جاءت تعليقات القراء الكرام الكثيرة على المقال الذي يحمل عنوان «التربية وتجاوزات بعض المعلمين الوافدين التربوية والأخلاقية»، المنشور بصحيفة الوسط في يوم الأحد الموافق 22 نوفمبر/ تشرين الثاني 2015، في العدد (4824)، لتؤكد بصورة أوضح على وجود بعض المعلمين الوافدين الذين لا يتصفون في أخلاقهم وتدريسهم وضبطهم للصف وفي ألفاظهم بصفات المعلم التربوي الذي يحترم مهنته، فلتسمحوا لنا عرض بعض تلك التعليقات الواردة لتبيان الحال المأساوي للتعليم.

التعليق (1): هذا الذي يحدث بالفعل في مدارسنا، بهذه العبارة بدأ ولي الأمر تعليقه، وخير مثال على ذلك ما يقوم به مدرس اللغة الإنجليزية الوافد، بمدرسة (...)، وينقل على لسان أبنائه، أن المدرس المعني يدخل عليهم حصتين متتاليتين في اليوم، فيقوم بملء السبورة بالكتابة ويجلس على الكرسي من دون أن يشرح الدرس، ويطلب منهم بعد الانتهاء من الكتابة أن يعملوا أي شيء يريدونه، ولا يشرح لهم إلا إذا علم بوجود لجنة من الوزارة في المدرسة... ويتساءل أين الوزارة عن مثل هذا المعلم غير المخلص لمهنته؟

التعليق (2): تحدث صاحبه عن مشاهدته الشخصية، قائلاً أود أن أخبركم بأن التعليم على شفا حفرة من الموت أو النهاية، فالمدرسة التي أعنيها تحولت إلى وضع يرثى له، حيث لا تجد إلا القلة من المعلمين البحرينيين، وأكثر المعلمين من الوافدين الذين يحملون الجنسيات العربية، وللأسف الشديد أصبح الطالب هو الضحية، وتساءل قائلاً: هل تتخيلون كيف أصبح حال الصف الدراسي عندما يدخل بعض المعلمين الوافدين إليه؟ يتحول إلى فوضى بمعنى الكلمة لأنهم لا يمتلكون القدرة على ضبط الفصل بأساليب تربوية، والأكثر من ذلك فإن البعض لا يقومون بتدريس الطلاب، كل ما يفعلونه هو الكتابة على السبورة ويأمرون الطلبة بنسخ ما كتبوه لهم في كراساتهم، وينتهي الدرس.

التعليق (3): يتحدث صاحب التعليق عن مدرس وافد يدرس مادة الأسرية، يسب ويشتم الطلبة بكلمات قبيحة، ويمسكهم من رقابهم، والفوضى في الفصل تسمعها إدارة المدرسة من دون أن تحرك ساكناً، وهذا الحال المأساوي كما يقول مرّت عليه خمس سنوات ولم يتغير.

التعليق (4): بدأ تعليقه بنداء، تعالوا «شوفوا» مدارسنا في الرفاع والحد والبسيتين وعسكر، وقال أن 80 في المئة من المعلمين جدد، وأضاف قائلاً: أطفالنا يشكون من عدم استيعابهم لشرح المدرسات والمدرسين الوافدين بسبب لهجتهم غير البحرينية.

التعليق (5): يتساءل صاحبه هل هيئة ضمان الجودة في التعليم لها تأثير في تحسين أداء المعلمين؟ ويعقب قائلاً، أن ما يحدث في مدارسنا ينذر بمستقبل مجهول، لأن الطلبة لا يأخذون حظهم من التعليم بصورة صحيحة، فقصص المعلمات والمعلمين الوافدين مؤلمة وتبكي كل حريص على التعليم في بلدنا الحبيب.

التعليق (6): يقول صاحبه، انخفض مستوى أبنائي الدراسي، والسبب المعلم (الوافد) الذي يدرس ولدي مادة اللغة الإنجليزية، والمعلمة (الوافدة) التي تدرس ابنتي مادة اللغة الإنجليزية، ويضيف قائلاً: إن ابنته تخبره دائماً أن المعلمة طول الوقت مشغولة بالهاتف، وابنه أيضاً يعاني من نفس المشكلة، في كل المواد الدراسية متفوق ماعدا مادة اللغة الإنجليزية، ولا يكتفي المعلم المستهتر أن لا يؤدي واجبه في تدريس الطلاب بل يقوم بضربهم ضرباً مبرحاً، وختم كلامه بعبارة (الله يستر هذا العام على أبنائنا).

التعليق (7): أب يتحدث من خلاله عن ابنته التي جاءت له تطلب منه أن يشرح لها دروس مادة الرياضيات، بسبب أنها لم تعد تستوعب من شرح معلمتها (الوافدة) التي حلت محل المعلمة البحرينية.

سأكتفي بهذا القدر من التعليقات حتى لا يطول بنا المقام في هذه المسألة الحساسة، بالتأكيد أننا لا نعمم على كل الوافدين، لا شك أن في الأخوة الوافدين مخلصين في أداء مهنتهم التعليمية ويتمتعون بالأخلاق الراقية، فهؤلاء مستثنون من الفئة المستهترة بمهنة التعليم وبالقيم الأخلاقية، وأولياء الأمور لا يحملون هذه الفئة المستخفة بالمهنة المسئولية عن الممارسات الخاطئة التي يمارسونها مع الطلبة، وإنما يحملون كامل المسئولية وزارة التربية والتعليم التي تعاقدت معهم من دون مراعاة لمتطلبات التعليم، يظهر أن الوزارة لم تطبق المعايير التربوية في وقت توظيف هذه الفئة غير التربوية، فمن غير المعقول أن التلميذ في الحلقة الأولى الدراسية يستطيع معرفة المعلم المخلص من غيره، والوزارة لا تتمكن معرفته، نحن على يقين لا يداخله الشك أن الوزارة تستطيع انتقاء المعلم العارف والمدرك لماهية مهنة التعليم من غيره لو استخدمت المعايير الحقيقية، وغير هذا وذاك، أن الوزارة تعلم أن هناك 1573 من العاطلين الجامعيين التربويين البحرينيين الذين هم على قائمة الانتظار منذ زمن بعيد، وتعلم أنها لو حسبتها اقتصادياً ستجد أن تكاليف المعلم البحريني من الناحية المالية أقل بكثير من تكاليف المعلم الوافد، نأمل من الجهات المعنية بمصلحة التعليم في البلاد العمل الجاد لتصحيح مسار التعليم وأن تنظر إلى مسألة توظيف التربويين البحرينيين العاطلين بعين الاهتمام، قبل حدوث الكارثة التعليمية، لأن جل التربويين يرون أن التعليم ذاهب إلى وضع خطير جداً ما لم تتحرك الجهات المعنية لإنقاذه.