افتتح وزير الطاقة عبدالحسين علي ميرزا صباح اليوم الأربعاء (25 نوفمبر/ تشرين الثاني 2015) فعاليات مؤتمر الشرق الأوسط للنفط الثقيل بمركز المؤتمرات بفندق الخليج بحضور عدد من الشخصيات وكبار المسئولين بالشركات النفطية والصناعية الخليجية والعالمية وعدد من الباحثين والمهتمين والمهندسين والمهنيين العالميين والمحليين المختصين بقطاع الطاقة. وتنظم هذه الفعالية شركة دي.إم.جي العالمية للطاقة والهيئة الوطنية للنفط والغاز وبدعم من كل من شركة أرامكو السعودية وشركة نفط البحرين (بابكو) وشركة تطوير للبترول وشركات نفطية أخرى.
وفي كلمة الافتتاح، رحب وزير الطاقة عبد الحسين علي ميرزا راعي المؤتمر بالحضور، معرباً عن سعادته بإقامة هذا المؤتمر والمعرض لأول مرة في مملكة البحرين. وقالسعادة الوزير أنه على الرغم من أن منطقة الشرق الأوسط لم تكن منطقة النشاط العالمي في العالم لاستخراج النفط الثقيل، إلا أنها شهدت في السنوات الثلاث الأخيرة زيادة في هذا النشاطتقدر بـ 970 بليون برميل من النفط الثقيل والتي غالباً ما تكون في المناطق الغير مطورة، منوهاً سعادته بوجود مجموعة من التحديات التي تواجه منطقة الشرق الأوسط نظراً لطبيعة الصخور الغير متجانسة والذي يبقى التطور التكنولوجي مفتاحاً رئيسياً للاستفادة من الموارد الغير تقليدية.
وأوضح إلا أن الاحتياطات العالمية من كمية النفط التقليدي قد ثبتت عند ألف مليار برميل وهذا هو ما يكفي من إمدادات لمدة 50 عاماً في المعدل الحالي للإنتاج، إلا أنه نوّه إلى الحاجة إلى الاستكشافات النفطية الأكثر صعوبة في هذه الأيام، مشيراً سعادته إلى أن الزيوت الثقيلة تمثل 25% من الموارد النفطية في العالم أي ما يعادل حوالي 20 سنة إضافية من احتياطيات النفط وأن هذه الزيوت الغير تقليدية تمثل عنصراً رئيسياً من مزيج الطاقة في المستقبل، إلا أنها ليست مورداً استراتيجياً التي يمكن أن تنتج بشكل مكثف لاستكمال المعروض العالمي من النفط والغاز التقليدي.
وذكر الوزير إلى أنه تم العثور على النفط الثقيل جداً في جميع أنحاء العالم، في منطقة الشرق الأوسط وفنزويلا وكندا وروسيا والولايات المتحدة الأمريكية وكوبا والمكسيك والصين والبرازيل ومدغشقر وأوروبا وأندونيسيا جنباً إلى جنب مع الرمال النفطية والنفط الثقيل والذي تشكل 80% من جميع الزيوت الثقيلة، إلا أنها عملية معقدة ومكلفة على حدٍ سواء، لافتاً سعادته إلى ما تشير إليه الدراسات التي تقترح زيادة 20% في حسابات النفط الثقيل من الموارد النفطية في العالم أي ما يعادل قيمتها 15 سنة إضافية من الاحتياطات الهيدروكربونية.
وتابع الوزير إلى أن المصافي في جميع أنحاء العالم قد استُثمرت بشكل كبير في معالجة النفط الثقيل والذي لن يتغير هذا النهج حتى مع تغير سيناريو أسعار النفط الجديدة، مؤكداً سعادته على أهمية استثمار التكنولوجيا في هذا المنحى في تحويل النفط الثقيل إلى وقود أخف في مرحلة الإنتاج نفسها الأمر الذي سيقلل كثيراً من تكاليف الإنتاج والذي معه نتوقع المزيد من الاستثمارات على هذا المنوال في المستقبل القريب، لافتاً سعادته إلى أن النفط الثقيل سيكون مصدراً مهماً للطاقة في المستقبل نظراً لكثرة احتياطات النفط الثقيل في منطقة الشرق الأوسط.
