العدد 4832 - الأحد 29 نوفمبر 2015م الموافق 16 صفر 1437هـ

البحرين قادرة على تحقيق النمو الاقتصادي عبر التكنولوجيا... والتكامل الخليجي غير كافٍ

خلال جلسة «إشراك الخليج بالاقتصاد التقني العالمي»

المشاركون في الجلسة الأخيرة للمنتدى: تطبيق حكومات الخليج نظاماً يسمح باعتماد التكنولوجيا للنمو الاقتصادي يتطلب أيضاً الشراكة والتعاون مع أطراف أخرى - تصوير : عقيل الفردان
المشاركون في الجلسة الأخيرة للمنتدى: تطبيق حكومات الخليج نظاماً يسمح باعتماد التكنولوجيا للنمو الاقتصادي يتطلب أيضاً الشراكة والتعاون مع أطراف أخرى - تصوير : عقيل الفردان

خليج البحرين - أماني المسقطي 

29 نوفمبر 2015

اعتبر المتحدثون في الجلسة الأخيرة من أعمال منتدى خليج البحرين، أن البحرين قادرة على تحقيق النمو الاقتصادي عبر استخدام التكنولوجيا، معتبرين في الوقت نفسه أن التكامل والتنسيق الخليجي في هذا المجال غير كافٍ.

وخلال الجلسة التي حملت عنوان «إشراك الخليج في الاقتصاد التقني العالمي»، ذكر مدير الجلسة عضو مجلس أمناء المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية ينز ثولستروب، أن أهمية التكنولوجيا تكمن في قدرتها على تغيير المجتمعات وعلى مجابهة التحديات الكبرى التي يواجهها العالم اليوم، وقال: «ليس من المفاجئ أن تحدد حكومات الخليج أولوياتها بتطبيق نظام يسمح باعتماد التكنولوجيا للنمو الاقتصادي، وهذا يتطلب أيضا الشراكة والتعاون مع الأطراف الأخرى، وخصوصا القطاع الخاص والشركات التجارية».

ومن جهتها، قالت نائب رئيس القطاع العام العالمي في شركة «أمازون» تيريزا كارلسون، إن شركة أمازون اكتشفت في وقت سابق أنها تعاني من التباطؤ في عملها لأنها لم تحصل على الموارد التقنية اللازمة، وأنها عندما نظرت في مسألة تطوير خط جديد لعملها اكتشفت أن موارد تقنية المعلومات هي التي تؤدي إلى هذا الإبطاء في النمو.

وأكدت كارلسون على أهمية فكرة السحابة الحاسوبية (Cloud Computing) «الخدمات الكمبيوترية ضمن الانترنت»، لمنطقة الشرق الأوسط من أجل تحقيق النمو والتطور بشكل سريع وتفادي التخبط في النمو الاقتصادي، مشددة على أهمية السحابة الحاسبية بالنسبة للبحرين التي تمثل مركزا ماليا قويا على صعيد المصارف.

وقالت: «يجذب قطاع الخدمات المالية بشكل كبير الجرائم المالية، لذلك عملنا على تطوير نظام آمن في شركتنا، والذي يمكننا من تلبية طلبيات الشراء في وقت الذروة بصورة آمنة. كان لدينا الكثير من البيانات المتوافرة، واليوم جعلنا هذه البيانات متوافرة عبر هذه السحابة، وتمكننا من خلال ذلك من العمل على زيادة الابتكار. ومثل هذه الآلية تساعد على إنشاء الشركات عبر رأسمال منخفض».

وأضافت «نحن أمام مجموعة من الشركات المهمة والتي اكتسبت معرفة كافية ولكنها بحاجة إلى تكنولوجيا تسمح لها بممارسة عملها بوتيرة سريعة. وفي الواقع فإننا بدأنا العمل منذ العام 2006، واليوم نقدم 600 خدمة، ومثل هذه الفرصة متاحة لرواد الأعمال في هذه المنطقة، والتكنولوجيا تعتبر محركا أساسيا لريادة الأعمال».

