هل التبذير هو في المال والأكل والشرب فقط؟ الأكيد أن الجواب هو: لا. فهناك تبذير في أشياء أخرى أيضاً. نعم... هناك تبذير في الحزن، وهناك تبذير في الضحك. وكذلك، هناك تبذير في الوقت. وهذا النوع من التبذير هو أشد أنواع التبذير. ولأن أغلبنا لم يُجرِّب حقيقة الوقت وأهميته (إلاّ ما ندر)، فإننا نرمي بساعات يومنا ترفاً دون حساب ولا رحمة حتى.
لو كنا في طائرة مُحلِّقة على ارتفاع 40 ألف قدم وحَصَلَ خللٌ في نظام الأكسجين بالطائرة، فإن أمامنا 18 ثانية فقط، كي يتناول كل واحد منا الدائرة الجلدية المتدلِّية من الأعلى لنضعها في أفواهنا وإلاَّ أصِبنا بالإغماء حالاً! ثمانية عشر ثانية كافية لأن تجعلنا في حالة صحو أو في حالة انهيار بعد أن تجفّ أنسجتنا وحويصلاتنا الهوائية.
ولو كنا نعيش على خط زلزالي لَفَطِنَّا إلى أن دقيقة واحدة كافية لأن نخلي منازلنا كي تسقط الأسقف على رؤسنا ونكون تحت الأنقاض. من هذه التجارب، نفهم ما يعنيه الوقت لنا. والحقيقة أن ذلك الفهم الضائع يجرني لأن أتأسَّف على الساعات التي يقضيها (البعض) في الثرثرة والكَرْكَرَة داخل نظام التراسل الفوري (واتس أب) بشكل ممل. ساعات لو أنها جُمِعَت لكانت بحجم الدَّهر.
أخبرني أحد الإخوة أن زوجته تمّ إشراكها في مجموعة (قروب Group) على الواتس تضم فعلياً (من دونها) 15 امرأة. تقول هذه الأخت الفاضلة إن عدد الرسائل التي يتم بثها في المجموعة تصل إلى 3000 رسالة في اليوم الواحد! لنا أن نتخيَّل! هذا يعني أن كل واحدة منهنّ تُصوِّر أو تكتب مئتَيْ رسالة في 24 ساعة فقط وفي مجموعة واحدة لا غير، حيث لا يُعلَم حجم اشتراكهنّ في مجموعات أخرى! ولو أن كل رسالة تكوّنت من 20 كلمة فهذا يعني أن الواحدة منهنّ تكتب 4000 كلمة يومياً.
تعالوا الآن كي نرى ماذا يُكتَب، وماذا يُصوَّر في تلك المراسلات التي تشيب لها الرؤوس: كل الشئون الخاصة (والخاصة جداً) من كلام ومقام وأقوال وأفعال يتم وضعها «شياعاً» في تلك المراسلات وتحت أيدي أفراد تلك المجموعة. ماذا يأكلون، وماذا يلبسون وماذا يفعلون وماذا يفكرون وماذا يظنون، ثم بأثر رجعي كي لا يفوت أحد شيء: ماذا أكلوا وماذا لبسوا وماذا فعلوا وبماذا فكروا وبماذا اعتقدوا.
وأيضاً، تصوير كل شيء. وعندما أقول كل شيء فعليكم مدَّ الخيال إلى أقصاه كي تتوقعوا كل شيء من تلك الصور، التي إذا ما رُكِّبَت بشكل تتابعي ومُنسَّق أصبحت فيلماً كامل الأركان، ليوم حافل لإحدى النساء، من لحظة الاستيقاظ مروراً بالإفطار واختيار ولبس الثياب والعطور ثم مسير الطريق فالغذاء مروراً بالعشاء، وتصوير السرير قبل النوم حتى آخر ساعة من ساعات اليوم.
هذا يعني أننا أصبحنا في عالم افتراضي بشكل مطلق. فنحن بتنا نعرف بعضها من خلال ما نقوله نحن أنفسنا لا من خلال الاحتكاك المباشر بالصداقات والأخوة والجِيْرَة، وما يستلزم ذلك من صدق وحقوق، تفرض علينا السؤال عن بعضنا وحمل ما لا يسطيع الآخر حمله من ثقل الحياة المادية والهموم، وليس كما يُصوِّره أولئك من عالَم افتراضي جامد ليس له لون ولا طعم ولا رائحة.
