العدد 4824 - السبت 21 نوفمبر 2015م الموافق 08 صفر 1437هـ

هدى بركات: انتشار دور النشر ليست دليلاً على إرتفاع معدل القراءة

خلال ندوة حول مستقبل الكتاب وحريات النشر في العالم العربي

ضمن فعاليات معرض الشارقة الدولي للكتاب في دورته الـ 34، نظّم برنامج عالم الكتب بي بي سي العربية بالتعاون مع المعرض، لقاءً مفتوحاُ مع المستمعين حول مستقبل الكتاب وحريات النشر في العالم العربي، بمشاركة أحمد بن ركاض العامري، رئيس هيئة الشارقة للكتاب، ومدير معرض الشارقة الدولي للكتاب؛ والقاص والكاتب المصري محمد المنسي قنديل والكاتبة هدى بركات.

ناقش اللقاء جوهر القراءة في النشر، حيث تم التحدّث عن عدد المعارض المنتشرة بشكل كبير في العالم، ومقارنته مع معدلاّت القراءة في العالم العربي، حيث كشفت دراسات أجريت أن معدلات القراءة هي الأقل في العالم العربي.

وفي بداية الجلسة، أكّدت هدى بركات الروائية اللبنانية على أن انتشار دور النشر ليست دليلاُ على إرتفاع معدل القراءة، وأكد أحمد بن ركاض العامري أن هناك إقبال لإقتناء وشراءا للكتب في الوطن العربي.

وأجابت بركات على السؤال الذي تم طرحه عن حال القراءة والكتابة في العالم العربي، قائلة "أن ضعف التعليم للغة العربية في المدارس سبب رئيسي لعزوف الشباب عن القراءة، وأضافت هناك فجوة بين الأجيال، حيث أن جيل الشباب مليء بالتغيير وجيل كبار السن هو الرافض للتغيير.

كما تم طرح سؤال أيضاُ عن أثّر الكتاب الرقمي على الكتاب، حيث عقّبت بركات على السؤال بأن المسألة معقّدة، وتحدّثت عن تجربتها الشخصية، حيث دربت على مناهج أجنبية، وانتقلت الى فرنسا حيث اضطرت إلى أن تكرّس مجهودها الشخصي لتتعلم العربية، وأضافت هناك نظرة دونية للعربية فهناك كّتّاب عرب لا يعرفون اللغة العربية ويستخدمون لغات أخرى لكتاباتهم.

وعقب أحمد العامري على السؤال نفسه الذي كان عن أثر الكتب الرقمية، بأن اللغة العربية بالشارقة تحتفظ برونقها، لافتاً إلى اللغات الدخيلة على اللغة العربية في الوطن العربي، حيث يتم إستخدام بعض المصطلحات الإنجليزية بطريقة معرّبة مثل باصات بدلاُ من حافلات، والتصوير الذاتي بدلاُ من سيلفي، وغيرها، مؤكداً على أن الشارقة عملت على التوجه للفكر العربي وحولت الكثير من المفردات الأجنبية إلى اللغة العربية.

وأضاف العامري أن الكثير من العرب أصبحوا يهتمون باللغة الإنجليزية، وترجع لأسباب التعليم، ضارباً مثالاً بأن الطالب لا يستطيع أن يدخل الجامعات حالياً إلا إذا أخذ شهادة التوفل، ورأى بأن يكون أيضاً لهؤلاء الطلبة الجدد أمتحاناً للغة العربية حتى نحافظ عليها.

وعلّق محمد قنديل على أسعار الكتب المرتفعة مقارنة بالأجور، مؤكداً أن إرتفاع الأجور أدى إلى إنتشار صناعة الكتاب المصوّر، لافتاً إلى المخاطر الكثيرة التي تهدد الكتاب، مثل تزوير الكتب والتقليل من أهميتها في العالم العربي.

وأضاف قنديل بأنه سعيد بالكتاب الإلكتروني ويتمنى استبداله بالكتاب الورقي للتخفيف من تأثير الأوراق المهدورة على البيئة.