ومن جهته، تطرق مدير تطوير الأعمال في الشركة السعودية للتنمية والاستثمار التقني (تقنية) عبدالرحمن الهاجري إلى تصريحات سابقة لوزير الخارجية السعودي عادل الجبير، التي أكد خلالها أن دول مجلس التعاون الخليجي تواجه تحديات اليمن وسورية والإرهاب والتنمية الاقتصادية، وأن أمامها فرص في مجالات الاستثمار والشباب والتكنولوجيا، وعلق على ذلك بالقول: «هذه الفرص قد تكون حقيقية لإطلاق مركز تكنولوجي عالمي في دول مجلس التعاون، إلا أننا قد نواجه تحديات غياب منظومة اللوائح والأنظمة، والقدرات الكافية، والتركيز على البحوث والتطوير العلمي، وجهود تمويل هذه الخدمات، وخصوصا في ظل اعتماد دول الخليج بصورة كبيرة على النفط».

وأضاف «دول العالم عازمة في ضوء تقلبات أسعار النفط، على تطوير مصادر الطاقة البديلة، ولذلك فإن دول الخليج قررت الاستثمار في ثروة الشباب عبر تطوير مهاراتهم ومعرفتهم، وخصوصا أن 60 في المئة من الخليجيين هم من فئة الشباب، بالإضافة إلى اهتمام الخليج بتعليم وتدريب وتطوير قدرات شبابها».

إلا أنه استدرك بالقول «الطريق لا يزال طويلا للغاية، وخصوصا على صعيد وضع اللوائح والأنظمة المتعلقة بالاستثمارات الأجنبية، لكننا ما نزال متفائلين، ومثلما قال الجبير، فإن من يراهن على خسارة دول الخليج، هو من سيخسر. فلنتحلَ بالتفاؤل، والحضارة العلمية والثقافية التي انطلقت من هذه المنطقة، يمكن أن يعيد التاريخ نفسه بشأنها».

وفي رده على الأسئلة التي طرحت خلال الجلسة بشأن التكامل الخليجي في مجال التكنولوجيا، قال الهاجري: «هناك تعاون خليجي في مجال التكنولوجيا بمستوى مقبول، ولكنه غير مركز وغير كاف، صحيح أن هناك مبادرات منفردة من كل دولة للتطوير التكنولوجي من أجل دعم روح الريادة والابتكار، إلا أن التنسيق بين هذه المبادرات غير كاف».

ومن جانبه، ذكر المدير المؤسس لصندوق C5 الاستثماري آندريه بينار، أن التكنولوجيا هي المحرك الأساسي لنمو الاقتصاد العالمي، وأن أثر هذا النمو يظهر على أسواق العقارات العالمية وسوق البورصة الأميركية، وخصوصا في ظل ما قامت به كل من مواقع «فيسبوك» و»غوغل» و»أمازون» على صعيد تحريك سوق البورصة الأميركية.

واعتبر أن لا خيار أمام الدول التي تسعى لتحقيق النمو الاقتصادي الشامل إلا لإطلاق قطاع تكنولوجي متقدم، مشيرا إلى أن البحرين قادرة على تحقيق هذا النمو لتوافر 7 عناصر رئيسية فيها.

وبين بأن هذه العناصر تتمثل في: توافر الكفاءات البشرية المتعلمة، ووجود الجامعات الجيدة في البحرين، والتي يمكن أن توجه بسهولة لخدمة القطاع التكنولوجي، والعلاقات الدولية، والتمويل والاستثمار والصيرفة الإسلامية، وتقفي آثار العظماء، على حد قوله. مشيرا في الوقت نفسه إلى توافر مقومات الأمن الإلكتروني لكل مستخدم للإنترنت في البحرين، سواء لأغراض ترفيهية أو تعليمية أو تثقيفية أو اقتصادية.

واعتبر بينار أن تحقيق النمو الاقتصادي باستخدام التكنولوجيا يتطلب تحالفا ذكيا بين الحكومة والقطاع الخاص في البحرين. وختم حديثه بالإشارة إلى أن شركة C5 تعمل منذ العام الماضي على إنشاء مركز الامتياز لتدريب الطلاب على الأمن الإلكتروني بالتعاون مع إحدى الجامعات في البحرين.

العدد 4832 - الأحد 29 نوفمبر 2015م الموافق 16 صفر 1437هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً