كثيرٌ منكم قد سمع بهذا المصطلح أو قرأ هذه العبارة على إحدى العيادات أو المستشفيات أو المراكز الخاصة، وبعضكم قد أثاره الفضول واستطلع مستخدماً محركات البحث ليجد أن أغلب المعلومات المتاحة تعرف العلاج الوظيفي على أنه أحد التخصصات الطبية المساندة التي تقوم بتقييم الفرد من جميع النواحي الجسدية والنفسية لزيادة الاستقلالية في وظائف الحياة اليومية من خلال استخدام أنشطة علاجية مناسبة. من المؤكد أن كل عبارة في هذا التعريف أثارت العديد من التساؤلات لديكم لفهم هذه المهنة النادرة في الوطن العربي.
بداية نتكلم عن مفهوم التخصصات الطبية المساندة، والتي يمكن تعريفها على أنها جزء مكمل أساسي لدور الطبيب في الوقاية والتشخيص والعلاج وتأهيل المرضى للوصول إلى أعلى درجات الاستقلالية لذلك تسمى أيضاً بعلوم التأهيل.
وأن هذا العلاج يعتمد بدايةً على عملية تقييم الفرد، وهي عملية تحدث قبل البدء بالعلاج، حيث يتم عمل تقييم متكامل تبنى عليه الأهداف والخطة العلاجية. يشمل تقييم مستوى أداء الفرد في أنشطة الحياة اليومية بما فيها اللبس والأكل والعناية الشخصية، تقييم البيئة المحيطة بالفرد وأثرها عليه، تقييم قدرات المريض وحاجته لأجهزة مساعدة كالجبائر والكرسي المتحرك وغيرها.
وبالتالي فإن العلاج الوظيفي يتعامل مع جميع الأفراد الذين يعانون من أي خلل سواء عضوي أو نفسي يعوق مواصلة نشاطات حياتهم باستقلالية ومن جميع الفئات العمرية سواء مرضى الإصابات الجسدية كالجلطات الدماغية وإصابات اليد أو المرضى النفسيين أو الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة. لذلك يستطيع المعالج الوظيفي أن يعمل في جميع الأماكن سواء المستشفيات، المدارس، الطب النفسي، مراكز إعادة التأهيل، دور المسنين، ومراكز التربية الخاصة وغيرها.
يسعى العلاج الوظيفي إلى زيادة الاستقلالية في وظائف الحياة اليومية، وهنا لا نقصد بالوظيفة المهنة التي يعمل بها الشخص بل أن تكون مستقلاً في مهاراتك اليومية الاعتيادية، التي قد تكون بالنسبة للإنسان الطبيعي أمراً روتينياً لا يحظى بأهمية لكن بالنسبة لأولئك الذين يعانون من خلل وظيفي كالجلطة الدماغية المفاجئة بعد عيش حياة طبيعية قد يكون تحدياً كبيراً.
والوظائف اليومية نعني بها مهارات الأكل واللبس والعناية الشخصية كالدخول إلى الحمام، كذلك تشمل الوظائف اليومية الثانوية كالعناية بالمنزل والتسوق والقدرة على قيادة السيارة والتجول، كذلك القدرة على التعلم والتعليم، والقدرة على الاستمتاع بأنشطة مرحة والترويح عن النفس وغيرها.
ويكون تطبيق العلاج من خلال استخدام الأنشطة العلاجية المناسبة لحالة الفرد المقيّم بحيث يستخدم المعالج الوظيفي أنشطة هادفة مناسبة لقدرة الفرد واهتماماته، كأن يساعد المعالج سيدة تعرضت لإصابة بيدها وهي شغوفة بتحضير وجبة أفراد عائلتها ومهتمة كثيراً بالطبخ، ويقوم بتدريبها على استخدام يدها بعد تأهيلها في نشاط صنع الوجبة وتجهيزها، وهكذا مع مختلف أفراد المجتمع واهتماماتهم المختلفة.
وختاماً، فإن العلاج الوظيفي هو تدخل محدد لإعادة التأهيل، يهدف إلى إكساب المهارات والسماح للشخص في التعامل مع إعاقة معينة والعيش حياة مستقلة تحترم استقلاليته وقدراته. وبالرغم من أن العلاج الوظيفي يركز على تحسين القدرات الوظيفية، إلا أنه يوفر تجربة من النجاح، الإنجاز، تحسين الثقة بالنفس وتعزيز الشعور بالسيطرة والقدرة.
إقرأ أيضا لـ "نرجس علوي"العدد 4829 - الخميس 26 نوفمبر 2015م الموافق 13 صفر 1437هـ
مقال ممتاز
فعلاً قليلاً ما نسمع عن هالتخصص
مقال جميل ومفيد
مقال ممتاز
جميل جدا
الشكر الجزيل للفنية المتميزة والمبدعة على التوضيح .. وفقك الله
مقال جميل
شكرا على المعلومات المفيده ونتمنى ايضا ان تطبق على المدارس للبنات وللاولاد ايضا لان يحتاج الطالب الى تحسين ادائه في الحياته المستقبليه