العدد 4835 - الأربعاء 02 ديسمبر 2015م الموافق 19 صفر 1437هـ