نظم مركز عبدالرحمن كانو الثقافي بالتعاون مع الجمعية البهائية ندوة تكريمية في ذكرى رحيل الأديب والمفكر سهيل بديع بشروئي، بحضور عدد من رجال الثقافة والادب .
وفي بداية الندوة أشار سمير رشدي إلى ان الراحل هو مفكر خارج حدود وطنه ، فكّر إنسانيا في كيفية جمع الشمل بين الشرق والغرب ، باستخدام أدب اللغة العربية وتعريف الحضارة والثقافة العربية والشرقية إلى المجتمع الغربي ، حيث بدأ مسيرته العملية بالتدريس بالجامعة الامريكية في بيروت من سنة 1968 الى 1986 ، ثم انتقل بعدها الى جامعة ميريلاند في الولايات المتحدة الأمريكية وشغل منصب أستاذ كرسي السلام في جامعة مريلاند الامريكية الى يوم وفاته في 2 سبتمبر/ أيلول 2015 .
وأضاف سمير ان الراحل هو المؤسّس للاتحاد العالمي للدراسات الجبرانية ، والأستاذ المؤسس لكرسي جبران خليل جبران لدى مركز ابحاث التراث في جامعة ماريلاند في الولايات المتّحدة الأميركية ، كما ان له العديد من المؤلفات باللغتين العربية والانجليزية والتي ترجمت للعديد من اللغات العالمية ، وسعى من خلال مؤلفاته للحديث حول الروحانية وهي أساس الدين ، كما تحدث كثيرا ايضا في كتبه عن تجربة جبران خليل جبران وأفكاره ورؤيته .
وأوضح ان جوهر فكر سهيل بديع هو نشر مفهوم التعايش مع أفراد الكوكب والوطن الواحد ، وذلك يتحقق من خلال وضع الفرد لنفسه مكان الشخص الأخر او بمعنى آخر كيف تنظر إلى الاخر ، مؤكدا أنه الفكر الذي آمن به بشروئي ومنبع انجازاته والكتب التي ألفها وحياته بناها على أسس فكرية وثقافية وروحانية ثابتة وعميقة، إضافة إلى إيمانه غير العادي بوحدة الجنس البشري ونبذه التعصب بين البشر والعمل على الاتحاد والألفة والوئام ، كما ان نظرته العامة للكون الذي تتقاسمه الشعوب والاديان تمثل خريطة للاساس المشترك الذي يقوم عليه التراث الروحاني في العالم ، كون واحد وشعب واحد ، مهما اختلفت الحدود في الأخير كلنا بني آدم ، فالدين واحد لا يمكن تجزئته وكلما ازداد المرء تعمقا في فهم الدين تأكدت له وحده العالم الانساني .
وأشار الى ان بشروئي يرى انه لو تم تحليل أسباب الصراعات بين البشر ، لوجد ان اغلب الصراعات كانت بسبب الاقتصاد والاستيلاء على مناطق الموارد الاقتصادية ، ومازالت الى حد كبير موجود في يومنا هذا ، ولكن هناك صراع اخر هو صراع الأديان وصراع الحضارات في نفس الدين تجد هناك صراعات والمذاهب ، اصبح الدين بدلا من أن يكون سبب للاتحاد اصبح سبب للفرقه ، لذلك لابد من وجود حوار بين الأديان وبين الناس حتى تتوحد ، إضافة الى انه آمن ان الوحده الأساسية للاسرة الانساسية هي المساواة وقدسية الانسان وقيمة المجتمع الانساني ، التي تؤدي الى المحبة وانكار الذات والتعاطف.