أثبتت السواعد والقبضات البحرينية قوتها وقدراتها على الوصول إلى أبعد ما يمكن بعد أن وصل منتخب اليد إلى نصف النهائي للتصفيات الآسيوية المؤهلة إلى أولمبياد ريو دي جانيرو 2016 كمتصدر لمجموعته، لقد برهنت كرة اليد البحرينية أنها «ولّادة» وقادرة على مواصلة الإنجازات طوال السنوات.
من شاهد إحساس اللاعبين وقتاليتهم الشديدة في مباريات البطولة وخصوصاً في مباراة كوريا الجنوبية، وتحقيق الفوز بعد أن وصل الفارق إلى 10 أهداف، لا يمكنه أن يغفل أن الفريق يمتلك شخصية الفريق البطل القادر على المنافسة على لقب البطولة وأي مناسبة أخرى. لم يكن هذا المستوى وليد الصدفة، بل هي الحقيقة عينها التي تؤكدها قوّة السواعد البحرينية في المحافل الخارجية، ولم يكن أحد مستغرباً من تحقيق هذا الفريق الفوز على كلّ المشاركين.
يوماً بعد يوم تبرهن كرة اليد البحرينية أنها بخير وأنها قادرة على مقارعة أبطال آسيا إذا ما كانت اللعبة تدار بشكل سليم، وحتى لو لم تتمكن من الفوز بهذا اللقب فإنها على أقل التقادير وصلت إلى مرحلة لم يتوقع الكثير أن يصل إليها.
يوماً بعد يوم نكتشف أن البحرين تعد من أبرز الدول الخليجية التي تزخر بالمواهب الرياضية التي لو تحصّلت على الرعاية فقط لوصلت إلى العالمية، ليس فقط في الألعاب الفردية كما يتصور البعض سهولتها، وإنما الألعاب الجماعية التي برهنت خلال أقل من شهور أن البحرين زاخرة بمن هو قادر على رفع راية الوطن عالية من دون اللجوء إلى أساليب أخرى.
الآن وبعد الوصول إلى نصف النهائي، نتمنى أن يقدم المنتخب لوحة قتالية ثانية أمام المنتخب الإيراني، والذي سيكون الطريق لدخول تاريخ جديد على مستوى كرة اليد البحرينية، مع اعتقادنا بصعوبة المهمة في النهائي المتوقع أن يتأهل إليه المنتخب القطري، في ظل الفوارق الكبيرة مع وصيف بطل العالم، مع نظام ظالم بتأهيل منتخب واحد فقط من القارة الآسيوية للأولمبياد العالمية وانتقال البقية إلى تصفيات أخرى مع منتخبات أوروبية أقوى بالتأكيد.
بالطبع، لا يجب أن يبعدنا الفوز على كوريا عن أهدافنا الحقيقية والدخول بالتالي في مباراة اليوم بثقة مفرطة ستؤدي ربما إلى نتائج لا تحمد عقباها، وهو ما يدعونا لأخذ كل مباراة لوحدها واعتبارها بطولة بحد ذاتها، مع التذكير بأن ما جرى في مباراة كوريا بالشوط الأول، يجب ألا يتكرر، لأنه كما يقول المثل الشعبي «ليس في كل مرة تسلم الجرة»، وعليه فإن روح الشوط الثاني هي المتوقعة دائماً على مستوى وأداء هذا المنتخب.
إقرأ أيضا لـ "محمد مهدي"العدد 4827 - الثلثاء 24 نوفمبر 2015م الموافق 11 صفر 1437هـ