وذكر وزير الطاقة عبد الحسين علي ميرزا إلى أن مملكة البحرين قد وقّعت اتفاقاً قبل بضع سنوات أوكسيدنتال الأمريكية العملاقة وشركة مبادلة الإماراتية بالشراكة مع الشركة القابضة للنفط والغاز لتأسيس شركة تطوير للبترول بهدف زيادة إنتاج النفط في حقل نفط البحرين التاريخي. حيث قامت شركة تطوير بإطلاق العديد من المشاريع الرائدة في عام 2014 وحفر 132 بئراً نفطية جديدة. كما تم التوقيع على مشروع خط أنابيب النفط الجديد بين مملكة البحرين والمملكة العربية السعودية والذي يبلغ طوله 115 كيلومتراً، (42 كيلومتراً تحت الماء) يقدر بـ 300 مليون دولار أمريكي. وهذا سوف يسمح لتوسيع مصفاة البحرين من 260,000 برميل يومياً إلى 360,000 برميل يومياً. كما تم التوقيع لبناء منشأة عائمة للغاز الطبيعي المسال تبلغ سعتها 400 مليون قدم مكعب والتي سوف تكون جاهزة بحلول النصف الأول من عام 2018.
وأوضح الوزير إلى إن النفط الثقيل سيكون المنقذ للطلب المتزايد على الوقود الأحفوري من الدول النامية إلا أن إنتاجها سيكون للتغلب على ظروف الانتعاش الصعبة جداً والحاجة إلى الاستدامة والامتثال البيئي، لافتاً سعادته إلى إمكانية تلبية الطلب العالمي المتزايد لمدة 50 عاماً على الأقل في حال استعادة 50% من الودائع وباستخدام التقنيات والأساليب المتوفرة حالياً. أما بالنسبة للاحتياطيات التي لا يمكن الوصول إليها فنحن بحاجة لمتابعة البحث والتطوير على نطاق أوسع قبل أن تكون متناولة تجارياً. مستعرضاً سعادته إحدى التحديات لهذا الخيار هو رغبة الحكومات والقطاع الصناعي للنظر في هذه الاحتمالات التي يمكن أن تعطينا 50 – 100 سنة أخرى من المعروض من احتياطيات النفط.
وقد عبَّر الوزير عن سعادته بتميز أوراق العمل المطروحة خلال جلسات المؤتمر وورش العمل المصاحبة، حيث يمثل هذا المؤتمر تجمعاً إقليمياً مهماً لمناقشة هذه الصناعة والاتجاهات والتحولات التي ستحدد مستقبل هذا القطاع وكمنصة رئيسية للنقاش وتبادل وجهات النظر حول آخر التطورات في هذه الصناعة وفهم التوقعات الاقتصادية الحالية والضغوطات المستقبلية، موجهاً دعوته إلى إعداد استراتيجيات النفط الثقيل الإقليمية الخاصة بدول مجلس التعاون الخليجي.
وقد قدم الوزير خالص شكره وتقديره إلى شركة دي.إم.جي العالمية للطاقة والهيئة الوطنية للنفط والغاز على جهودهم المميزة في الإعداد والتنظيم، كما قدم سعادته الشكر والتقدير للمتحدثين الرئيسيين ورؤساء الجلسات والوفود المشاركة متمنياً لهم طيب الإقامة في بلدهم مملكة البحرين وتحقيق ما يصبون إليه والاستفادة من الأوراق العملية والعلمية التي سوف تشهدها جلسات هذا المؤتمر والاطلاع عن كثب على أحدث ما توصلت إليه التكنولوجيا في هذا المجال الخصب.
كما افتتح عبد الحسين علي ميرزا المعرض المصاحب الذي يقام على هامش المؤتمر والذي اشتمل على معروضات ومنتجات لأحدث ما توصلت إليه التقنية في مجال النفط الثقيل وصناعاتها.
وتجدر الإشارة إلى أن قائمة المتحدثين لهذا المؤتمر قد استقطب عدداً كبيراً من قادة صناعة النفط من دول مجلس التعاون الخليجي والعالم ونخبة من الخبراء والمسؤولين ومساهمي الشركات من الدول المنتجة للنفط الثقيل ومتحدثين من الهيئة الوطنية للنفط والغاز وشركة نفط البحرين ( بابكو ) وشركة تطوير للبترول.