وتحدّث العامري عن الأوراق المستخدمة في معرض الشارقة للكتاب، مؤكداً بأن جميع الكتب معادة التدوير ومصنوعة بوزن أخف من الكتب الأخرى، ويوجد عليها شعار إعادة التدوير.

وعن الكتاب الرقمي وإنتشاره أكد العامري، أن دول أوروبا لديها قدرات خاصة ووسائل متقدمة حتى جعلتها أكثر تطوراً من البلدان العربية، مؤكداً ركود السوق الإلكتروني للكتب بسبب ضخامته، لافتاً إلى المعوقات التي تعيق النشر في الوطن العربي بسبب الظروف الأستثنائية التي تعيشها في الوقت الحالي.

وفي سؤال عن مدى تأثير انتشار ظاهرة الكتابة بين الشباب ومدى تأثيرها على مستوى الثقافة والأدب، قالت بركات بأنها لاتخاف على اللغة العربية من الكتابة الرديئة، كون ورائها وجدان شعب قوي، لافتة إلى الأجيال التي لا تعرف القراءة، حيث يجب أن يتزايد عدد الكتب وترك الخيار للقارئ ليختار الكتب الأفضل والذي يريده، فهو بحاجة إلى ليتصفى فيه ذهنه، ليحدد من سيبقى في الميدان.

وفي طرح من الجمهور عن مشكلة عدم وجود قياسات حقيقية ترصد فعل القراءة في العالم العربي وأنه لايتم ربطها بالتحولات السياسية والإقتصادية، تم التحدّث أكد قنديل بأنه من المهم أن يجد الكاتب عالمه وليس المهم نوعية الكتابة سواء رديئة أم جيدة ولكن الكتابة أسلوب، وهي ليست عمل سري لذا يجب ترك للناس الحكم أكثر، ويجب أن يبقى التنوع في الكتابة ليرضي الكاتب جميع الأذواق.

وأضافت بركات بأن الكاتب الذي لايقلق أحداً هو الكاتب الرائج أينما كان، والكاتب الذي يطبع على حسابه الشخصي هو الذي لم يتقن الترويج لنفسه.

وفي سؤال تم طرحه عن هل دور النشر مظلومة أم ضحية، أجاب قنديل بأن الكاتب هو المظلوم دائماً ودور النشر غير مظلومة، حيث كانت دور النشر تتحكم بها جهات حكومية في الماضي، أما حاليا يوجد حركات واتجاهات تميل إلى الحرية أكثر مع وجود عدد كبير من الكتاب الشباب.

وفي سؤال آخر تم طرحه: ماهي مقومات البحث عن عمل أو هيئة أو مؤلف لنشره، قال أحمد العامري بأنه يجب أن نعرف أكثر ماهية النشر في العالم العربي فهناك ناشرون وهناك نشر شخصي، ولايوجد شركات لتوزيع الكتب للناشرين لذا فالمتنفس الوحيد هو معارض الكتب.

وطالب العامري من الجهات المعنية بنشر الثقافة في البلدان العربية دعم الشباب وتحفيزهم، كاشفاً بأن الشارقة بصدد إنشاء شركة لتوزيع الكتب لتكون مركزاً للدول العربية والأجنبية، متطرقاً إلى المشاريع التي تدعم الكتاب في الشارقة ومنها القائمة المنوي عملها كجائزة للإبداع الفكري، كما سيتم إطلاق جائزة للترجمة العربية وهناك 2 مليون درهم سيتم رصدها كجائزة للترجمة بهدف نشر الثقافة في الغرب وهي بمثابة صفقة بين الناشر العربي والأجنبي لنشر الكتب العربية في العالم الأجنبي.

وأقتبس العامري في نهاية حديثه، مقولة حاكم الشارقة الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي الذي قال "لا حكر على الفكر"، لافتاً إلى مدينة الشارقة للكتاب الجاري إنشائها بتكلفة 160 مليون درهم التي ستكون كمنطقة حرة لدور النشر والموزعين والكتاب والكتب.

 





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً