نقلت صحيفة ألمانية اليوم الأربعاء (25 نوفمبر/ تشرين الثاني 2015) عن رئيس الوزراء الفرنسي مانويل فالس قوله إن الدول الأوروبية قد وصلت إلى أقصى طاقتها في التعامل مع أزمة اللاجئين ولا يمكنها استيعاب المزيد.
وتبذل أوروبا جهوداً حثيثة لمواجهة أسوأ أزمة لاجئين منذ الحرب العالمية الثانية. واستقبلت ألمانيا حتى الآن الحصة الأكبر وسط توقعات بوصول عدد الوافدين إلى أوروبا هذا العام إلى مليون شخص.
وقال فالس لصحيفة "سوديتش زيتانج" الألمانية "لا يمكننا استيعاب المزيد من اللاجئين في أوروبا. هذا الأمر ليس ممكنا"، مضيفاً أن تشديد الرقابة على الحدود الخارجية للاتحاد الأوروبي ستحدد مصيره. وحذر فالس "إذا لم نفعل هذا الناس ستقول : كفانا (ما جاءت لنا به) أوروبا".
ونشرت تصريحات فالس قبل ساعات من لقاء المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند في باريس.
ولاقت مواقف ميركل المرحبة باللاجئين - وكثير منهم هاربون من الصراعات في الشرق الأوسط- ترحيبا في بادئ الأمر داخليا وخارجيا ولكن مع استمرار تدفق المهاجرين بدأت المستشارة الألمانية تتعرض لانتقادات متزايدة.
وقال عدد من السياسيين المحافظين إن سياسة ميركل في فتح حدود ألمانيا أمام اللاجئين السوريين في سبتمبر/ أيلول دفعت المزيد منهم للتوافد.
واحتدم الجدال بشأن اللاجئين بعد الهجمات الدموية في باريس التي أذكت المخاوف من أن يستغل تنظيم "داعش" أزمة اللاجئين لإرسال مناصرين له إلى أوروبا.
وتجنب فالس توجيه انتقادات مباشرة لميركل على تعليقها قوانين اللجوء المعتمدة في الاتحاد الأوروبي للسماح بدخول اللاجئين السوريين العالقين في المجر معتبراً أن ألمانيا "اتخذت خياراً نبيلاً هنا". لكنه أشار إلى أن باريس فوجئت بقرار ميركل "ولم تكن فرنسا التي قالت لهم: تعالوا".
واقترح وزير الاقتصاد الفرنسي ايمانويل ماكرون ونظيره الألماني زيجمار جابرييل تأسيس صندوق من 10 مليارات يورو (10.7 مليار دولار) لتمويل الإجراءات الأمنية المشددة وضبط الحدود الخارجية والاهتمام باللاجئين.
واستنكرت الأمم المتحدة يوم أمس (الثلثاء) القيود الجديدة المفروضة على اللاجئين التي تسببت بوجود نحو ألف لاجئ عالقين عند المعبر الحدودي الرئيسي من اليونان إلى مقدونيا.