أصبح الإرهاب اليوم العدو رقم واحد للمجتمع الدولي، الذي أجمع من بعد هجمات باريس على محاربته والقضاء عليه خاصة بعد أن أصبحت نتائج القضاء على الديكتاتوريات في المنطقة العربية من الأمور التي مازال رجل الدولة الأوروبي صامتاً عليها وعلى ممارسات تدعم التنظيمات المسلحة التي تسمى نفسها «جهادية» لأجل دولة الإسلام.
إن ما حدث في فرنسا، ما هو للأسف إلا نظير الصمت المستمر والدعم المتواصل لديكتاتوريات يهمها شراء السلاح وبث أفكار الكراهية باسم المعتقد الديني. فلا يكفي أن تكون ردة الفعل بالقضاء على داعش بضربها داخل عقر دارها ولكن استئصال المشكلة من الأساس أي من صنع وخلق هذا التنظيم وأفكاره التي ليست هي وليدة مرحلة الإرهاب التي جاءت مصاحبة مع مقاومة التغيير الذي خرجت لأجله الشعوب العربية في ربيع عربي انتهى بعد خمسة أعوام تقريباً إلى حمامات دم وقتل تجر الواحدة تلو الأخرى حتى وصلت إلى عقر دار الأوروبيين الصامتين عن سياسات المنطقة الخاطئة مع شعوبها.
وبحسب المراقبين الغربيين فقد أثبتت أن فترة ما بعد الثورات العربية أصبحت أكثر ارتباطاً بالمصالح المرتبطة بقضايا محددة، وهو ما يستدعي إعادة النظر في كل أنماط التفاعلات التي سادت في المنطقة، مثل نمط المحاور الجامدة على غرار محور الثوريين والمحافظين، أو دول المهادنة والممانعة. فمثلاً أصبحت دول المنطقة أكثر براغماتية في إدارة علاقاتها الخارجية، بما في ذلك علاقاتها مع الدول التي تمثل مصدر تهديد لها إذ تخلّت عن سياسات «إما معنا أو ضدنا»، لصالح استراتيجيات تقوم على فكرة التوافق والتحالف المرن المرتبط بقضايا محددة، ومثل هذا التطور يجعل الحديث عن انقسام المنطقة إلى محاور جامدة أو مستمرة غير واقعي، إذ لم تعد هذه الثنائيات تصلح لفهم التفاعلات الحالية في المنطقة، إذ من الواضح أن حالة الإرهاب ترتبط بقضايا عدة في المنطقة.
كما يسيطر على العلاقات الروسية - الأميركية في منطقة الشرق الأوسط، نمط التنافس والسيطرة، الذي يرتبط بقضايا مثل الحرب على الإرهاب المتمثل في تنظيمات مسلحة داخل سورية والعراق والقضاء عليها. والمسألة هنا لا تكمن في وجود نظام ديمقراطي أم ديكتاتوري في سورية لأن الأمر لا يعد استثناءً في منطقة تهيمن عليها سياسات متشابهة على مدى حقبة طويلة في ظل الدعم الغربي.
وفي مقال سابق كنت قد أشرت إلى المتغيرات التى ستشهدها منطقة الشرق الأوسط، وقد تكون معرضة خلال السنوات المقبلة على تغييرات جذرية في التحالفات، وربما تتعدى التحالفات إلى الحدود، فنحن على موعد لإنشاء كانتونات جديدة على غرار سايكس- بيكو. كما أن المتغيرات ستكون قاسية على شعوب المنطقة إذ ستشهد تراجعاً حقيقياً وملموساً لدور الدولة والمواطنة في مقابل انتشار الجماعات المسلحة التي تضرب في اللحمة الوطنية ومبادئ قيم الإنسان الأممية، ليس فقط في البلدان العربية التي تعيش اضطراباً واضمحلالاً سياسياً؛ ولكن اليوم انتقلت الجماعات لتبث سمومها إلى القارة الأوروبية التي بدأت تدفع ثمن صمتها وتحالفها على سياسات المنطقة الخاطئة.
إقرأ أيضا لـ "ريم خليفة"العدد 4831 - السبت 28 نوفمبر 2015م الموافق 15 صفر 1437هـ
زائر 5
هناك حقا يوجد ربيع عربى لثورات لاكن المتسلطين الذين لايخافون الله سفكو دماء الشعوب للقضاء على ثروات الشعوب لاخمادها انهم لايريدون الثروات الى اليهم لو شعوبهم كلهم يموتون من الجوع اهمشى مصالحهم لهادا صنعو الدواعش لقتل الابرياء لاكن هناك دولة اسلاميه واقفه اليهم بالمرصاد ولن تسمح اليهم لاخد الشرق الاوسط والله معاها وشكرا ايها الكاتبه
الغرب المنافق
اهم شي عنده مصالحه على حساب المستضعفين.لكن لازم يرجع الكيد على من كاده.
طبعا الشخص يقول
اللي يربي افاعي وعقارب ويخليهم يتكاثرون امام عيونه راح يجي يوم يلسعونه ويعضونه اهو ويا اهله ومن زرع حصد وهذا ما تجنيه ايديهم
الخريف العربي
أي ربيع عربي أي بطيخ تتحدثين عنه، ربيعك العربي هو الذي جر الويلات للمنطقة بمجموعات مدربة على شبكات التواصل الاجتماعي لأحداث تغييرات واضطرابات متفق عليها مسبقا. المنطقة تحتاج للتغير ولكن ليس التغيير الذي يفرضه الخارج علينا بعملاء مزدوجي الجنسية والأهداف وضرب مصالح مكونات المجتمع ببعضها البعض. سلامت فكر من الضلال الغربي.
ثمن الصمت = بترول رخيص وصفقات سلاح وشراء ذمم
هكذا هي الحقيقة وكما هو اعلاه ثمن الصمت = صفقات اسلحة ضخمة واسعار بترول في الحضيض وشراء لذمم المسؤولين
لماذا يسكت العالم عن منابع الارهاب وهو يعرفها حقّ المعرفة؟
العالم اصبح عالما ماديّا ولا مكان للقيم فيه فرغم معرفة العالم وعلمه القاطع عن منابع الارهاب ومصادره الفكرية والمالية إلا أن العالم يتجاهل ذلك لأسباب ماديّة بحتة وهي معروفة لدى ابسط الناس
الاٍرهاب
لم نسمع عن شيء اسمه ارهاب ديني قبل عام تسعة و سبعين عندما صار للارهاب و التطرّف و الطائفية دولة ترعاهم و تصرف عليهم