أطلقت كلية الطب بجامعة الخليج العربي حملة "معا نمنع العنف ضد الأطفال" في جزيرة أمواج، بالتزامن مع إحياء دول العالم "اليوم العالمي لحماية الطفل من الإساءة والإيذاء والذي يصادف 19 من نوفمبر/ تشرين الثاني في كل عام.
وأكدت استشارية الطب النفسي والعلاج المعرفي السلوكي بكلية الطب والعلوم الطبية بجامعة الخليج العربي هيفاء القحطاني، أهمية وجود خطة خليجية لمواجهة ازدياد العنف الموجه ضد الأطفال والأسرة، معتبرة العنف الأسري من أخطر مشكلات المجتمعات المعاصرة، وأحد أهم أسباب الجريمة، وأول مؤسس لتحويل المعنفين للتطرف في المستقبل.
إذ أشارت تقارير منظمة الأمم المتحدة للطفولة عن منطقة الخليج بأن العائق الأساسي هو عدم وجود نظم شاملة ومنسقة لحماية الطفل، وتقتصرأغلب الخدمات على استجابة وقتية لمختلف المخاطر التي قد تواجه الأطفال بدلا من التركيز على الوقاية. ويرجع ذلك إلى صعوبة قياس الحجم الفعلي للعنف المرتكب ضد الأطفال في أنحاء العالم، في ظل افتقار البيانات عن العدد الدقيق للضحايا الأطفال لكثرة ما يحدث سرًا ولا يتم الإبلاغ عنه.
وأشارت القحطاني خلال الحملة التي أطلقتها الجامعة في وقت قريب من الاحتفال باليوم العالمي للصحة النفسية، أن الحملة شهدت تفاعل كبير من الزوار الذين أبدوا اهتمامهم بموضوع الحملة والأفلام التسجيلية التي عرضت قصص واقعية لمرضى نفسيين تعافوا بعد تلقي العلاج والمساندة والاستشارة، وعبروا عن دعمهم لقضية الأطفال المعنفين من خلال البصمة التي طبعوها على لوحة كبيرة جمعت بصمات الرافضين للعنف ضد الطفل والأسرة بشكل عام.
إلى ذلك، قام طلبة الطب ببيان كيفية مواجهة أشكال العنف البدني والعاطفي كالترهيب، أو الضرب أو الاعتداء أو الإيذاء وتوضيح أثر العنف على الصحة البدنية والعقلية للأطفال في نواح كثيرة، مؤكدين للزوار أن العنف يعوق قدرة الأطفال على التعلم والانخراط في المجتمع، ويعوق انتقالهم إلى مرحلة البلوغ بسلام، داعين إلى الإبلاغ عن أعمال العنف حتى يمكن للقادة وصانعي السياسات رؤيتها وفهم حجمها، بغية رفع مستوى الوعي، وتغيير المواقف وتشجيع الآخرين على اتخاذ الإجراءات اللازمة لمعالجة الأسباب الجذرية للعنف ضد الأطفال.