أناب رئيس الوزراء صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة ، محافظ مصرف البحرين المركزي رشيد المعراج ، وبحضور سمو الشيخ سلمان بن خليفة آل خليفة مستشار صاحب السمو الملكي رئيس الوزراء، لافتتاح أعمال النسخة الـ22 من المؤتمر العالمي للمصارف الإسلامية، بفندق الخليج اليوم الأربعاء (2 ديسمبر/ كانون الأول 2015)، الذي انطلق تحت رعاية كريمة من سموه وبمشاركة أكثر من 1.200 من قادة قطاع التمويل الإسلامي من أوروبا، شرق آسيا، الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، حيث يعتبر المؤتمر البوصلة الموجهة لقطاع التمويل الإٍسلامي.
وحضر الحفل الافتتاحي لفعاليات المؤتمر ممثلون من العديد من المصارف المركزية، من بينهم من تركيا، البحرين، كازاخستان، عمان، باكستان، السودان، جنوب أفريقيا، إندونيسيا بالإضافة لكبار المسئولين من سوق أبوظبي العالمي، مركز دبي المالي العالمي، مركز قطر المالي، تحالف تورنتو للخدمات المالية، لوكسمبورغ للتمويل ووزارة المالية والخزانة في جمهورية جزر المالديف.
وأكد خبراء ماليين ومحكمين بالأصول والصكوك الإسلامية، ورؤساء تنفيذين لبنوك تتعامل ضمن الشريعة الإسلامية حول العالم، شاركوا بمؤتمر المصارف الإسلامية المنعقد بالمنامة بنسخته الثانية والعشرين في تصريحات لوكالة أنباء البحرين (بنا) إلى أن البحرين وعلى الرغم من انخفاض أسعار النفط فيها ، فأن اقتصادها والتعاملات المالية داخل البنوك والمصارف العاملة فيها ، وسواء كانت تعاملات مالية عادية ، أو إسلامية ولله الحمد لم تتأثر بهذا الانخفاض ، ولازالت " متعافية " و جيدة وإنها استطاعت أن تجتاز هذه المرحلة بدعم من الحكومة والقيادة.
وأكدوا بأن الاقتصاد البحريني يشهد تناميا خلال المرحلة الحالية، وان البحرين تعد الآن المركز المالي والمصرفي الأول بالنسبة للعالم العربي والإسلامي ، من حيث المعاملات وحركة المال والأسهم بصورة عامة ، وأكدوا أن التقارير المالية الدولية أكدت أن البحرين تعد ألان من الدول المتطورة والتي قطعت شوطا طويلا في مجال تقديم الخدمات المالية والمصرفية، مشددين أن الرعاية الكريمة من القيادة والحكومة سهلت بكل تأكيد وصول البنوك والتعاملات المالية لهذه المكانة الرفيعة والمتميزة.
ومن جانبه أكد نائب مدير العمليات المصرفية في بنك السودان المصرفي محمد عصمت يحيى "أن البنك السوداني يرتبط بعلاقات مصرفية وثيقة مع المؤسسات المالية و البنوك البحرينية، وتمتد لعقود طويلة"، مشيرا إلى أن العمل الآن جاري لتطويرها لتكون أكثر متانة ، مشيرا إلى أن المؤتمر كان متميزا استطاع أن يقدم تقارير متكاملة حول الصرافة والصكوك الإسلامية في مجموع دول العالم الإسلامي وقارتي أوربا وأمريكا، بالإضافة الى ما تم مناقشته في الجلسات والأوراق المقدمة من خبراء لهم باع طويل في هذا الجانب ، مردفا أن التقرير الذي عرضه المؤتمر حول ثلاث بلدان هي السودان وكازاخستان وكندا ، كان تقريرا مميزا عن العمل في هذه الدول في مجال الصكوك المالية الإسلامية، مضيفا أن السودان كان له مشاركة بورقة مهمة وهي (أدارة السيولة اليومية).
ومن جانبه قال وكيل المؤسسين للمصرف الإسلامي الليبي إبراهيم الصغير إن المصرف الإسلامي الليبي وأن عانى من الوضع الاقتصادي الغير مستقر ، بسبب الأوضاع السياسية والظروف والأوضاع التي تعيشها ليبيا خلال هذه المرحلة، والذي أدى بدوره إلى تضخم غير طبيعي بالعملة الليبية، مردفا المصرف حاليا يعكف على العديد من الإجراءات لتنظيم إصدار العملة وعدم تضخمها.
وعلى جانب متصل أكد الرئيس التنفيذي لبيت التمويل الكويتي عبد الحكيم الخياط أن بيت التمويل أحد الداعمين للمؤتمر ، وهو دعم يرتقي إلى عمل يسهم بتطوير الصيرفة الإسلامية ، ومناقشات الحكومة التي تصب في نفس الاتجاه ، مشيرا إلى أن حكومة البحرين طرحت صكوك من خلال بيت التمويل ، وهذا يؤكد إلى ركائز الدولة قوية ، وتعمل ضمن منظور خدمي لتعدي الأزمات المالية ، مؤكدا أن انخفاض أسعار النفط لا يؤثر فقط على البنوك الإسلامية وإنما كل القطاعات المالية والاقتصادية العاملة ألأخرى.
