العدد 4829 - الخميس 26 نوفمبر 2015م الموافق 13 صفر 1437هـ

كشكول مشاركات ورسائل القراء

يا أبا مقداد... لو كان الفقد رجلًا لقتلته

نعتاد الحياة... ونخشى الموت؛ ليس لأن الحياة بديعة، ليست لأنها حانية، ليست لأنها دار فرح، بل هي كما وصفها الإمام علي بن أبي طالب (ع): (احذروا الدُنيا فإنها غدارة غرارة خدوعٌ مُعطيَة ٌمَنوعٌ، مُلبسة ٌنَزوعٌ لا يَدُومُ رَخاؤها ولا ينقضي عَناؤها ولا يركُدُ بَلاؤهَا) إلا أننا ببساطة نعتادها.

نعتاد الحياة؛ لأن فيها لقاء الأحبة والصحبة، نعتادها؛ لأنها تتزين ببسمات فلذات أكبادنا وآبائنا، نعتادها؛ لأنها الواقع الذي صرنا نحياه، وبتنا نعرفه بينما نخشى الموت، ذلك الأمر الموصوف المعروف المجهول، المبني على تصورات نسجناها من واقع آيات محكمات أنزلها الله على قلب محمد (ص) ومن واقع كلمات وأحاديث وأوصاف الأئمة «ع»، نخشاه؛ لأننا ندرك أن الدنيا ألهتنا عن الله، وأن محاولاتنا في بناء دار الدنيا أنستنا أنها دار فناء، مهما طال البقاء فيها فهي حتمًا إلى زوال، فشيدنا الأولى وتناسينا الآخرة.

ليست الحياة فقط ما نعتادها، بل إنا نعتاد كل جميل فيها، بشرًا كان أو مدرًا، نحب من هم حولنا، نعشق السفر لأماكن بعيدة لنمتع نواظرنا بجميل ما خلقه الله، وبينما نحن في غمرة تلك الحياة، وإذا بنا نفقد أحدًا ممن جعلنا نتمسك بها!

لنتذكر فجأة أن هذه الدنيا ليست سوى محطة عبور، نترجل إليها من أرحام أمهاتنا، ونغادرها عبر لحودنا الضيقة، التي تتسع لمن وسع قلبه حب الله والإنسان، وتضيق لمن ضاق صدره عن العطاء والحب والتضحية.

لنعي أننا لسنا سوى عابرين في حياة بعضنا، نحث السير للرحيل، لكنا لا نعلم من منا يصل أولًا، وكيف ومتى يصل!

تلك الحقيقة كلفتني أن أفقد زميلًا بحجم شاعر أهل البيت الشاب محمد عبدالنبي المخوضر «أبا مقداد» الذي جمعني به هم وطن، ليزيد من عقدة جمعنا هم العقيدة والمجتمع والتغيير، وإذا بنا ننفض الهم من على أكتافنا، لنستبدله بـ«حلم»، حلم أن يكون مجتمعنا مجتمعًا كاملًا يذوب في حب الله من أجل الله وفي الله.

ذات يوم وبينما كنت أناقش معه سلسلة مقالات سماحة السيدمحمد العلوي حول النظرية الشيوعية، قال لي: «بغض النظر عن مساحة الاختلاف الكبيرة التي تقف بيني وبين كارل ماركس، إلا أني أقف مبهورًا كلما فكرت كيف أن شابًا لم يتجاوز السابعة والعشرين من عمره، كتب بيانًا كبيان الحزب الشيوعي، ليكون ذلك البيان منطلقًا لحركة ضخمة متسعة مؤثرة، تمتد لأجيال تخلد اسمه في التاريخ، حتى أني أنا من ولدت بعده بعشرات السنين مازلت أقرأ بيانه وأحاول أن أفهم فكره»!.

