قررت اوكرانيا اليوم الاربعاء (25 نوفمبر/ تشرين الثاني 2015) منع جميع الخطوط الجوية الروسية من عبور مجالها الجوي في آخر تصعيد بين الجارتين بعد 19 شهرا من بدء حرب انفصالية في شرق الجمهورية السوفياتية السابقة.
واعلنت حكومة كييف المؤيدة للغرب قرارها، بعد لحظات من اعلان روسيا مجددا عن خطط لوقف امدادات الغاز الى اوكرانيا اعتبارا من الخميس.
ولا يؤكد هذان التدبيران مدى التوتر القائم في العلاقات بين البلدين فقط، بل يشيران ايضا الى مدى صعوبة حل احدى اخطر الازمات في اوروبا منذ حروب البلقان في التسعينات.
وبرر رئيس الوزراء الاوكراني ارسيني ياتسينيوك خلال اجتماع لمجلس الوزراء بثه التلفزيون ان الحظر تم لأن "روسيا قد تستخدم المجال الجوي الاوكراني للقيام باستفزازات".
واضاف ياتسينيوك ان "هذه مسألة تتعلق بالامن القومي لبلادنا، وهي رد على الاتحاد الروسي وتصرفاته العدوانية".
وتتهم اوكرانيا وحلفاؤها الغربيون موسكو بتدبير ودعم التمرد الموالي لروسيا انتقاما لقيام كييف بالاطاحة بالرئيس المدعوم من الكرملين العام الماضي، وقرار الحكومة الجديدة بتوقيع شراكة مع الغرب.
وفي 25 تشرين الاول/اكتوبر منعت كييف معظم الخطوط الجوية الروسية من السفر الى اوكرانيا، ما دفع بموسكو الى اتخاد اجراءات مماثلة.
لكن حكومة الرئيس بترو بوروشينكو سمحت في ذلك الوقت لشركات الطيران الروسية بعبور المجال الجوي الاوكراني الى وجهة اخرى.
وقال ياتسينيوك ان القرار الجديد ياتي "جزئيا نتيجة للتصعيد العسكري والوضع الجيوسياسي".
وتزامن التصعيد الاخير للعمليات القتالية في قلب المنطقة الصناعية في شرق اوكرانيا، مع تعزيز روسيا حملتها الجوية في سوريا لدعم الرئيس بشار الاسد.
واعلن الجيش الاوكراني مقتل جندي آخر خلال جولة جديدة من الاشتباكات خلال الساعات الاربع والعشرون الماضية في شرق اوكرانيا، حيث لا تزال هدنة هشة قيد الاختبار.
واشار مجلس الامن القومي والدفاع الاوكراني في بيان الى ان "الانشطة العسكرية تصاعدت".
ويتهم بعض المحللين والسياسيين في كييف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين باستغلال التركيز العالمي على حملته في سوريا كغطاء لاطلاق مرحلة جديدة في الحرب الاوكرانية.
وتنفي روسيا باستمرار تورطها في النزاع الذي اودى بحياة اكثر من ثمانية آلاف شخص، معظمهم من المدنيين، واذا الى تراجع العلاقات بين موسكو والغرب الى ادنى مستوياتها ما بعد الحرب الباردة.
وما يزيد من هذه الازمة، اعلان موسكو حظر استيراد معظم المنتجات الغذائية الغربية ردا على العقوبات التي فرضت عليها على خلفية قيامها بضم شبه جزيرة القرم العام الماضي.
كما منعت ايضا استيراد سلع اوكرانية عدة، وهددت بفرض حظر كامل على الواردات الغذائية من جارتها الى الغرب.
ومن المفترض ان تنضم كييف الى اتفاقية شراكة للتجارة الحرة مع الاتحاد الاوروبي في 1 كانون الثاني/يناير المقبل.
-روسيا توقف امدادات الغاز:
واعلنت شركة غازبروم الروسية ان موسكو اوقفت الاربعاء امدادات الغاز الى اوكرانيا بسبب تخلف كييف عن عملية التسديد المسبق المتفق عليها.
وقال رئيس شركة غازبروم اليكسي ميلر ان شركة نفتوغاز الاوكرانية استخدمت كل الغاز الذي دفعت كلفته "ولم يتم تسديد اي دفعة جديدة".
وهذا القرار عو الثاني من نوعه خلال العام الحالي.
وبعد توقف خلال الصيف، استؤنفت امدادات الغاز الروسي الى اوكرانيا في 12 تشرين الاول/اكتوبر بفضل اتفاق نص على قيام كييف بالدفع مسبقا عن الكميات المطلوبة. لكن اوكرانيا لم تقم خلال ذلك الفصل بعمليات شراء للغاز الروسي.
وبالتالي اوضحت المجموعة الروسية انها اوقفت تسليم الغاز في انتظار الدفعة الجديدة.
وعبرت غازبروم عن قلقها من مستوى "غير كاف" للاحتياطي في اوكرانيا الهادف لضمان نقل الغاز الروسي الى اوروبا.
وقالت ان "رفض شراء الغاز الروسي يثير مخاطر قوية بخصوص تسليم الغاز الى اوروبا عبر الاراضي الاوكرانية وبخصوص تغطية احتياجات الغاز لدى المستهلكين الاوكرانيين خلال الشتاء المقبل".
ويمر حوالى 15% من الغاز المستهلك في اوروبا عبر الاراضي الاوكرانية.
وياتي هذا الفصل الجديد في الخلاف حول الغاز بين موسكو وكييف في اوج توتر مرتبط بتخريب خطوط توتر عالي في اوكرانيا اغرق في الظلام القرم، شبه الجزيرة الاوكرانية التي ضمتها روسيا في اذار/مارس 2014.
ودمرت انفجارات ليل السبت الاحد خطي توتر عالي في الاراضي الاوكرانية يمدان بالكهرباء القرم التي تعتمد الى حد كبير على اوكرانيا في احتياجاتها الحيوية.
والقى بوتين بالمسؤولية على السلطات الاوكرانية.