ستبقى المملكة العربية السعودية على الأرجح البلد المهيمن على سوق البناء في دول مجلس التعاون الخليجي في المستقبل القريب لا سيما أنّها خصصت مبلغًا يُقدّر بـ200 مليار دولار لمشاريع البناء التي تخطط لتنفيذها خلال العامين المقبلين، بحسب تقرير صحافي اليوم الثلثاء (1 ديسمبر/ كانون الأول 2015).
إذ من المتوقّع أن يحفز هذا التطوّر النمو المستمر لدى أصحاب المصلحة في سوق البناء في المملكة، ولا سيما الشركات المحلية. ومع تطور هذا القطاع، من المفترض أن تزداد فرص العمل المُتاحة للمواطنين السعوديين مما سيساهم في تشجيع البلاد على بذل الجهود المتواصلة لتحقيق النمو الاقتصادي"، بحسب مدير عام صندوق تنمية الموارد البشرية إبراهيم آل معيقل، الذي تمّ إنشاؤه لتكثيف السَّعودة في القطاع الخاص ضمن إطار برنامج نطاقات الذي يُعتبر بدوره من أهمّ سياسات العمل القائمة على الحصص في العالم.
لدعم جهود السعودة التي يبذلها، تعاون صندوق تنمية الموارد البشرية مع ميد وهي شركة رائدة في مجال ذكاء الأعمال في المنطقة بهدف تنظيم المؤتمر السعودي الأوّل للمواهب في قطاع البناء، والذي يأمل أن يشجّع المناقشات حول برامج وسياسات تنمية المواهب في المملكة، لاسيما في قطاع البناء.
سيلقي السيد آل معيقل الكلمة الافتتاحية لأعمال المؤتمر حول موضوع "التزامات القطاع الخاص لتوفير شراكات استراتيجية وفرص التدريب للطلاب والمواطنين السعوديين في قطاع البناء."
وقال كولين فورمان مُحرر في شركة ميد التي تتولّى تنظيم المؤتمر السعودي للمواهب في قطاع البناء المُنعقد في 6 ديسمبر 2015 في فندق إنتركونتيننتال، الرياض، المملكة العربية السعودية: "يُظهر تقرير حديث عن الصناعة أنّ فرص العمل بشكل عام في جميع أنحاء دول مجلس التعاون الخليجي لا تزال تشهد ارتفاعًا وذلك على الرغم من انخفاض أسعار النفط وتأثيره على الاقتصادات الإقليمية. إلا أنّ المملكة العربية السعودية تمضي قدمًا في خططها الاستثمارية في قطاع البناء مما سيخفف من وطأة أيّ تباطؤ تشهده القطاعات الأخرى. ومن المثير للاهتمام أنّ التقرير نفسه يشير إلى أّنّه من المتوقع أن يحقق قطاع البناء أعلى زيادة من حيث متوسط الراتب بنسبة 10 في المئة، ونأمل أن يشجع ذلك عددًا أكبر من المواطنين السعوديين لشغل وظائف في مشاريع البناء التي من المتوقّع أن تُباشر المملكة في تنفيذها."
أمّا الكلمة الوزاريّة فسيلقيها معالي نائب وزير العمل أحمد الحميدان، من وزارة العمل، حيث سيُطلع الحضور على آخر التحديثات التي طرأت على سياسة العمل وقوانين تأشيرة الدخول إلى المملكة لدعم صناعة البناء. وسيلي ذلك عرض سيقدمه سعادة الدكتور عبد القادر الفنتوخ، نائب وزير التربية للتخطيط والمعلومات في وزارة التعليم، حيث سيركز في كلمته على تكييف برامج الجامعات مع متطلبات سوق العمل السعودي لإعداد القادة السعوديين في المستقبل.
من المتوقع أن يستضيف المؤتمر أكثر من 200 مندوب من مختلف أنحاء المنطقة، وذلك نظرًا لما يتضمّنه من كلمات رئيسيّة، وجلسات نقاش، وعروض، وفرص تواصل بحيث سيوفر منصة مثالية لمختلف الجهات المعنية لمعرفة المزيد عن الفرص والتحديات في مجال التوظيف في قطاع البناء السعودي.