اليوم أقف أنا المذهولة من فقدك، أتساءل يا محمد كيف لشاب لم يتجاوز السابعة والعشرين من العمر، أن تتسبب وفاته إثر حادث مروع أثكل قلوبنا، بموجة الحزن والألم والتأثر التي اجتاحت قرى البحرين وخارجها، حتى صار الجميع يسطر ملامح حبك وملاحم فكرك عبر كلمات صاغها بكل وجع! كيف لشاب بعمرك أن يحمل كل هذا الكم من القدرة على التأثير سرًا دون أن يستشعره أقرب الأقربين! بالنسبة لي أزعم أني كنت أعرف أين تتجه يداك الكريمتان، أتذكر كيف كنا نزور بيوت اليتامى لتمسح بيدك على رؤوس الأيتام بمبادرة منك ومن زميلك العزيز على قلوبنا جعفر الجمري. كنت أعرف وجعك وأنت تراقب مجتمعك وهو يُبتلع، كنت أرى بعينيك ذلك الحلم الذي جمعنا وحملنا من محطة لمحطة حتى أوصلنا هنا، بين صفحات مدونة ارتقاء، نحاول أن نعبر بالأفكار التاريخ، نحاول أن نحرث أرضًا ونضمنها بذورًا يانعة مثمرة ولو بعد حين .

حين أقول أني وقفت مذهولة، فليس لجهلي بالحب الذي زرعته لوجه الله طوال عمرك القصير، أنا أيضًا مذهولة كيف أن الوجع لفقدك قد تحول للوحة وفاء متداخلة الألوان، رسمتها ريشة الفنان وقصيدة الشاعر، وأحلام المدونين والأصدقاء والأقرباء والأحبة، حتى استحلت لفكر جميل سنظل نسعى لنشره وتعريف الناس عليه.

أقول ذلك غير آسفة على خاتمتك الرائعة التي وهبك الله إياها، بتشييع يشبه تشييع الشهداء والعلماء، أقول متألمة فلو كان لي الخيار فقطعًا لن أختار رحيلك، فلو كان الفقد رجلًا لقتلته من شدة ما شعرت بوجعي ووجع من حولي ممن عرفوك وتعاملوا معك وأحبوك.

لقد أخذت وعدًا على نفسي أن لا أودعك... أنا أقول لك:

إلى اللقاء في المحطة التالية.

إيمان الحبيشي


أطفال مشردون رغم انتمائهم لأسرة: «أمي تعمل وأبي لا أراه كثيرًا»

تلك الوجوه البريئة التي سريعًا ما يمضي الزمن لتكبر وتفقد براءتها، دون عودة لتحقيق ما تأخرت التربية في تحقيقه، وهنا يندب الوالدان حظهما: لماذا لم أهتم بتعليمه؟ لماذا لم أعطه من وقتي؟

فيبقى الطفل كالمُشرّد بين هنا وهناك حتى بعد أن يكبر وتبقى بعض الأمور عالقة في داخله، لا هي تمضي ولا تعود به لإصلاحها وفك عقدتها، وجميعها تُدرج نتائج تحت الجملة الأولى: «أمي تعمل وأبي لا أراه كثيرًا».

أود التوضيح بادئ ذي بدء بأنه ليس ذنب الطفل أن تكون له أم لا تريد الانزعاج بالصياح والصراخ أو لا تحبذ إهمال نفسها والاهتمام كل الاهتمام بحياة طفل، وتتركه عند الآخرين ليعتنوا به طوال اليوم، أو أب يجتهد في عمله ليل نهار ويغفل واجبه الأساسي وهو تواجده قرب طفله في وقت محدد من كل يوم، أو أن يعود إلى المنزل ليرتاح ويترك هموم الطفل لوالدته وكأنها هي المعنية فقط به وبحياته وبتربيته وليس ذلك أمرًا مشتركًا يجب أن يجتهد هو أيضًا فيه.

في زمن الرسول (ص) وبعده، كانت النساء يستعن بجواري لمعاونتهن في أمور المنزل من تنظيف وطبخ وقليل من أمور التربية، وكان الأبناء ينشأون أفضل نشأة بمساهمة الأب المسئول عنهم والذي كان يسعى إلى أن يكون أبناؤه أفضل الأبناء عند الله منزلة، فيعلمونهم أصول الدين: من صلاة وصيام وأحكام شرعية تمهد لهم طريقهم العقلي في رحاب الدين، ولا يتركون ذلك لعاملات أجنبيات، أو لبرنامج ديني في جهاز لوحي فيه شيء قليل من الصحة، إنها لمسئولية كبيرة بل عظيمة يُحاسب عليها الأبوان، وليس أي شخص آخر.

