تظاهر آلاف الأشخاص اليوم السبت (28 نوفمبر/ تشرين الثاني 2015) في آسيا وبريسبان في إطار سلسلة تحركات مرتقبة في العالم خلال عطلة نهاية الأسبوع للمطالبة باتفاق قوي في باريس لمكافحة الاحتباس الحراري.
ومن المقرر تنظيم نحو خمسين تظاهرة في عطلة نهاية الأسبوع في العالم (مانيلا وطوكيو وسيدني ونيودلهي وكمبالا وساو باولو ولندن ومكسيكو ونيويورك وبوغوتا...) فيما حظرت في باريس بعد الاعتداءات التي أوقعت 130 قتيلاً في 13 نوفمبر الجاري، لتحل مكانها سلسلة بشرية الأحد.
ففي عاصمة الفيليبين مانيلا سار نو ثلاثة آلاف متظاهر بحسب الشرطة بينهم شخصيات دينية وطلاب وناشطون، داعين الى تقليص انبعاثات الغازات السامة للتخفيف من التغير المناخي مع ما يرافقه من اعاصير واختلالات مناخية تضرب بلادهم.
وتعتبر الفيليبين من البلدان الأكثر تتعرضا لتهديد ظاهرة الاحتباس الحراري. ورفع المتظاهرون لافتات كتب عليها "احموا بيتنا المشترك" و "العدالة المناخية".
وقالت المتحدثة باسم حركة الشعوب الآسيوية حول الديانة والتنمية، دنيز فوتانيلا "نريد توجيه رسالة إلى بقية العالم بخاصة إلى قادة الكوكب المشاركين في قمة المناخ: بقاؤنا غير قابل للجدال". وبعد أسبوعين على أسوأ اعتداءات ضربت فرنسا، يفتتح مؤتمر الأمم المتحدة حول المناخ في باريس الاثنين وسط تدابير أمنية مشددة بحضور 150 رئيس دولة.
وأعطت استراليا إشارة انطلاق المسيرات من أجل المناخ أمس مع مسيرة شارك فيها عشرات آلاف الأشخاص في ملبورن من أجل عالم "نظيف وعادل".
واليوم شارك نحو خمسة آلاف شخص في بريسبان بشمال شرق البلاد بمسيرة افتتحها ممثلون للسكان الأصليين وسكان جزر المحيط الهادئ إضافة إلى حركات شبابية.
وتجدر الإشارة إلى أن جزر المحيط الهادئ أكثر تأثرا بالتغيرات المناخية بخاصة بسبب ارتفاع مستوى المياه. واعتبرت السناتورة لاريسا واترز من حزب الخضر إن مشاركة هذا العدد الكبير في المسيرات يؤكد أن سكان استراليا يرفضون خطط الحكومة لتنمية إنتاج الفحم الحجري.
وأكدت عبر التلفزيون الوطني "إنهم لا يريدون مناجم جديدة للفحم، لا يريدون استصلاحاً مكثفاً للأراضي، بل يريدون حماية البيئة...". وتعد استراليا أحد أكبر الملوثين للكوكب بالنسبة للفرد بسبب أهمية قطاعها المنجمي واعتمادها على الفحم.
كذلك تظاهر آلاف الأشخاص في نيوزيلندا، في اوكلاند وولينغتون. وفي طوكيو تجمع نحو ثلاثمئة شخص للدعوة إلى تبني طاقة متجددة نظيفة.
وقال دايغو ايشيكواوا وهو أحد منظمي التجمع "إن على اليابان أن تكون في الصف الأول في القمة لترويج الطاقة المتجددة لان قلة من الدول شهدت كارثة بهذا الحجم" في إشارة إلى حادث فوكوشيما النووي.
وفي بنغلاديش شارك أكثر من خمسة آلاف شخص في مسيرات من أجل المناخ في نحو ثلاثين منطقة في هذا البلد الفقير المعرض لخطر ارتفاع مستوى المياه وللعواصف الهوجاء وحيث يزحف التصحر.
وأمس بدأ عشرات من المدافعين عن المناخ جاءوا من أوروبا وإفريقيا وآسيا بالتجمع في كنيسة باريسية للإشارة رمزيا إلى تعبئة الديانات من أجل المناخ.
وأعلنت كندا أنها سترصد 2.65 مليار دولار كندي (1.9 مليار يورو) على مدى خمس سنوات لـ "مساعدة البلدان النامية على التصدي للتغير المناخي"، أي "ضعف" المبلغ المقرر حتى الآن.
وغداة اعتداءات باريس أعلنت فرنسا الإبقاء على موعد مؤتمر الأمم المتحدة بشأن المناخ الذي يفترض أن يفضي إلى أول اتفاق يلزم الدول الـ 195 بمكافحة الاحتباس الحراري أحد أكبر تحديات القرن الحادي والعشرين.
وأعلن العديد من قادة الدول مجيئهم إلى باريس في الأيام التي تلت هجمات المتشددين ما يجعل من هذه القمة أكبر منبر على الإطلاق. لكن الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند الذي زار بعد ظهر الجمعة قمة رابطة الكومنولث في مالطا أكد أنه لا يريد "تحويل مؤتمر المناخ إلى اجتماع دولي بشأن مكافحة الإرهاب، هذا لن يخدم أيا من القضيتين". مضيفاً أن الموضوعين مترابطان لأن "الإنسان هو العدو الأكبر للإنسان، نرى ذلك بالنسبة للإرهاب لكننا لا نستطيع قول نفس الشيء بالنسبة للمناخ"، على حد قول هولاند الذي يستقبل اليوم السبت ممثلين عن منظمات غير حكومية ملتزمة في الدفاع عن البيئة.
أما العدد المتوقع للمشاركين فلا يضاهى بالنسبة لمؤتمر للمناخ: 40 ألف شخص بينهم 10 آلاف مندوب من 195 بلدا، 14 ألف ممثل للمجتمع المدني وخبراء وثلاثة آلاف صحافي إضافة إلى آلاف الزائرين.
وفي اليوم الأول الاثنين ستلقى خطابات لرؤساء الدول بينهم فرنسوا هولاند ونظيراه الأميركي باراك أوباما والصيني شي جينبينغ ورئيس وزراء الهند نارندرا مودي وغيرهم. كما ستعقد لقاءات ثنائية يتطرق خلالها القادة السياسيون إلى مسألة محاربة تنظيم "داعش".