أين ذهبت خصوصيات الأسر، وأسرار الأزواج والأبناء والأخوات والبيوت! إنها باختصار في مراسلات الواتس اب، التي قد تذهب من هاتف إلى آخر، ومن مجموعة إلى أخرى، ليتفاجأ المرء وهو يرى نفسه مُشرَّحاً سواء بالتصريح أم بالغمز عند عشرات أو مئات من الناس لا تصله بهم أي علاقة. إن صدور الأحرار قبور الأسرار كما قيل، وهؤلاء لا يملكون أيّ حرية تجاه أسرار أنفسهم وعائلاتهم.
هناك جانب آخر، يكشفه لنا هذا الجنون وهو حجم الكذب الذي يُتقيأ به في العديد من مجموعات التواصل والتراسل الفوري (وليس كلها). فالمرء قد يكذب، لكنه يتشجّع على الكذب أمام مَنْ لا يعرفه شكلاً ومضموناً كما في حالة تلك النسوة، التي لا يعرفن بعضهنّ إلاَّ بالاسم، حيث جمعتهنّ أقدار الصدفة لا أكثر، عبر صديقة مشتركة أو صديقتين فقط. فلا يجمعهنّ تاريخ عائلي ولا اجتماعي مشترك ولا حتى ثقافات مشتركة مطلقاً.
فالعلاقات الإنسانية والاجتماعية علمتنا أن التواصل الحقيقي لا يكون افتراضياً. فأنت حين تراني لا يعني أنك تراني فعلاً. فأنا جسدٌ وروح. وعندما ترى جسدي (وجهي مثلاً)، فأنتَ عملياً لا ترى سوى جزء مني. أما الروح، وما يدور بداخلي فهو لا يظهر على الشكل الخارجي إلاَّ إذا فاضَ وباتت جوارح الجسد تحاكيه، كالجنون والقلق الشديد، فكيف بمن لا أعرفه البتَّة، ولا يصلني به أيّ رابط.
من هنا، تظهر طبائع النفوس جيداً. فمن يميل إلى التباهي والرِّفعة أمام الآخرين. فقد يجنح إلى الكذب ما دام يعتقد أن عدم الدراية به تحميه وتحمي كذبه، فتراه ينبري للقول بأنه لا يلبس سوى الثياب المُجلَّلَة بالدِّيباج والقصب الصُفر. وأنه لا يسافر إلاّ إلى هذا البلد أو ذاك، فيعطي صورة مَلَكيَّة عن نفسه، في حين أن ذلك (أو جزءً منه) كذب وهراء. وهو أمر مُجرَّب ومُكرَّر بشكل مضحك.
في المحصلة فإنه ليس عندي ما أختم به سوى قول الحكيم المصري القدريم أمينيموبي: «كن حازماً في قلبك وثابتاً في عقلك ولا تتحرك مع لسانك».
إقرأ أيضا لـ "محمد عبدالله محمد"العدد 4828 - الأربعاء 25 نوفمبر 2015م الموافق 12 صفر 1437هـ
تدخلني في غروب
بالعكس نتسلى
انا مقطوعة من شجرة ماعندي اهل ولاخوات ولقيت بهالقروبات صديقات واستفدت ويخففون عني شعور الوحدة صراحة
مرض جديد
ارتبطت حياتنا بالوتس اب
أصابعنا كل دقيقة تتفقده
مهزلة
في ناس صارت تعاني من مرض اسمه واتس اب وقروبات، ما يقدرون يستغنون عنه ولو لحظة ويخلطون الجد بالمزح والصدق بالكذب فقط من مجرد تضيعة الوقت و الفضول .. لدرجو انهم يخلون جواسيس ومراقبين على قروبات ثانية بس علشان يرضون فضولهم ويستحوذون على الآراء وطريقة عيش الاخرين
لااااابد من التوعية للكبارة قبل الصغاار
استخدم الواتسب دائما وعندي قروبات كثيرة لا تضيع وقتي
كل شخص وحسب استخدامه
اني نفعني بالتواصل مع الاهل وتواصل الرحم واصدقاء الدراسة والعمل وقروبات الختمات والزيارات
احب الواتسب لا افراط ولا تفريط وخير الامور اوسطها
استخدمه بشكل يومي واطالعه كل ساعة او كل سبع ساعات حسب الانشغال والاولوية
خير الامور اوسطها
ساعه ليتسنى لك اخذ اخر اخبار العالم وما يدور في كوكب الارض وساعه للبيت وطلبات البيت والاهل
وت سب مجاني
لو كان هناك مبلغ مالي على كل رسالة ترسل عن طريق برامج التواصل الاجتماعي لما وصل بِنَا ما وصل ولكن هذا ما أرادوه وتحقق...، فالقليل القليل من يستفيد والكثير الكثير للأسف من يضيع وقته بجانب هذا وذلك الجهاز...
