واحدة من أهم نظريات الدوافع للعمل تعود لعالم النفس فريدريك هيرزبرج (1923-2000)، الذي يعتبر أول من تحدث عن «الرضا الوظيفي» وكيفية إثراء ذلك الرضا job enrichment.
هيرزبرج طرح نظريته في العام 1959 ووسعها في 1966 وقال «الرضا الوظيفي» job satisfaction أمر منفصل عن أمر آخر وهو «عدم الرضا الوظيفي» أو «التثبيط/ الإحباط الوظيفي» job dissatisfaction وأنهما منفصلان لأن توفر بعض الأمور يتسبب في الرضا الوظيفي، بينما توفر أمور أخرى تعتبر ضرورية وهي عوامل تضمن صحة بيئة العمل hygiene factors، بمعنى أن وجودها لا يعتبر محفزاً للعمل، ولكن عدم وجودها يعتبر مثبطاً بصورة مباشرة dissatisfier.
وأضاف أن العوامل المحفزة satisfiers تتعلق بالقيام بالمهمة، مثل: الإنجاز، الاعتراف بالمكانة، طبيعة العمل نفسه، حجم المسئولية، إمكانية التقدم في المهنة، إلخ.
اما المثبطات dissatisfiers ستتواجد إذا لم توفر العوامل الخاصة بصحة وصيانة بيئة العمل hygiene factors، ومنها مثلاً: سياسات الشركة، العلاقة مع المشرف، العلاقة مع المرؤوسين، ظروف العمل، الراتب، الأمن الوظيفي، إلخ.
نظرية هيرزبرج لها علاقة قوية بالإدارة الأخلاقية الحديثة والمسئولية الاجتماعية، وطبيعة التعاقد النفسي داخل بيئة العمل، والنزاهة والعدالة والرحمة في الأعمال، وهي أفكار طرحها بعقود قبل أن تطرح وجهات النظر الأكثر حداثة في هذا المجال.
لقد تحدثت نظرية هيرزبرج عن إمكانية نمو الأفراد داخل المؤسسات، واعتبر ذلك عاملاً رئيسياً في الجانب المحفز للعمل، ونظر إلى النمو الوظيفي، وعلاقته بنمو الشخصية بوصفها جانباً من جوانب التقدم. كما أجاب على سؤال «إلى أي مدى يكون المال حافزاً؟»، وخلص إلى أن المال ليس من المحفزات الأساسية للنمو، كما هو الحال مع عوامل أخرى مثل الإنجاز والاعتراف بدور الإنسان، ولذا اعتبر الراتب من فئة العوامل المطلوبة لصحة وصيانة بيئة العمل hygiene factors.
وتشير البحوث إلى صحة ما ذهب إليه هيرزبرج أن الأشخاص المنجزين قد يتخلون عن وظائفهم من أجل تشغيل مشاريعهم الخاصة، وأنهم يتابعون من خلالها طموحهم وحلمهم في تحقيق شيء خاص بالنسبة لهم، أياً كان ذلك الحلم أو الطموح. والدافع الذي يحفز المنجزين ليس المال بالدرجة الأولى، وإلا لماذا يرهن بعضهم منزله من أجل توفير رأس مال لإنشاء شركة جديدة قد لا يأتي مردودها ويخسر كل شيء؟ ولماذا يخاطر بالشروع في مشروع سيشمل الكثير من الجهد والالتزام الشخصي؟ إن السبب الذي جعلهم يستثمرون جهدهم في مشروع جديد هو أن هناك محفزات حقيقية تتمثل في الإنجاز، والمسئولية، والتقدم.
إقرأ أيضا لـ "منصور الجمري"العدد 4829 - الخميس 26 نوفمبر 2015م الموافق 13 صفر 1437هـ
اذا لم تتوفر في المؤسسات العربية عوامل الصحة فكيف لنا ان نرقى بالتفكير والبحث عن العوامل الدافعة او المحفزة..
نقطة نظام
هذه النظريات وغيرها لم تصغ للدول العربية!!!
عدم المساواة
من اكبر المثبطات هو الظلم والتمييز بمعايير غير مهنية ومتبعة للهوى وليس للعقل والمنطق.
الله المعين
تقوم ادارات بعض المدارس بالتثبيط خاصة للمعلم المتميز ،، لاحساسها بالنقص أمام قدراته ،، ولتضغط عليه لتغيير مكان عمله ،، ليبرز أداءها الأقل من المتواضع ،، وقد تضن هذه الاداره ان من حولها يراها متميزة ومتقنة العمل ،، اإلا أن الحاجة للبقاء والراتب هو سبب هذا الشعور !
في التربية
نحن المعلمين البحرينيين نواجه أكبر عملية تثبيط وتحبيط في مؤسسات الدولة
فمن ناحية تتوقف رواتبنا عند الدرجة الرابعة ولا يمكنك المرور إلا بعد أن تدرس 360 ساعة أي ما يعادل دبلوم عالي، وبالطبع هذه الساعات لن تحصل عليها بسهولة.
ومن ناحية أخرى حتى تترقى في المنصب تحتاج لأن تدخل في سلسلة لا تنتهي من الاختبارات والمقابلات والالتزامات وغيرها، وقد يدخل هذه الحرب 1000 معلم ليختاروا منهم 5 فقط، بينما يأتي الأجنبي للبحرين ويترقى بسهول ويسر.
المعلم بعد سنتين يعرف أنه لن يكون الا معلم .. ويكفي هذا كاحباط ..