قال المدير الاقليمي لليونيسف في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا بيتير سلامة بمناسبة اليوم الدولي للطفل "قام العالم بالتعهد لأطفاله وتقديم وعد لهم في مثل هذا اليوم قبل 26 عاما، بأن يضمن لهم الحماية ويعزز حقوقهم في البقاء والازدهار والتعلم والنمو وفي أن تكون أصواتهم مسموعة وأن يتمكنوا من التطور وتحقيق أقصى ما بإمكانهم".
وأضاف "ولكن بالنسبة للأطفال العالقين في النزاعات العديدة التي تقوم بخنق الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، فإن هذا العهد الذي أخذ صبغة رسمية بعد إقرار اتفاقية حقوق الطفل يُخلف يوماً بعد يوم.
وذكر "وصل العنف في المنطقة إلى مستويات غير مسبوقة، ومزّق النسيج الاجتماعي لمجتمعات بأكملها، ودفع بالخدمات الأساسية والبنى التحتية المدنية الحيوية إلى نقطة الانهيار.
وقال "فمن سوريا إلى السودان ومن ليبيا إلى العراق ومن دولة فلسطين إلى اليمن يجد الأطفال أنفسهم تحت الهجوم.
وذكر "لم تتعرض حقوق الأطفال في اي منطقة اخرى من العالم للانتهاك بالشكل الذي تنتهك فيه في هذه المنطقة.
وأضاف "وبحسب بيانات الأمم المتحدة لعام 2014 أدت النزاعات المسلحة في سوريا والعراق وليبيا واليمن والسودان ودولة فلسطين إلى مقتل 1,900 طفل، ولكن عددهم الفعلي بالتأكيد أعلى من ذلك بكثير. وهذا الرقم المؤكد، هو أعلى بثلاث مرات مما كان عليه في عام 2013.
وذكر "لا تتضاعف النزاعات في هذه المنطقة فقط – بل انها أصبحت مطولة وأكثر قسوة، وباتت تؤثر على ملايين الناس، ونتيجة لذاك، بدأت أعداد متزايدة من الأشخاص تلجأ إلى اخر التدابير في صراع مع البقاء، بما فيها النزوح والفرار.
فعلى سبيل المثال نصف أولئك الذين قطعوا الرحلة الخطيرة إلى أوروبا خلال العام الأخير هم من سوريا. بينما يأتي آخرون من العراق ومجتمعات أخرى تعاني من انتشار العنف.
وقال "كما ان معاناة الذين يبقون في هذه المناطق أصبحت أكثر قساوة: حيث تزويج الفتيات في سن مبكر بارتفاع بينما يضطر الأطفال للعمل ليتمكنوا من مساعدة عائلاتهم الفقيرة.
وذكر "والأسوء من كل ذلك أن أعداد الأطفال الذين تقوم الأطراف المتحاربة بتجنيدهم قد ارتفع ثلاث مرات. ويتولى هؤلاء الأطفال عددا من الأدوار، بما فيها حمل السلاح وحراسة الحواجز العسكرية وفي حالات قصوى المشاركة الفعلية في عمليات القتل .
وأضاف "في هذا اليوم التاريخي، حان الوقت ليعترف جميع المشاركين في النزاعات في المنطقة وأولئك الذين يأثرون عليهم، بأن هذا الوضع ببساطة شديدة غير مقبول.
وقال "كما ويجب على مرتكبي الانتهاكات الادراكأنهم سيكونون محط المساءلة ، عاجلا لا آجلا.
واختتم "وفي خضم الاضطرابات التي تجتاح المنطقة، يجب أن يُعطى الأطفال الفرصة ليعيشوا طفولتهم مرة أخرى. وهذا شيء نستطيع أن نسهم فيه جميعا كي نضيف معنى حقيقي لنص اتفاقية حقوق الطفل."