العدد 4832 - الأحد 29 نوفمبر 2015م الموافق 16 صفر 1437هـ

جيوب أنفية أم ألم بالأسنان؟

د. زهرة أحمد النشابة - طبيبة جراحة الفم و الأسنان 

29 نوفمبر 2015

مع تغير درجات الحرارة بين فصول السنة، يعاني الكثير من الأشخاص في مختلف أرجاء العالم من هجمات فيروسية في أنحاء الجسم قد تبدأ بتلك الأنفلونزا أو نزلات البرد، ويقوم الجسم بالرد عليها بمختلف الطرق، لعل أهمها يرد بتلك الإفرازات الأنفية التي تبدأ بصورة مائية سرعان ما تتحول إلى مادة ذات لزوجة كبيرة، وهي «الزكام».

يبدأ الزكام عن طريق التهاب الغشاء المخاطي المبطن للتجاويف المجاورة للأنف، والتي توجد داخل عظام الجمجمة، نتيجة انسدادها وامتلائها بالإفرازات الميكروبية، وهو ما قد يسمى «التهاب الجيوب الأنفية»، على عكس حالتها الطبيعية والتي تكون مملوءة بالهواء.

كثير من الأعراض قد تصاحب التهاب الجيوب الأنفية، والتي قد تسبب صعوبة في تشخيصه، فعادة ما ترافق الزكام آلام شديدة، مزعجة بأسنان الفك العلوي، يكون نتيجة ضغط تلك الجيوب بعد امتلائها على الأسنان.

هذا ما يفسر زيارة المريض لطبيب الأسنان والشكوى الدائمة من ألم في أسنان الفك العلوي، مجهولة المصدر، والتي تكون هي الأخرى خالية من التسوس أو أي مشكلات بالأنسجة المحيطة بها.

بذلك فإن المتابعة العلاجية يجب أن تتم عند الطبيب المختص بالأنف والحنجرة.

ولا ينفي ذلك التهاب الجيوب الأنفية فموية المصدر، والذي عادة ما تكون الأسنان العلوية - خصوصاً أسنان العقل - المسئول الرئيسي عنه، بمختلف الصور عندما تكون مضمورة بعظام الفك، أو عند التهابها أو حتى عند خلعها بسبب وقوعها تحت الفك العلوي مباشرة مفصولة بغشاء عظمي رقيق فقط.

تتعدد الطرق العلاجية لهذا الالتهاب حسب علاقته وأسبابه، فمنها ما يتم عند طبيب الأسنان بطرق مختلفة كمعالجة التهابات الأسنان العلوية عن طريق الحشوات المناسبة أو الخلع الذي يتم بعناية لتجنب انزلاق جذور الأسنان بتلك الفتحة الأنفية.

أما الطبيب المختص بالأذن والأنف والحنجرة فيتم علاجه عن طريق الأدوية والمضادات الحيوية لما لها من دور كبير وفعال في القضاء والتخفيف من تلك المشكلات.

وهناك طرق أخرى من العلاج المشترك بين طبيب الأسنان وطبيب الأنف والأذن والحنجرة، تتم عن طريق التدخل الجراحي لغلق تلك الفتحة التي تصل الفم بالجيوب الأنفية، أو رفع الجيوب الأنفية التي تكون قريبة جداً من الأسنان أو قد تتداخل معها.

التهابات الجيوب الأنفية حالة مرضية قد تكون عابرة عند التشخيص الدقيق لها بالتعاون ما بين طبيب الأسنان وطبيب الأنف والأذن والحنجرة، وقد تتحول إلى حالة مزمنة عند إهمالها وعدم معالجتها. فكن حذراً.

العدد 4832 - الأحد 29 نوفمبر 2015م الموافق 16 صفر 1437هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً