البيان الأخير الذي أخرجه اتحاد الكرة على لسان رئيسه الشيخ علي بن خليفة آل خليفة يمكن وصفه بـ «التصادمي»، وخصوصا أنه أقحم بعض الجهات التي تؤدي عملها وفق منظورها وتكليفهما العملي، سواء من أندية أو وسائل إعلامية أو أشخاص يعملون في الإعلام الرياضي. ولعل ما احتواه هذا البيان ما هو إلا لذرّ الرماد على السقطات الكثيرة والكبيرة التي منيت بها الكرة البحرينية في السنوات الأخيرة.

البيان، بغض النظر عن نقاطه الكثيرة التي تضمنها سواء كانت صحيحة أو خاطئة، فإن اللافت فيه تكرار مقولة ترددت في الوسائل الإعلامية أكثر من مرة خلال السنوات الأربع الماضية، وعلى سبيل المثال وفي حوار صحافي مع صحيفة الشرق الأوسط يوم 20 يناير/ كانون الثاني 2011 في العدد رقم 11741 وفي رده على سؤال إلى أين تتجه الكرة البحرينية قال رئيس اتحاد الكرة: «الكرة البحرينية تمر بفترة انتقالية في الفترة الحالية، وإحلال جيل شاب بديلا للجيل السابق، بحيث يكون مزج بين العناصر الشابة والخبرة كما حدث في بطولة غرب آسيا والخليج والبطولة الآسيوية الحالية، فهناك أسماء جديدة شاركت في القائمة الآسيوية للمنتخب البحريني».

الأسطوانة تكررت يوم 5 نوفمبر/ تشرين الثاني 2012 في المؤتمر الصحافي لتقديم المدرب الأرجنتيني كالديرون عندما طالب الشيخ علي بن خليفة الجميع بالوقوف خلف المنتخب الوطني الأول، وقال: «نحن نمر بمرحلة انتقالية تتطلب تضافر الجهود والوقوف خلف المنتخب لتحقيق الأهداف المرجوة».

وفي تأكيد آخر لنبرة الفترة الانتقالية، قال الشيخ علي بن خليفة لموقع «كووورة الالكتروني» يوم 17 نوفمبر 2012: «من الناحية الفنية نمر بمرحلة انتقالية بتغير القيادة الفنية، والأمر في يد اللاعبين كون الأسلوب التدريبي لم يتغير».

النقطة الثانية التي ذكرها بيان اتحاد الكرة الأخير وتكررت هي ما يتعلق بضعف المسابقات المحلية وخصوصا الدوري، إذ قال الشيخ علي خليفة: «النتائج التي يعاني منها المنتخب الوطني هي نتاج لما يفرزه الدوري من مستوى وما ترفده الأندية من لاعبين للمنتخب، وبالتالي فإن منظومة العمل متكاملة تبدأ من أندية لديها بنية تحتية قوية وإمكانات مادية».

ويبدو أن رئيس اتحاد الكرة نسي ما قاله في معرض حديثه وحواره مع صحيفة الشرق الأوسط، عندما رد على سؤال إن كان الدوري البحريني يعاني من الضعف بقوله: «أعتقد أن الأمر ليس صوابا مئة في المئة، دعني أطرح سؤالا، أين المنتخب السعودي اليوم؟ لم يظهر بصورته المعهودة، فهل هذا يعني أن الدوري السعودي ضعيف؟ هذا كلام ليس صحيحا، ولكن العمل عبارة عن منظومة لا تقتصر على دوري المحترفين فقط، بل لا بد أن تشترك لجنة المسابقات واتحاد الكرة الذي يقوم بانتقاء الكفاءات الإدارية والفنية».

عموما، ما يحدث في الكرة البحرينية ما هو إلا نتاج طبيعي للعمل الذي يقوم به اتحاد الكرة والأندية، فإن كانت المرحلة الانتقالية مستمرة منذ ما يزيد عن 4 سنوات فهو نتاج «الخربطة» والتخبط الذي عاشه المنتخب الأول نتيجة عدم الاستقرار الذي فرضه اتحاد الكرة عليه؛ بسبب تعدد المدربين والإقالات التي ضربت الأجهزة الفنية.

في حين إن كان «دورينا» ضعيف فهو نتاج العمل الذي قام به اتحاد الكرة وغياب الاهتمام والرعاية والكثير من الجوانب التسويقية والتنظيمية والإدارية، دون أن ننسى دور الجهات الأخرى من أندية أو إعلام وغيرها من الجهات.