استقبل عاهل البلاد حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة في قصر الصخير أمس الأربعاء (2 ديسمبر/ كانون الأول 2015) عددا من المواطنين، وذلك في إطار حرص جلالته على التواصل والالتقاء مع أهل البحرين بما يعود بالخير والمنفعة على الوطن والمواطنين.
وفي بداية اللقاء تشرف الجميع بالسلام على جلالة الملك، ثم ألقى الشاعر محمد هادي الحلواجي قصيدة أمام جلالة الملك.
بعد ذلك ألقى جلالة الملك كلمة رحب فيها بالجميع، وأكد أن «هذا اللقاء جاء للاجتماع معكم، وإنها فرصة أن نشكركم على المواقف الطيبة وعلى ما تقومون به من عمل طيب لخدمة البحرين وأهل البحرين وكذلك إخوانكم في المنطقة. ولا يخفى على الجميع دور البحرين كذلك على المستوى الإقليمي والدولي من خلال المساهمات والمشاركات التي توجه ولله الحمد إلى الخير وفي اتجاه التوفيق لما يحبه رب العالمين والإنسانية».
وقال جلالته ان «أهل البحرين ولله الحمد لهم السمعة الطيبة ولهم الباع في هذا المجال من مئات السنين ولهم منا الشكر على قيامهم بواجبهم ومشاركتهم سواء كانت تجارية أو ثقافية أو دفاعية، كل هذه القيم توافرت ولله الحمد».
وأكد جلالة الملك أن «هذه الأعمال والمبادرات محل الثناء والشكر، وأنكم تستحقون أكثر من ذلك». وقال جلالته ان «عيدنا الوطني على الأبواب وننتهز هذه الفرصة لنهنئكم مقدماً بالعيد الوطني، ويوم الشهيد الذي تمت إضافته ليكون في يوم السابع عشر من ديسمبر، وهو احتفال يكرم فيه شهداء الوطن وشهداء الواجب من بداية تأسيس البحرين. والحقيقة هذا أقل شيء نذكره لهم وعنهم، وان ما ورثناه منهم من أخلاق وقيم وعلم، فهم هيأونا لهذا اليوم، وإن شاء الله نتعلم الدرس، ونهيئ أبناءنا للأيام القادمة والأيام التي ربما تكون صعبة، وندعو الله أن يقدرنا معكم لكل ما فيه خير بلدنا. ونتمنى لكم التوفيق، وكل عام وانتم بخير مقدماً». وقال جلالته ان شاعرنا محمد الحلواجي دائماً يفاجئنا وبدون أمر أو توجيه، فهو من نفسه يرسل القصائد ونحن نختار المناسبة لإلقائها لنسمعها ويسمعها الآخرون. ودائماً قصائده تكون من أجمل القصائد، وهذا ليس بغريب على أهل البحرين، فهم أهل ثقافة وأدب وشعر، ومعروفون من قديم الزمان، إضافةً إلى أن أدباء البحرين مشهود لهم، وعلماء البحرين مشهود لهم، ونحن في الحقيقة محظوظون أن ننتمي إلى هذا البلد الطيب، والحمد لله كلنا جزء لا يتجزأ.
وقال عضو مجلس الشورى الشيخ عادل المعاودة في كلمة أعرب فيها عن شكره وتقديره لجلالة الملك على هذا اللقاء التواصلي مع أهل البلد والتي هي فرصة للتشاور وإبداء الآراء والمقترحات لكل ما فيه خير ومصلحة البلاد، مبينا ان هذا اللقاء يقوي من الوحدة المجتمعية والتي هي سبب أساسي في تماسكه وبالتالي في قوته وأمنه وازدهاره.
وقال الشيخ عادل المعاودة أنتم مقبلون على مؤتمر القمة الخليجي القادم، وأعتقد بفضل من الله عز و جل أن سر قوتنا هو في وحدتنا، والوحدة لا يمكن أن تجتمع إلا برأس محبوب ومطاع، وهذا ما يتمثل فيكم يا صاحب الجلالة، وإننا نفتخر بسياستكم في التواصل مع الجيران وخاصة المملكة العربية السعودية التي هي العمود الفقري للمنطقة، مثنيا على دور المملكة العربية السعودية سابقا ولاحقا، ومشيدا بمواقف خادم الحرمين الشريفين حفظه الله في جمع الكلمة ونصرة الأمة، مؤكدا امتداد سياسة المملكة العربية السعودية وحرصها على الجميع، مشيدا كذلك بمواقف مملكة البحرين المشرفة في التحالف العربي، ضاربة بذلك أروع الأمثال للوقوف مع الأشقاء في السراء والضراء. وقال إننا نسطر بكل الفخر والاعتزاز مساهمة أبطالنا سمو الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة وسمو الشيخ خالد بن حمد آل خليفة، إنهما والله رفعا رؤوسنا مثلونا جميعا وكانا في الصفوف الأمامية قبل غيرهم، وهذا أعظم البذل، وهي مفخرة لنا جميعا أهل البحرين الذين لم يترددوا في نصرة إخوانهم في اليمن، ليعم السلام في يمن آمن ومزدهر إن شاء الله.
وقد أعرب جلالة الملك عن شكره للشيخ عادل المعاودة، موضحاً أن الذي يتمناه الجميع سوف يتحقق بإذن الله، فأهل الخليج أسرة واحدة، والحقيقة أن اتحادنا وقوتنا واضحة بتعاوننا وتكاتفنا مع جميع إخواننا في المنطقة، وكلٌ يشد أزر الآخر، معربا جلالته عن تمنياته للقمة القادمة كل التوفيق.
كما ألقى صادق البحارنة كلمة عبر فيها عن شكره وتقديره للأعمال الطيبة والمساعدات الكريمة التي يقدمها جلالة الملك للمساجد والمآتم، أسوة بجده المغفور له الشيخ سلمان بن حمد، ووالده تغمده الله برحمته، وقال لو جُبت يا جلالة الملك المنامة لرأيت في أي مكان مسجداً ومأتماً، وهي مواقف جليلة من والدكم، نسأل الله أن يطيل في عمركم يا جلالة الملك.
وقد شكر جلالة الملك البحارنة، واصفاً إياه بأنه بمنزلة الوالد، وقد اجتمع جلالته بالبحارنة منذ أيام الشيخ سلمان طيب الله ثراه في المجالس التي كان يرتادها جميع أهل البحرين، وانه صادق على اسمه.
العدد 4835 - الأربعاء 02 ديسمبر 2015م الموافق 19 صفر 1437هـ