العدد 4834 - الثلثاء 01 ديسمبر 2015م الموافق 18 صفر 1437هـ

منتدى خليج البحرين... الفيل الأكبر

قاسم حسين Kassim.Hussain [at] alwasatnews.com

كاتب بحريني

حضر غائبان بقوةٍ في جلسات منتدى خليج البحرين عن «الشرق الأوسط: الأمن الإقليمي وفرص العمل»، الذي نظمه المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية يومي 28 و29 نوفمبر/ تشرين الثاني 2015 في المنامة.

أكثر النقاشات اهتمت بأسعار النفط وانعكاساتها على أوضاع دول العالم والمنطقة، فوزير المالية التشيلي السابق، فيليب باسكونان، أكد أن «الاقتصاد والاستثمار عالمياً أصبح يواجه تغيراً جذرياً هيكلياً دائماً، وليس مجرد مشاكل أو دورة اقتصادية عابرة، فكلنا نعاني من تراجع إيرادات الصادرات والضغط على فرص العمل». وأشار إلى أن بعض دول أميركا اللاتينية تعتمد على تصدير النفط الذي هبط دخلها بنسبة 60 في المئة وتراجع معدل النمو بنسبة 2 في المئة، مثل فنزويلا والمكسيك وكولومبيا، بينما يعتمد بعضها الآخر على تصدير المعادن مثل تشيلي وبيرو، فالنحاس مثلاً تراجع بنسبة 30 في المئة، وتراجع النمو 1 في المئة... فالبلاء يعمّ الجميع!

باسكونان قال: «لا أدري بما يجري في منطقتكم، لكنكم عموماً تمتلكون صناديق سيادية ضخمة بمئات المليارات، بينما هي في أميركا اللاتينية أصغر وبالتالي يمكن أن تنفد خلال سنوات قليلة، فيما ستستمر صناديقكم فترةً طويلة». ويبدو أنه لا يعلم بما تستنزفه الصراعات والحروب المستدامة من أموال وثروات شعوب المنطقة.

إلى جانب النفط، حضر غائبان بقوةٍ في نقاشات المنتدى، «داعش» وإيران. فإيران التي تساءل المدير التنفيذي بالمعهد جون جينكنز، هل تمثل تحدياً أم فرصةً للتعاون والسلام بعد توقيع الاتفاق النووي، اعتبرها الباحث الإماراتي عبدالخالق عبدالله «الفيل الأكبر في هذه القاعة»، لأنها تمثل خطراً وتهديداً فعلياً لدول الخليج.

على أن الغائب الحاضر الآخر في المنتدى هو «داعش»، حيث قدّم جينكنز للموضوع بقوله: «لقد سمعنا الكثير عن الفرص والتحديات، والآن نريد أن نسمع عن المخاطر التي يمثلها هؤلاء المجانين المنتشرون في صحراء سورية والعراق». وكانت مقدمةً سلسةً مهّدت لما طرحته الباحثة في الإسلام السياسي بالمعهد نيللي لحود، إذ تحدّثت عن المجموعات التي تعرّف نفسها بـ «الجهادية»، وضرورة أن نعرف كيف ينظرون إلى أنفسهم وللآخرين، لما يمثله هذا التنظيم المتطرف من تهديدٍ على المستويين القريب والبعيد.

لحود قالت إننا لا نقلل من إنجازاتهم لكن دون مبالغة، فما حققوه يعود إلى الصدفة وعدم كفاءة أندادهم وليس لكفاءتهم. صحيح أن أهدافهم طموحة، ولكن لا يعني ذلك قدرتهم على تحويل أحلام الخلافة إلى أرض الواقع، فالتنظيم برز بصورة مفاجئة، وأبوبكر البغدادي يتخيّل أن هولاند أو بوتين سيترجّيانه للانسحاب، وقادته ليسوا محنّكين، فهم يتفاخرون بحجب وجه تنظيم «القاعدة»، الذي ينظر لهم نظرة دونية، وهم يسجّلون النقاط ضده. ومع ذلك فـ «داعش» يتربع اليوم على «عرش الجهادية الإسلامية»، منذ 2014، وحصل على مبايعة جماعات إسلامية من 13 بلداً. والأسوأ - حسب لحود - أن الأسرة الدولية غير قادرة حتى الآن على إيجاد جبهة موحّدة لقتال «داعش»، غير تدابير شكلية، والمجموعات الإرهابية تنمو وتتغذى على البيئة الكارثية، كما حدث في العراق وسورية، حتى بات «داعش» يشكّل تهديداً كبيراً على المنطقة. ورغم أن التنظيم لم يضم أراضي جديدة منذ مايو/ أيار الماضي، وهو الآن يخسر نفوذه، لكنه يظلّ قادراً على إطلاق هجمات إرهابية كما حصل في باريس وتونس.

إن خطورة «داعش» في حال فشله لا يقل عن خطره في حال نجاحه وسيطرته، فقد ترثه مجموعاتٌ إرهابيةٌ أخرى أكثر توحشاً، كما حدث معه عندما ورث «القاعدة» وحلّ مكانها. هذه الحقيقة الناصعة التي أشارت إليها الباحثة مازالت غائبةً حتى الآن عن بعض الساسة والدول في المنطقة التي مازالت تراهن على تربية الثعابين.

إقرأ أيضا لـ "قاسم حسين"

العدد 4834 - الثلثاء 01 ديسمبر 2015م الموافق 18 صفر 1437هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 4 | 7:06 ص

      احم احم

      بعد داعش والقاعده وبوكو حرام ما راح ايجي احد وراح ايكون العالم اكثر امنا

    • زائر 3 | 5:40 ص

      جنون يقودنا للدمار

      ... وغيره ممن يعتاشون على الخزعبلات المدفوعة والتي يطلقونها يريدون جر الشعوب لمذابح يتفرجون عليها .. في حين يحاولون تصوير الخطر الصهيوني لى انه الحمل الوديع ..

    • زائر 2 | 11:21 م

      يغالطون انفسهم

      داعش على ابوابهم. وللحين نايمين.

اقرأ ايضاً