حلت أمس الخميس (26 نوفمبر/ تشرين الثاني 2015) الذكرى الخمسين لإطلاق فرنسا قمرها الصناعي الأول "أستريكس"، بعد إطلاق ناجح لصاروخها "ديامون 1" من قاعدة حماقير بمحافظة بشار (جنوب غرب الجزائر). وشهدت قاعدة حماقير إطلاق 271 صاروخا في إطار مشروع فرنسا الفضائي منذ تأسيسها لغاية إخلائها عام 1967 وفقا لبنود "اتفاقيات إيفيان"، حسبما نقلت قناة "فرانس 24".
أطلقت فرنسا قبل خمسين عاما، وتحديدا في 26 تشرين الثاني/نوفمبر 1965، أول قمر صناعي لها، "أستريكس"، إلى المدار، بعد إطلاق ناجح للصاروخ "ديامون1" من موقع حماقير، بمحافظة بشار (جنوب غرب الجزائر)، وهي منطقة صحراوية كانت تستعمل لتنفيذ التجارب الفرنسية.
وصنع القمر الصناعي الفرنسي "أستريكس" على شكل برميل صغير عليه خطوط سوداء، وشكل وضعه في مدار الكرة الأرضية في تلك الفترة نقلة علمية هامة قال عنها رئيس فرنسا آنذاك شارل ديغول إنها "إنجاز هام لفرنسا".
وباتت فرنسا على إثر نجاح تلك المهمة "قوة الفضاء" الثالثة في العالم بعد الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتي، كما مهد المشروع الفرنسي الفضائي لاحقا لأوروبا بدخول نادي "الفضاء العالمي" من بابه الواسع.
وفي هذا الشأن، قال أول مدير علمي وتقني للمركز الوطني الفرنسي لدراسات الفضاء (سي أن أو أس) جاك بلامون "كان الجميع يظن آنذاك أنه بإمكان القوتين العظميين فقط إطلاق أقمار صناعية"، وأضاف "كنا نعتقد أننا لسنا مؤهلين لذلك، كما أن التكلفة كانت باهظة واعتقد البعض أن هذا لن ينفعنا بأي شيء".
واعتبرت صحيفة "ليكسبرس" الفرنسية في عددها الصادر الخميس (29 تشرين الثاني/نوفمبر) أن الأوضاع في فرنسا تغيرت مع عودة الجنرال ديغول إلى السلطة في أيار/مايو 1958، بحيث أن ديغول أعطى الأولوية لما سماها "القوة الضاربة".
وأخلت فرنسا في 1967 قاعدة حماقير وفقا لما نصت عليه "اتفاقيات إيفيان" بين فرنسا والجزائر والتي مهدت لاستقلال الجزائر. وقد أطلقت فرنسا 271 صاروخا من تلك القاعدة التي أسسها جيش الاستعمار في 1948 بغرض إجراء تجارب في إطار مشروع فرنسا الفضائي.