قال وزير الداخلية الفريق الركن الشيخ راشد بن عبد الله آل خليفة إن لندن مازالت تستخدم كقاعدة للنشاط الإرهابي والتحريضي ضد البحرين، وقال إنه رغم التهديدات المتزايدة التي تواجهنا، لدينا الآن قوة شرطة أكثر خبرة وأفضل تدريباً وتجهيزاً وهو ما عزز ثقة المواطنين فيها.
جاء ذلك في إطار زيارة وزير الداخلية إلى المملكة المتحدة بدعوة من جمعية الصداقة البحرينية البريطانية.
وأطلع الوزير أعضاء الجمعية، بحضور سفير مملكة البحرين لدى المملكة المتحدة الشيخ فواز بن محمد آل خليفة، على الأحداث التي تعرضت لها مملكة البحرين في بداية العام 2011 وكيف تم معالجتها في إطار من الالتزام بالقانون بما يضمن حفظ أمن الوطن وتعزيز سلامة المواطنين والمقيمين.
وأعرب وزير الداخلية عن تقديره لجهود الجمعية وأعضائها والذين كانوا مثالا للأصدقاء الحقيقيين في جميع الظروف، مشيرا إلى كلمته أمام الجمعية عام 2009 وما تحقق في البحرين من انفتاح وتطوير ديمقراطي وسياسي، أرسى دعائمه حضرة صاحب الجلالة الملك.
وأكد الوزير على استمرار البحرين في مواجهة التدخلات الأجنبية، موضحا أنه على نقيض "الفوضى الخلاقة" التي واجهناها عام 2011 فإن السنوات الأخيرة شهدت تغييرا في مواجهة الإرهاب الأكثر تنظيما، مستعرضا في هذا الشأن عددا من القضايا ذات الصلة، ومنها ضبط شحنات أسلحة عسكرية من إيران، بما في ذلك مادة C4 المتفجرة وأسلحة مصنوعة في إيران وما زلنا نواجه حربا إعلامية من المؤسسات الإعلامية المدعومة من إيران.
وفي قراءة الوزير لمستقبل البلاد الأمني، قال "أرى البحرين أقوى والبحرينيون يربطهم ولاء وطني مشترك تعلمناه من آبائنا وأجدادنا ، ونعلمه لأبنائنا وأحفادنا ولكننا بحاجة إلى مواجهة الكراهية. الاعتزاز بالهوية الوطنية يجب أن يسبق الانقسام. نحن بحاجة إلى الحفاظ على الوئام الاجتماعي بين جميع البحرينيين. وبحاجة إلى معالجة اتجاه مثير للقلق من استخدام الأطفال من قبل المتطرفين، والتأثير السلبي على الشباب عبر وسائل التواصل الاجتماعي. وأشعر بقلق بالغ بكيفية حماية شبابنا، سواء من التطرف والعنف السياسي، والجريمة بشكل عام، بما في ذلك استخدام المخدرات. التطرف بالطبع تهديد متزايد لنا جميعا وليس فقط الشباب. سواء كان التطرف الديني الذي يخطف ديننا لأغراض سياسية أو الأيديولوجي الذي يريد قلب النظام السياسي القائم، ليس هناك شك في أن التطرف هو أصل الإرهاب اليوم". وأضاف أن التهديدات التي تواجه البحرين اليوم قد تواجه البلدان الأخرى غدا، وحين نسترجع ما حدث مؤخرا في باريس ، فإننا جميعا بحاجة إلى تكوين فكرة واضحة لكيفية معالجة وحل مشكلة الإرهاب. وأعرب عن قناعة البحرين بأن شر الإرهاب يمكن التغلب عليه من خلال عمل دولي موحد يتناول جميع جوانب التهديد بما في ذلك الأبعاد الأمنية والمالية والاجتماعية والإعلامية، عمل يدرك خطورة التعامل مع العمليات الإرهابية في أبكر مرحلة ممكنة.
من جانبه، ألقى رئيس جمعية الصداقة البحرينية البريطانية بيتر سينوك كلمة ترحيبية، عبر فيها عن شكره وتقديره للوزير واعتزاز الجمعية بحضوره، حفلها السنوي، مشيدا في الوقت ذاته بالعلاقات التاريخية والمتميزة التي تجمع مملكة البحرين والمملكة المتحدة، كما تحدث وزير الدولة البريطاني لشئون الشرق الأوسط توبياس اليوود، حيث استعرض العلاقات الوثيقة التي تربط البلدين الصديقين، مشيدا بتنامي حجم التبادل التجاري بينهما بما يعكس قوة ومتانة العلاقات الثنائية، الأمر الذي يمهد الطريق لآفاق من التعاون البناء في ضوء ما تتمتع به مملكة البحرين من مكانة متميزة لدى المملكة المتحدة.