يقول المفكر اللبناني ميخائيل نعيمة: «عجيب أمر الناس، يختلقون المشاكل من لاشيء ثم يشتكون من كثرتها».
المقولة أعلاه تشرح باختصار وضعنا في الحياة حين نعتبر كل ما يمر بنا مهدِداً لاستقرارنا، وكأن الحياة موجودة لكي تجهز علينا وتدخلنا في دوامات من المشكلات وحسب؛ إذ كثيراً ما نجد بعض الأشخاص يتعاطون مع الحياة بسلبيةٍ كبيرةٍ ويعيشون على وهم كونهم ضحايا كل ما/ من حولهم، فتجدهم يغرقون في الشك والقلق من أية حركة وأي نفس، فيزجّون بأنفسهم في دهاليز ومتاهات لمحاولة إيجاد حلول لمشكلات غير موجودة إلا في أوهامهم.
العبارات أعلاه ذكرتني بإحدى القصص التي سمعتها في إحدى دورات تنمية الذات، إذ تحكي قصةً حقيقيةً لسائق حافلة في إحدى البلدان الأوروبية حين توقف في إحدى المحطات الفرعية فركب شابٌ مفتول العضلات توحي هيئته بقابلية في خوض المشكلات، ولأنه كذلك بادره صاحب الحافلة بطلب الأجرة ما إن جلس على مقعده، لكنه رفض الدفع قائلاً: بوب لا يدفع، فهابه سائق الحافلة وسكت على مضض.
وفي اليوم الثاني تكرر ذات الأمر بكل تفاصيله، وكذلك في الأيام التالية. حينها قرر السائق أن يأخذ إجازة ويذهب لتعلم فنون القتال حتى ينتقم لنفسه مما يفعله «بوب» به، وكي لا يفعل غيره ما يفعله، من غير أن يناقش الشاب في سبب عدم دفعه.
وبالفعل تدرب السائق حتى صارت لديه قدرة قتالية متميزة وعاد إلى قيادة الحافلة من جديد وهو يتحين الفرصة التي سيواجه فيها «بوب» ، وفي أول رحلة بعد غياب، دخل الحافلة وتكرر رفضه أيضاً، فهب السائق إلى ضربه، لكن الشاب صرخ في وجهه: تمهل فأنا لا أدفع التذاكر اليومية لأن لدي اشتراكاً سنوياً في دفتر التذاكر وكنت أعتقد أنك تعرف ذلك!
ما دفع سائق الحافلة لأخذ الإجازة غير المدفوعة والذهاب لتعلم فنون القتال، مضيعاً وقته وجهده وماله هو وهْمٌ استسلم له من غير أن يسأل إن كان حقيقة أم لا، فعاش الوهم وكبر بداخله إلى أن استحوذ على تفكيره وذهب ليبحث عن حل لمشكلة غير موجودة!
في حياتنا كثير من المشكلات التي اختلقتها أوهامنا، فكبرت فينا وكبر معها قلقنا حتى صرنا في بعض أوقات لا نتقبل حياتنا من غيرها.
سمعت مرة إحدى النساء تتحدث مع صديقتها في استراحة بإحدى العيادات: أتمنى أن يمر عليّ يوم من غير مشكلة، ففي كل صباح أستيقظ وأنا متسلحة بالقوة لأنني سأتعرض لأكثر من مشكلة في عملي، وإن لم يحدث أشعر بأن يومي غريباً عليّ!
ماذا لو أن هذه المرأة تأكدت أن يومها سيكون جميلاً وأن هناك أخباراً سارة في انتظارها بدلاً من أن تدخل عقلها وكل مشاعرها في سلبية قد تجر إليها المشكلات بالفعل؟ ألن تحاول بالفعل أن تبحث عن هذا الفرح وهذه الراحة بدلاً من أن يبحث عقلها الباطن عن مكان المشكلات ليجذبها إليه؟ فأحياناً طريقة تفكيرنا هي من تجذب إلينا المشكلات والعقبات لأننا نكون مستعدين لفهم كل ما يدور حولنا وكأنه يحدث ضدنا.
إقرأ أيضا لـ "سوسن دهنيم"العدد 4830 - الجمعة 27 نوفمبر 2015م الموافق 14 صفر 1437هـ
صباح الخير
هادا وبئختصار لكثره أموال النفط نشتري في المقابل الويلات ونختلق الحروب والدمار وسفك الدماء وقتل الأبرياء وتدمير البشر والحجر وحرق الاخظر واليابس كما جاء في قول الله تعالى ان الملوك اذا دخلوا قريه افسدوها وجعلوا اعزت أهلها اذله
نعم
نعم اختي الفاضلة نحنون من يجلب المشاكل والحكومات اساس المشكلات