تحقق نيابة أمن الدولة العليا في مصر اليوم الثلثاء (1 ديسمبر/ كانون الأول 2015) مع باحث وصحافي مصري اوقفه الامن قبل يومين في مطار الغردقة (شرق البلاد) اثناء عودته من المانيا، في وقت لم تتضح التهم الموجهة اليه بعد، حسب ما افادت زوجته وكالة فرانس برس.
واوقف اسماعيل الاسكندراني (32 عاما) وهو باحث متخصص في شؤون سيناء وصحافي حر معروف بارائه الناقدة للسلطة والدور السياسي للجيش في مصر في مطار الغردقة على البحر الاحمر الاحد، حسب ما ذكرت زوجته ومحاميه.
ووصل الاسكندراني من العاصمة الالمانية برلين حيث شارك في عدد من الندوات حول الاوضاع السياسية في مصر، بعد ان قضى نحو عام في الولايات المتحدة باحثا في مركز ودرو ويلسون للابحاث ضمن برنامج الصحافي العربي الزائر.
وقالت زوجته خديجة جعفر لفرانس برس عبر الهاتف اثناء انتظارها خارج مبنى التحقيق ان "الامن اوقف اسماعيل في مطار الغردقة يوم الاحد ثم اقتادوه للتحقيق في نيابة امن الدولة العليا اليوم (الثلاثاء) في القاهرة".
واضافت "لا اعلم التهم الموجهة له. لم التق به ولم اتحدث معه منذ توقيفه".
ويحضر محامون التحقيق مع الاسكندراني، بحسب زوجته.
واكد مسؤول امني في وزارة الداخلية لفرانس برس واقعة توقيف الاسكندراني لكنه رفض التعليق على الاتهامات الموجهة اليه حتى الآن.
عمل الاسكندراني في السنوات القليلة الماضية على عدة تحقيقات صحافية عن الاوضاع السياسية والاجتماعية والامنية في شبة جزيرة سيناء معقل الجماعات الجهادية التي تخوض حربا شرسة ضد السلطات المصرية منذ الاطاحة بالرئيس الاسلامي محمد مرسي في تموز/يوليو 2013.
والاسكندراني صحفي حر ينشر مقالات رأي وتحقيقات صحافية في صحف ومواقع محلية واقليمية وعالمية. وهو باحث متطوع في المركز المصري للحقوق الاقتصادية والاجتماعية متخصص في قضايا سيناء.
والاسكندراني هو الفائز بجائزة هاني درويش للمقال الصحافي الاستثنائي ضمن فئة مسابقة "العين المفتوحة" في المانيا 2014 عن مقاله "كيف يحكي ميدان واحد قصة شعب".
كما حصل في العام 2009 على المركز الأول في مسابقة مقال الشباب العالمية عن الديمقراطية.
ويشكو الصحافيون في مصر من التضييق عليهم في الفترة الاخيرة.
ففي 10 تشرين الثاني/نوفمبر الفائت، احتجزت السلطات المصرية الصحافي والحقوقي البارز حسام بهجت لليلتين على ذمة تحقيق النيابة العسكرية معه في تهم تتعلق ب "إذاعة أخبار كاذبة تضر بالمصلحة الوطنية".
واثار احتجاز بهجت دعوات غاضبة لاطلاق سراحه الامم المتحدة ومنظمات حقوقية دولية.
وقالت لجنة حماية الصحافيين، وهي منظمة غير حكومية مقرها نيويورك معنية بالدفاع عن احوال الصحافيين، في تقرير صدر في حزيران/يونيو ان الصحافيين يواجهون "تهديدات لا سابق لها في مصر".
واعلنت اللجنة ان 18 صحافيا على الاقل يقبعون في السجون المصرية، لكن منظمات مصرية تقول ان العدد اكبر من ذلك بكثير.
ويؤكد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ان مصر تشهد حاليا حرية اعلام "غير مسبوقة"، وان حكومته لا تسجن صحافيين لأسباب سياسية.