لفتت المترجمة سمر الشيشكلي إلى أن قلة الترجمة العربية من الآسيويين يرتبط فيما يبدو بالعقدة من الغربي، مشيرة إلى أنها ومن خلال ترجمتها للأدب الأسيوي، تعرفت على الجغرافيا الهندية والحياة الاجتماعية والثقافية الهندية، والطقوس ومختلف يوميات الحياة في الهند، كما تعرفت على الزواج المبكر والعلاقات اليومية.
وأكدت الشيشكلي في ندوة أقيمت ضمن فعاليات معرض الشارقة الدولي للكتاب "نحن نحتاج إلى ترجمة أدب الجيران، فالترجمة طريق التواصل ونشر العلم والمعرفة والثقافة، وهي بوابة التفاعل الثقافي بين الأمم والحضارات، كما أنها نسق معرفي وفكري، وتمتد لما هو مجتمعي وتقني وحضاري وإيديولوجي وإبداعي ومختلف مجالات الحياة، وهي بوابة للتسامح وجسر للتعريف بالآخر، وفعل معرفي وفكري وثقافي."
وأوضحت "يُعتقد بأن هناك قلة وضعف في ترجمة الأدب الآسيوي إلى اللغة العربية، فهؤلاء الجيران لا نعرف نحن العرب عن آدابهم الكثير، ويرجع ذلك لأسباب عدة من بينها الترجمة، وهي في أحسن أحوالها تأخرت وما زالت قليلة".
وعرضت المترجمة الشيشكلي، تجربتها في الترجمة للأدب الآسيوي من خلال أعمال علمية وترجمات من اللغة الإنجليزية لموسوعة يابانية كتبت أصلاً بالإنجليزية، وغيرها، لكنها ركزت على تجربتها الجديدة في ترجمة الأدب الهندي، من خلال روايتي "ضوء القمر" و"الطلاق"، للأديبة الهندية ب.م. زهرا.
وأشارت إلى أن ترجمة الروايتين تمت من الإنجليزية إلى العربية، حيث كُتبت الروايتان بالإنجليزية وليس بالهندية، لكن ما ساعدني في الترجمة هو تشابه البيئات بين الهند والعرب، ومع ذلك فمن الأفضل أن تكون الترجمة من لغة إلى أخرى بلا لغة وسيطة.
ولفتت الشيشكلي إلى أن تجربتها في ترجمة هاتين الروايتين، شكلت انعطافة لطيفة مهمة في توجهها نحو الأدب. وأوضحت أن الروايتين تحكيان عن البيئة الهندية، وهو ما جعلها تقوم بترجمتهما، فهناك أمور متشابهة في الشرق، وبين الجيران، ولفتت إلى أن الأديبة زهرا قدمت من خلال رواياتها، الحياة في الأسرة المسلمة الهندية بواقعية ساحرة، ونجحت نجاحاً يستحق الثناء في تقديم التيارات والصراعات الخفية في ما يتعلق بوجود المرأة في عائلة مسلمة نموذجية، كما أن رواية "ضوء القمر" تصف بيئة ريفية غنية بالتفاصيل الأصيلة لثقافة بلد عريق بلغة شفافة مضيئة، لافتة إلى أن "ضوء القمر" قصة نسوية بامتياز، فيها الحس النسوي عميق وشامل، وتحكي حكاية الملايين من النساء اللواتي يسقن إلى الزواج بحكم التقاليد الموروثة دون إرادتهن.