إن الخطر الذي نواجهه لا تظهر نتائجه الآن، لذلك لسنا نعي مدى تأزم الوضع، لكنه يظهر حين يكبر الطفل ويجد أنه يختلف عن الآخرين، وأحيانًا كثيرة يختلف عما يريد أبواه له أن يكون، وذلك ما يجعلنا نقف وجهًا لوجه مع أسلوب حياة دخيل ساهمنا في الترحيب به بيننا، وجعلناه يجالس أطفالنا بدل أن نفعل ذلك بأنفسنا.

لكن يبقى السؤال الذي يطرح نفسه: ما هو الواجب الحقيقي للوالدين: هل هو العمل أم التربية؟

أما الإجابة فأتركها لكم أعزائي القراء.

سوسن يوسف


الاستثمار في الشباب استراتيجية تنمي المجتمع

نرى في الآونة الأخيره شباباً محبطاً، لأسباب مفهومة، لكن تلك الصورة غير كاملة. فهؤلاء الشباب، أن اكتسبوا المهارات المطلوبة، هم بالضبط القوة التي نحتاجها للدفع بعجلة التقدم إلى الأمام في مختلف جوانب الخطة العالمية، ولبناء مجتمعات أكثر شمولية وحيوية.

وتنمية المهارات تحد من الفقر وتجعل الشباب أكثر استعداداً لإيجاد عمل لائق. فهي تعطي الانطلاقة لعملية تمكين واحترام للذات يستفيد منها الجميع. كما أنها تعزز قدرة الشباب على المساعدة في التصدي للتحديات العديدة التي تواجه المجتمع، لتقربنا بذلك من وضع حد للفقر والجوع والظلم وتدهور البيئة.

وفي هذا اليوم، أدعو إلى الاستثمار في تنمية مهارات الشباب حتى يتسنى لهؤلاء المساعدة في بناء مستقبل أكثر عدالة واستدامة للجميع، ومفهوم هذه الرسالة نتمنى من أصحاب الأيادي البيضاء والجمعيات الخيرية في دعم وبث الشباب ومساندتهم في الحصول على أمنياتهم.

جعفر مكي

العدد 4829 - الخميس 26 نوفمبر 2015م الموافق 13 صفر 1437هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 6 | 8:56 ص

      من نوع خصوصي

      نعم توجد لجنة فى الوزارة ولاكن من نوع خاص

    • زائر 5 | 4:41 ص

      سوال الى الاسكان ونريد جواب

      سؤال الى وزارة الاسكان هل توجد فى وزارتكم لجنة من اجل متابعة الطلبات ؟ ونرجو الجواب من اي مسؤال فى الوزارة

    • زائر 4 | 4:38 ص

      يعني وين التوصيات

      يازائر 2 هل انت مواطن ؟ اشرب ثم اشرب قهر فى قهر مع الاسكان ويكون الخالق فى عونك على الصبر مع الاسكان مثل باقى المظلومين مع الاسكان

    • زائر 3 | 3:33 ص

      الاسكان من هو المسئوال

      لانقول سواء لاحول ولاقوة ياوزارة الاسكان نعم المواطن تعبان فى مع وزارتكم ولايوجد اي عدل او قانون فى صالح المواطن الناس ينتظرون اكثر من عشرون عام وانتم تقولون سوف يحصل المواطن على المنزل خلال خمس سنوات ولاكن اضرب المدة فى خمس مرات يامواطن

    • زائر 2 | 3:14 ص

      ياوزارة الاسكان اين الوعود الى اصحاب الطلبات القديمة

      ياوزارة الاسكان اشوي حسو فى المواطن ولانريد غير حقوق الوطن علينا وعليكم يعني المواطن يتعذاب لغاية الحصول على المنزل ويطرق جميع ابواب وزارتكم ويترجاكم فى كل وقت وحين ويعب من طول الانيظار 30 سنة وانتم كل يوم تنادون فى الاداعة والصحافة وزارة الاسكان فى خدمة المواطن واين انتم عن اصحاب الطلبات القديمة انا وغير من المواطنين ارحمو المواطن ياناس ياوزارة لانريد شي فقط الشفاقية والعدل طلب يستغرق 30 سنة فى وزارتكم واين لجنة المتابعة من المواطن ( ع ح ع ص ) ونشكر جريدة الوسط

    • زائر 1 | 1:24 ص

      ابو ناصر

      كلام في الصميم ونا احدهم ولكن اضروف كانت ضدي مشكور اخي جعفر مكي وفقق الله لرضاء الله والمجتمع .

اقرأ ايضاً