تبدأ أعراض الأكزيما بالظهور عند الأطفال خلال الأشهر الأولى من حياتهم، وذلك على شكل طفح جلدي أو بقع حمراء في أماكن معيّنة (الإذنَين أو منطقة "الحفاظة")، وما تلبث أن تنتشر في أنحاء مختلفة من الجسم. قد لا يدرك الوالدان أسباب ظهورها أو كيفيّة التعامل معها، وقد يعتقد البعض أنها نوع من ردود الفعل التحسسيّة. لكن، وعند اللجوء إلى طبيب مختصّ، قد يتبيّن أن الطفل يعاني من الأكزيما، وهي حالة من جفاف البشرة المزمن تصيب طفلاً واحداً من بين كل خمسة أطفال. وهي تبدأ غالباً بالظهور عند الرضّع، لتصبح أعراضها أكثر وضوحاً عند بلوغ الطفل عامه الأول في 60 في المئة من الحالات، وفق ما ذكره موقع "صحتك".
وفي حال تمّ تشخيص حالة طفلكما في مرحلة مبكرة، فمن المهم جداً الالتزام بعلاجه ومراقبة حالته بشكل يومي. وفي ما يأتي بعض الإجابات على أسئلة قد تراودكما، تمكّنكما من وقاية أطفالكما من "هجمات الأكزيما" أو التخفيف من أعراضها وآلامها.
ثمّة أنواع كثيرة من الأكزيما، والتهاب الجلد المنتبذ هو أكثرها شيوعاً. وهي من الالتهابات الجلديّة غير المعدية التي تتمثّل في ظهور طفح جلدي يترافق مع احمرار ورغبة شديدة بالحكة. وقد تأخذ شكل بقع على البشرة الجافة المتقشرة أو المتورّمة (البارزة عن سطح الجلد). وقد تنتشر في جميع أنحاء الجسم أو تنحصر في أماكن محدّدة، بخاصة تلك الأماكن الأكثر عرضة للاحتكاك، مثل ثنايا المرفقَين والركبتَين أو ثنايا الجلد أو تحت الحزام المطاطي للحفاظة.
وقد يزيد سيلان لعاب الطفل أو قيؤه أو تناوله بعض الأطعمة المعيّنة، "التخرشات" الحاصلة في البشرة الحساسة المحيطة بالفم، بحسب ما تقول رئيسة قسم الأمراض الجلديّة للأطفال في عيادة "مايو" في روشيستر (نيويورك)، الدكتورة دوون ديفيس. وتشير إلى أن الرضيع يحاول في هذه الحالة تحريك يدَيه بشكل مستمرّ فوق المنطقة المصابة أو تحريك الجسم بعصبيّة على السرير كمحاولة لحكّ المنطقة المصابة، وهو ما يزيد الحال سوءاً.
وإصابة الرضع بالأكزيما قد تكون ناتجة عن عيب وراثي في الطبقة الخارجيّة للجلد المسئولة عن حماية البشرة، ما يسهّل الأثر "المخرّش" لـ"المؤرجات" (مثيرات الحساسية)، وتغلغلها في البشرة. وهذا قد يفسّر تطوّر حالة بعض الأطفال المصابين إلى إصابة بالربو التحسسي أو الربو الأرجي وأنواع أخرى مختلفة من الحساسية، بخاصة إن كان ثمة إصابات من هذا النوع في التاريخ العائلي للطفل. وبالطبع، من غير الممكن تغيير أثر هذه المورّثات، لكن بمقدوركما اتخاذ بعض الإجراءات الوقائيّة للحدّ من أثرها ببعض تعديلات بسيطة على حياة طفلكما اليوميّة.
ومن أهم طرق الحدّ من إصابات الأكزيما عند الرضّع، أن تقتصر تغذيته على الرضاعة الطبيعيّة فقط خلال الأشهر الستة الأولى من حياته. ومن ثم، وخلال المرحلة التالية، يجب أن يسعى الوالدان إلى تقليل استهلاك الطفل للأغذية المثيرة للأكزيما، كالبيض والحليب والفستق السوداني والصويا وثمار البحر والقمح، ما دام يرضع من أمه.
