قدم مدرب منتخبنا الوطني الأول لكرة اليد سابقا الجزائري صالح بوشكريو منتخبا ذا هوية واضحة المعالم، بوشكريو نجح في تأسيس منظومة دفاعية تتناسب مع إمكانات اللاعبين وفقا لرؤاه الفنية في طرق الدفاع المتقدم، أخذ عليه المبالغة في اللعب بهذه الطرق في المباريات سواء المنتخبات التي تحتاج لمواجهتها بها أو التي لا يستدعي الأمر في الوقت الذي تعرف فيه (أي الطرق) بأنها مرهقة خلال البطولة مع تعاقب المباريات مما يفقد اللاعبين التركيز.

المدرب الجزائري الذي نجح في خلق هذه الهوية في الجانب الدفاعي والتحول السريع في الهجوم الخاطف لم يستطع خلق هوية تكتيكية للمنتخب الوطني في الجانب الهجومي، وظل المنتخب في أيامه يعتمد على التفوق الدفاعي بالتسجيل في الهجوم الخاطف بالإضافة إلى إمكانات اللاعبين الفردية، لذلك كان شكل المنتخب الهجومي كلاسيكيا واعتياديا ومكشوفا وخصوصا مع إصراره على اللعب بجناح الأيسر (غير أشول).

في المقابل، فإن المدرب الجديد القديم للمنتخب الوطني السلوفيني يورك ماجيك قدم منتخبا فاقدا للهوية، كان منطقيا حين قال بأن هدفي أن لا أستقبل أكثر من 25 هدفا في كل مباراة، وإذا به يستقبل 35 هدفا أمام إيران و19 هدفا أمام كوريا الجنوبية في شوط واحد، كل ذلك والمنتخب يلعب بطرق دفاعية متقدمة، مما يؤكد بأن المنتخب كان فاقدا للهوية، والدليل الأكبر أن الهجمة على مرمانا لا تستغرق سوى ثواني بسيطة.

بوشكريو نجح في شيء ولم ينجح في شيء آخر، ولكن السلوفيني يورك ماجيك لا أرى بأنه نجح في شيء حتى الآن، هو نفسه من تكلم عن المشكلة الدفاعية وقال إن المعسكر السلوفيني سيكون من أجل حل هذه المشكلة والنتيجة أمام الجميع واضحة وجلية. كما أن بوشكريو في معظم الأوقات أجاد قراءة المباريات في المقابل فإن ماجيك لا يبدو كذلك سواء في دورة الألعاب الخليجية الثانية أو في تصفيات الأولمبياد الآن.

بغض النظر عن النتيجة التي ستئول إليها مباراة اليوم أمام كوريا الجنوبية سواء فاز المنتخب أو خسر، اتحاد اليد بحسب قراءتي ورأيي الشخصي الذي يحتمل الصواب أو الخطأ مطالب بوقفة مع الجهاز الفني للمنتخب الوطني قبل 50 يوما من تصفيات كأس العالم في البحرين، ليس مقبولا بأقل من النهائي بعد أن وصلنا لنهائيين في آخر 3 تصفيات والتصفيات المقبلة على أرضنا وبين جماهيرنا.