لا بد من الاتفاق على بروتوكول بين مستخدمي (واتس أب)
ما يحصل الآن هو خربطة وهلوسة من نقل اكاذيب وبهتان وبغتان والحديث في اعراض الناس الخ الخ .. السؤال من يعلق الجرس او من يضع ويراقب استعمال الواتس آب؟؟
كل شي يزيد عن حده ينقلب إلى ضده
لست من المحبين لهذه النوعية من البرامج وامتلك في هاتفي هذا البرنامج بسبب انني اعتقد ان وقتي ثمين واحب ان اقضيه مع عائلتي افضل من الجلوس لكلام لا طائل له ، قد أهجرو لا ادخل إلى هذا البرنامج لمدة تزيد عن الشهرين . من وجهة نظري أن اي برنامج إذا استخدم استخدام صحيح لن يضر ولن يسبب مشاكل لأي فرد.
زمن الهرج والمرج
من علامات آخر الزمان كثرة الهرج والمرج
نطالب بتغير أسم الواتس اب
نطالب بتغير أسم الواتس اب الي (مادريتة)
أو (ماسمعت أخر خبر).
خوش تعليق
فعلا الواتساب سبب مشاكل واجد بالنسبه ليي وفيه ناس تتصل واذا مارديت تطالع اخر ظهور وتشوفني موجوده وتقوم القيامه
ههههه
زوجتي تلفونها 128 جي بي وبعد ينترس ويشير من الواتس اب وعندها قروبات واجد والمضحك ان أعضاء كل قروب هم نفسهم اعضاء باقي القروبات مع زيادة أو نقصان بعض الاعضاء ولا يسكتون طول اليوم زامات شغالين
أفكر ابدل تلفونها بواحد ابو ليت
قروب الواتس
وحدة ويانا في احد القروبات ما تخلي شي ما تصورة وتنزله في القروب...الفطور والغداء والعشاء ...ومجمع تايم وممشى تايم وكوفي تايم وصالون تايم وهوشة تايم ....واخيرا والحمد لله نوم تايم ...... وتنخمد ونفتك من عوار الراس ....كأنا عايشين وياها في بيتهم يا دافع البلا
مالت عليها
قولي ليها زهقه تايم و عزرائيل تايم
مؤلم
بالفعل واقع الواتس اب مؤلم خاصة عند بعض القروبات..ما تفضل به الكاتب بخصوص تعامل النساء مع عالم الواتس اب يحتاج الي تصحيح الوضع..اضف الي ذلك ما هوا اخطر..هوا تعامل الشباب المراهق مع هذا العالم ..حرية تامة في التنقل من مواقع انحرافات اخلاقية مدمرة..تري الشباب يتسكعون في الطرقات وهم يتصفحون المواقع المشبوهة..انه قمة في الاجرام..
اقتراح
على من يجييد فن الكتابه ان يصيغ لنا آداب استخدام هذه المواقع بشكل مبسط ويرفقها ب صباح الخير مثلا لعل الرسالة تصل فقد بلغ السيل والله المستعان
شكرا من القلب / اطالب بالمزيد
الامر زاد عن حده واصبحت اشمئز من هذا البرنامج وامثاله لولا الحاجة الماسه لبعض الامور لحذفته من حياتي .. الناس بحاجة لتوعيه اوقاتنا ضاعت وعوائلنا ضاعت وصل الحال بنا ان نكتفى بالواتساب عن زيارة الاباء والاحباب ..
الأصل و ليس القشور
من الثوابت في علم النفس الاجتماعي بان الفرد ليس حرا في تفكيره و تصرفاته. كل ما يفعله المرأ ناتج من التربية عند الأهل و المجتمع و المدرسة و ليس ما هو صحيح او افضل. عندما يعلم الفرد جهله و مداه يكون عالما. لذلك الجهل بجهل الفكر هو السبب الأصلي لكل التصرفات التافهة و الهدامة. اكتبوا عن الأصل و ابتعدوا عن القشور.
زوجتي
كأنك تقصد زوجتي
وزوجي الله يحفظه
مو بس زوجتك ترى مثلها وايد ومنهم زوجي وايد فرحاان بالواتساب وشغله بس كوبي بست وضحك من صلاة الفجر لين الليل ومايخلو الامر من هواش وزعل وبلووك مصيبه صابتنا بهالواتس