أصبح مصير المدرب الفرنسي رودي غارسيا في مهب الريح بعد ان دخل فريقه روما في النفق بعدما أصبح مهددا بالابتعاد عن دائرة المنافسة على لقب الدوري الايطالي لكرة القدم إضافة إلى إمكانية خروجه من الدور الأول لدوري أبطال أوروبا.
وتعقد وضع غارسيا في فريق العاصمة بعدما مني "جالوروسي" الأحد بهزيمته الأولى هذا الموسم في معقله وبين جماهيره وجاءت على يد اتلانتا صفر-2 في المرحلة الرابعة عشرة من الدوري.
ودخل فريق العاصمة إلى هذه المباراة وهو يبحث عن تناسي هزيمته المذلة أمام برشلونة الاسباني الذي اكتسحه 6-1 الثلثاء الماضي في دوري أبطال أوروبا، لكنه خرج منها وغارسيا في وضع لا يحسد عليه بتاتا بعد أن سقط الفريق للمرة الأولى في معقله من أصل 9 مباريات خاضها في "اولمبيكو" هذا الموسم ضمن جميع المسابقات.
ويدين اتلانتا بفوزه الأول في الملعب الاولمبي منذ 24 مايو/ أيار 2003 إلى الأرجنتينيين اليخاندرو غوميز وجرمان دينيس اللذين سجلا الهدفين، الأول بتسديدة صاروخية من خارج المنطقة والثاني من ركلة جزاء تسبب بها البرازيلي مايكون وطرد على أثرها.
وتجمد رصيد فريق غارسيا عند 27 نقطة في المركز الرابع بفارق 3 نقاط عن انتر ميلان المتصدر الذي بإمكانه توسيعه إلى 6 نقاط في حال تمكنه من حسم موقعته المرتقبة مع نابولي الثاني اليوم الاثنين (30 نوفمبر/تشرين الثاني 2015).
وعلى رغم أن وضع الفريق ليس سيئا من حيث الفارق بينه وبين المتصدر، فان ما يقلق جمهور الفريق هو إمكانية الاكتفاء مجددا بمركز الوصيف الذي حصل عليه في الموسمين الماضيين وعدم الاستفادة من فترة عدم التوازن التي يمر بها يوفنتوس بطل المواسم الأربعة الأخيرة.
وما هو مؤكد أن وضع غارسيا في الفريق أصبح مهزوزا تماما لان الخسارة المذلة أمام برشلونة ليست الأولى لروما على الصعيد القاري إذ تأتي بعد حوالي عام على الهزيمة القاسية الأخرى التي تعرض لها على أرضه أمام بايرن ميونيخ الألماني (1-7) في المسابقة القارية الام.
ويبدو غارسيا الذي جاء إلى "اولمبيكو" بعد أن قاد ليل إلى لقب الدوري الفرنسي، عاجزا عن ايجاد التوليفة المناسبة لتجنب سيناريوهات مشابهة لتلك التي اختبرها أمام بايرن وبرشلونة، وهذا ما المح إليه مدافع الفريق مايكون بعد خسارة الثلثاء في "كامب نو"، قائلا: "لم نفعل شيئا سوى الدفاع لطيلة 90 دقيقة ضد فريق فرض هيمنته المطلقة على المباراة".
وجاءت الهزيمة المفاجئة أمام اتلانتا أمس (الأحد) لتضع مصير غارسيا على المحك إذ بدأ الحديث عن مستقبله والتوجه لإقالته لكن إدارة النادي أكدت مساندتها للفرنسي وذلك عبر المدير الرياضي وولتر ساباتيني الذي قال: "إنه يحظى بدعمنا. غارسيا ليس الشخص الوحيد المتواجد في قفص الاتهام. من الواضح بان الجميع مسئول عن هذه اللحظة الدراماتيكية التي نجد أنفسنا فيها".
وفي ظل حديث وسائل الإعلام المحلية عن إمكانية التعاقد مع مدرب ساسوولو اوزيبيو دي فرانشيسكو أو مدرب المنتخب الوطني انتونيو كونتي ومدرب انتر ونابولي السابق وولتر ماتزاري، أكد غارسيا بانه لم يستسلم، قائلا: "لن استقيل. من يعتقد باني قد أقوم بهذا الأمر، فانه لا يعرفني. اشعر بالخيبة والغضب لكني لن استسلم".
وتابع غارسيا الذي يمتد عقده مع روما حتى 2018: "من الواضح اني اتحمل جزءا من المسئولية في كل ما يحصل لكن الان ليس الوقت المناسب للتحدث. يجب أن ننتفض ونبقى متحدين".
ولدى سؤاله إذا كان يشعر بالتهديد في ما يخص منصبه، اجاب الفرنسي: "يجب أن تسألوا النادي عن هذا الأمر".
وبدت الخيبة واضحة بعد المباراة على وجه لاعب الوسط دانييلي دي روسي الذي عاد الى التشكيلة بعد غيابه عن لقاء الثلثاء أمام برشلونة، وهو تحدث عن وضع الفريق قائلا: "من البديهي انه علينا تحسين الأمور والمدرب يتحمل جزءا من المسؤولية لكن سيكون من المخزي أن نلوم المدرب على كل شيء. نحن اللاعبون ناضجون بما فيه الكفاية لتحمل المسؤولية. نحن مصابون بالرضوض واختبرنا أسبوعا رهيبا لكن هناك 24 مباراة متبقية من الموسم. قبل ثلاثة أسابيع كنا مصنفين كفريق منافس على اللقب واعتقد أن الأمر لم يتغير".