وأكد الخياط في تصريحات لـ (بنا) "أن الدول الخليجية لها احتياطاتها الكافية ، ولا يوجد أي عجز في ميزانية منظومة الدول الخليجية لدول مجلس التعاون لـ 22 شهرا القادمة، ولا يوجد عجز لدى أي دولة من دول المجلس، متمنيا أن تكون الأسعار بالعام القادم أفضل.
وأشار الرئيس التنفيذي لبيت التمويل الكويتي "أن مستقبل البنوك الإسلامية والصكوك والصيرفة الإسلامية واعد ومشجع جدا ، لان في نمو مستمر في الأوضاع العادية ، أو في أوضاع الانتعاش ، والإقبال متزايد عليها محليا وخليجيا وعالميا".
وشهد انطلاق أعمال المؤتمر اليوم استضافة 4 محافظين ونواب محافظين لمصارف مركزية من بينهم محافظ مصرف البحرين المركزي رشيد المعراج، الرئيس التنفيذي لمصرف عمان المركزي حمود صنقور الزدجالي، ونائب محافظ مصرف باكستان المركزي رياز ريازدين، ونائب محافظ مصرف كازاخستان الوطني نورلان كاسينوف، وخلال كلمته التي افتتح بها فعاليات المؤتمر، قال محافظ مصرف البحرين المركزي رشيد المعراج "إن المجلس المركزي للشريعة المعلن عنه للبحرين سيمنح صلاحيات أوسع في اتجاه الابتكار لقطاع البحرين الإسلامي".
ولقد اشتهرت البحرين بكونها مركز رائد في قطاع التمويل الإسلامي، وهو ما أكده حلولها في المركز الثاني في مؤشر تومسون رويترز لتنمية التمويل الإسلامي، الشيء الذي يعكس سلامة النظام الايكولوجي الذي تتبناه المملكة في الوقت الذي تسعى فيه لزيادة نسبة الأصول التي تدار تحت ولايتها.
وبدوره، قال الزدجالي "إن قطاع التمويل الإسلامي سيفيد وسيقود التنمية الاقتصادية والاجتماعية بمجرد وضع إطار تشغيلي".
وتلت خطابات المحافظين كلمات خاصة لعدد من الخبراء العاملين في هذا القطاع من ذوي الشهرة الذين سلطوا الضوء على ما تحقق خلال أربعين عاماً على منذ تدشين هذا القطاع، عبر تقييم نسبة النمو فيه، التأثيرات والانجازات بالإضافة لمناقشة الشكل الذي يجب أن تكون عليه خارطة الطريق المستقبلية.
وتناول خمسة من القادة المشاركين في هذا المؤتمر إحدى أهم المسائل الأساسية وهي كيفية عمل النظام الحالي مع الغرض الرئيسي الذي قام عليه هذا القطاع، وهم نورلان كاسينوف، نائب محافظ مصرف كازاخستان الوطني، وداتوك بروفيسور رفعت أحمد عبدالكريم، الرئيس التنفيذي للمؤسسة الإسلامية الدولية لإدارة السيولة، ونور عبيد، عضو مجلس إدارة مجموعة بيت التمويل الكويتي، وداتو. بروفيسور عزمي عمر، المدير العام للمعهد الإسلامي للبحوث والتدريب، مصرف التطويل الإسلامي وسيد فاروق، نائب رئيس والرئيس التنفيذي للشرق الأوسط للاستشارات العالمية.
وحرصت الشرق الأوسط للاستشارات، الجهة المنظمة لهذا المؤتمر والتي تقدم حلول ذكية لمناطق الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وجنوب شرق آسيا على مدى 22 عاماً، على استضافة مجموعة رفيعة من المتحدثين خلال الفترة الثانية من اليوم الثاني للفعالية.
ومن بينهم ستيفين فينبورغ، الرئيس التنفيذي لأسما كابيتال بارتنرز، والشخصية المشهورة في الأوساط الاقتصادية محمد القاري، وطلال ياسين، العضو المنتدب في كريسينت ويلث، ومايكل مكميلين، الرئيس العالمي للتمويل والاستثمار الاسلامي في كورتيس، ماليت-بريفوست، كولت و موسلي.
وستختتم فعاليات المؤتمر في الثالث من ديسمبر وستشهد كلمات مرتقبة حول تأثير أسواق النفط والاقتصاد الصيني على الاقتصادات الإسلامية والأسواق المالية من قبل هاني فينداكلي، الرئيس التنفيذي السابق لمجموعة البنك الدولي ونائب الرئيس الحالي لمجموعة كلينتون، ومانجيانج تشينغ، وكبير الاقتصاديين في بنك الصين الدولي على التوالي. للمزيد من المعلومات حول المؤتمر، الرجاء زيارة .