تظاهر المئات في تركيا أمس الجمعة (27 نوفمبر/ تشرين الثاني 2015) تأييداً لصحافيَّيْن يعملان في صحيفة تركية مرموقة اعتُقلا بتهمة التجسس بعد نشرهما تقريراً يتهم أنقرة بإرسال شحنات أسلحة إلى متشددين في سورية.
واحتشد أكثر من ألف متظاهر من بينهم عدد من الصحافيين ونواب المعارضة، أمام مقر صحيفة «جمهورييت» اليومية وهتفوا بشعارات من بينها «كتفاً بكتف ضد الفاشية» و «طيب لص، طيب كاذب، طيب قاتل» في إشارة إلى الرئيس التركي رجب طيب أردوغان.
وفي أنقرة أطلقت الشرطة الغاز المسيل للدموع لتفريق احتجاج مماثل شارك فيه نحو 700 شخص، بحسب مصور وكالة «فرانس برس». وجاءت التظاهرات غداة توجيه محكمة جنائية في اسطنبول اتهامات أمس الأول (الخميس) إلى رئيس تحرير الصحيفة، جان دوندار ومدير مكتب الصحيفة في أنقرة، اردم غول بـ «التجسس» لنشرهما مقالة في مايو/ أيار بشأن شحنات أسلحة قالت الصحيفة إن أنقرة أرسلتها إلى سورية.
ووُجِّهت لهما كذلك تهمة تسريب أسرار الدولة «لأغراض عسكرية أو للتجسس السياسي». ويمكن أن تؤدي هذه التهم إلى الحكم عليهما بالسجن لمدة 45 عاماً، بحسب ما أكدت الصحيفة لوكالة «فرانس برس».
وذكرت صحيفة «جمهورييت» أن رجال الدرك التركي اعترضوا في يناير/ كانون الثاني 2014، قافلة من الشاحنات للمخابرات التركية في جنوب البلاد، تحمل صناديق قالت إنها مليئة بالأسلحة والذخيرة متوجهة إلى المسلحين الذين يقاتلون الرئيس السوري بشار الأسد.
وأظهرت صورة نشرتها الصحيفة على موقعها في مايو/ أيار رجال الشرطة يفتحون صناديق من الأسلحة والذخيرة كانت على تلك الشاحنات التي قالت الصحيفة إنها تعود لجهاز الاستخبارات التركي.
وأثار التقرير غضباً في تركيا وعزز التكهنات بشأن دور أنقرة في النزاع في سورية وعلاقاتها المزعومة مع تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش) المتطرف. وكان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الذي ينفي بشكل قاطع تقديم الدعم العسكري للحركات المتشددة التي تقاتل نظام الأسد، تقدم شخصياً بدعوى قضائية ضد دوندار وتوعد علناً في مقابلة مع قناة تلفزيونية محلية أنه «لن يخرج هكذا بسهولة». وأضاف محذراً «أنه سيدفع الثمن».
العدد 4830 - الجمعة 27 نوفمبر 2015م الموافق 14 صفر 1437هـ