وتتباين نتائج الأبحاث في هذا المجال، لكن معظم الدراسات تؤكد جدوى هذه الخطوات في التقليل من احتمال أو حدّة الإصابة بالأكزيما وأنواع الحساسية المختلفة بحسب ما يؤكّد مدير قسم الحساسية وعلم المناعة في كلية الطب في جامعة نيويورك، الدكتور ديفيد روزينستريتش.
عند ظهور الإصابة الجلديّة بالأكزيما عند طفلكما، ثمّة الكثير من الطرق التي يمكنك اتباعها للتخفيف من الأعراض المرافقة لها. ومنها:
- تجنّبا العوامل التي تتسبّب أو تهيئ للإصابة، مثل العطور والكريمات المعطرة ومستحضرات التنظيف ومواد التنظيف التي تحتوي على مواد فعالة قوية.
- تجنّبا زيادة حرارة محيط الطفل أو جسمه وذلك باتباع الاستراتيجيات الآتية: أولاً، إلباس الطفل طبقات عدّة فوق بعضها بدلاً من طبقة أو طبقتَين سميكتَين من الملابس، وذلك للتأكد من عدم شعور الطفل بالحر أو بالبرد. ثانياً، الحرص على أن تراوح درجة الحرارة الداخليّة للمنزل ما بين 20 و22 درجة مئويّة. ثالثاً، إلباس الطفل ملابس نوم قطنيّة لا تحتوي على حزام مطاطي. رابعاً، لا داعي للتقليل من مرّات أوقات استحمام الطفل، لكن لا بد من استخدام الماء الفاتر مع نوع لطيف من سائل الاستحمام ومن ثم استخدام دهون أو مرهم مرطّب للبشرة بحسب درجة شدّة أعراض إصابته. خامساً، قد يفيد كذلك استخدام جهاز ترطيب للجو في غرفة الطفل، في التقليل من الجفاف الذي يصيب بشرته.
عند إصابة الطفل بهجمات أكزيما شديدة، قد يقوم الطبيب المختصّ بوصف مرهم كورتيزون ليستخدم بالإضافة إلى المستحضرات التي تستخدم يومياً لترطيب بشرته. لكن إذا لاحظتم تقشّر بشرة الطفل أو تشققها أو توسّع منطقة الإصابة على الرغم من استمرار العلاج، فإن ذلك يدلّ على استفحال الأكزيما وتحوّلها إلى عدوى. وهي بالتالي ستحتاج إلى مضادات التهاب فمويّة أو موضعيّة. وقد ينصح بعض الأطباء بإضافة كميّة ضئيلة من مادة كيميائية مبيّضة إلى ماء استحمام الطفل مرّتَين أسبوعياً على أقلّ تقدير، بهدف منع ظهور تهيّج أو انتشار العدوى. لكن لا بدّ من استشارة طبيب مختصّ في طب الأطفال قبل اللجوء إلى هذه الطريقة، للتأكد من أن حالة طفلكم تستدعي ذلك.
ووفقاً لما توصّلت إليه آخر الأبحاث الحديثة، فإن إضافة المادة المبيّضة إلى ماء استحمام الطفل في علاج الأكزيما، تساعد بسرعة أكبر بخمس مرات من نقع الطفل في ماء استحمام لا يحتوي عليها. لكن، لا بد من الحرص على تحريك ماء الاستحمام جيداً لتوزيع المادة بشكل جيّد والتأكد من عدم دخول ماء الاستحمام في فم الطفل.
ويبقى الحلّ الأفضل في علاج الأكزيما عند الرضّع، اللجوء إلى طبيب متخصّص في الأمراض الجلديّة للأطفال، لوضع خطة علاجيّة تناسب طفلكم الصغير. ولحسن الحظ، فإن أعراض الأكزيما غالباً ما تنحسر وتبدأ بالتراجع كلما ازداد عمر الطفل وقد تختفي عند بلوغه سن الدخول إلى المدرسة في معظم الحالات.
انه ولدي يعاني من الاكزيما الشديده في كل جسمه و عمره الحين سنتين و نص بنروح دكتور محمود الفضل و نشوف شنو الحل