قال أستاذ الفيزياء التطبيقية بجامعة البحرين وهيب الناصر، إن «كمية الأمطار التي هطلت على البلاد خلال فترة 4 ساعات فجر يوم الأربعاء الماضي (25 نوفمبر/ تشرين الثاني 2015)، تعادل ما يهطل عادةً على البحرين خلال 5 أيام».
وأضاف الناصر أن «كمية الهطول التي سجلت بمطار البحرين الدولي بلغت 25 مليمتراً خلال ساعتين من بدأ هطول الأمطار فجر الأربعاء، حيث تأثرت البحرين بأمطار رعدية غزيرة». محذراً بأن «على المعنيين في الدولة تقبل تلقي التحذير وفق النمذجة للطقس، كما يجب الأرتكان إلى المنهج العلمي حتى وإن لم تتحقق النمذجة».
وذكر الناصر أن «الأمطار التي هطلت على البلاد لو كانت حسب التحذير الذي أطلقته إدارة الأرصاد الجوية لتعرضت البحرين لإرباك ومشكلات أكبر بسبب الأمطار، وذلك إذا ما قارناها بالكمية التي هطلت خلال فترة نصف إلى ساعة فقط»، مشيراً إلى أن «النماذج الرياضية التي كان يأخذ بها القدماء كانت تشير إلى استمرار مثل هذا الهطول لمدة يوم أو يومين، وبما هطل قبل يومين، فإن البحرين ستغرق لو استمرت الأمطار بذلك المستوى والحجم لساعات قليلة أكثر».
وبين الناصر أن «الغيوم شديدة الأمطار خلال اليومين الماضيين كلما اقتربت من البحرين فإنها تتحول إلى خفيفة الأمطار بسبب الرياح العليا التي تسبب هبوطها».
وعن مدى تحقق توقعات الأرصاد الجوية من عدمه، علق أستاذ الفيزياء التطبيقية بأن «النماذج الرياضية للأرصاد تعتبر اجتهادات بناءً على معطيات وبيانات مختلفة في هذا العلم، علماً أنها كانت تتوقع خلال اليومين الماضيين بمستوى هبوط أمطار يصل إلى 50 أو 60 ميلمتراً، فالبحرين عادة تتمتع بمستوى أمطار لا تتجاوز هذا الحد إلا في مواسم نادرة. والنماذج كانت تشير إلى تكون غيوم لأمطار تتجاوز 40 ميلمتراً بالأيام الماضية».
وأكد الناصر «يجب أن نرتكن إلى لغة العلم، فالنماذج الرياضية للأرصاد تتضمن نوعاً من الإبداع وليس من الضرورة أن تتحقق ما تطرحه معطياتها المتغيرة، وحين نتوقع حدوث شيء ما وفقاً لمعطيات مختلفة، فإنها تكون قابلة للتحقق، كما تكون عكس ذلك، علماً أن 80 في المئة من النماذج الرياضية في الأرصاد تكون حتمية التحقق، وهي بخلاف الحسابات الفلكية التي تكون بأرقام ونتائج دقيقة للغاية».
وحول التحذيرات التي أطلقها أحد كبار المسئولين في الأرصاد الجوية مؤخراً، علق الناصر: «لابد من منطلق المسئوليات أن يحذر المسئولون سواء المواطنين أو الجهات الأخرى المعنية في الحكومة بناءً على توقعات أقيمت على معطيات مختلفة، ولا يمكن تجاهل هذا الأمر وكأن لا شيء سيحصل وبالتالي يتحمل هذا الفرد المسئولية، إنما يجب أن تكون التحركات والاستعدادات لا تدعو إلى إثارة القلق والتهويل وتخويف الناس، فليس من المعقول أن لا يتصرف المسئول المعني بهذا الملف من منطلق عمله ومهامه».
ونبه الناصر بالنسبة للأمطار التي ستهطل على البلاد هذا الشتاء: «لا داعي للهلع والخوف، فنحن مؤمنون بقضاء الله وقدره، ويجب ألا نأخذ كل شيء عبر وسائل التواصل الاجتماعي، فهناك مصادر المعلومات المعنية، وتوجد لجنة وطنية للكوارث تعمل خلف الكواليس لصالح الجميع».
العدد 4829 - الخميس 26 نوفمبر 2015م الموافق 13 صفر 1437هـ