العدد 4822 - الخميس 19 نوفمبر 2015م الموافق 06 صفر 1437هـ

المزارعون المصريون يخشون خطر الجراد المحدق

تشكل جيوب متفرقة من الجراد في جنوب مصر وشمال السودان تهديداً للأراضي الزراعية، وفقاً لتحذيرات منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة (الفاو)، التي أكدت أن الدول المطلة على البحر الأحمر ينبغي أن تظل في «حالة تأهب قصوى، وتبذل قصارى جهدها للعثور على جميع أماكن تفشي الإصابة وعلاجها».

وأفادت الفاو في نشرتها لشهر يناير/ كنون الثاني 2013، أن الجراد غير الناضج، الذي يعرف باسم «النطاط»، كوّن أسراباً على طول السهول الساحلية للبحر الأحمر خلال شهر يناير، ما أدى إلى زيادة أعداد الجراد بشكل ملحوظ في جنوب شرق مصر وشمال شرق السودان وإريتريا والمملكة العربية السعودية.

وعلى رغم عمليات المراقبة الأرضية «الكبيرة» في هذه الدول، «من المتوقع تشكيل المزيد من الأسراب في شمال شرق السودان وجنوب شرق مصر في الأسابيع المقبلة»، كما أضافت في تحديث نُشر على موقعها على الإنترنت في 17 فبراير/ شباط 2013.

من جهته، قال أمين لجنة الفاو لمكافحة الجراد الصحراوي في المنطقة الوسطى التي تضم مصر والسودان والسعودية وإريتريا وإثيوبيا واليمن وسلطنة عمان مأمون العلوي: إن «الجراد الصحراوي آفة من الصعب السيطرة عليها، والموارد المحدودة المخصصة لرصد الجراد ومكافحته، فضلاً عن الاضطرابات السياسية داخل وبين البلدان المتضررة تفاقم ضعف قدرة الدول على الاضطلاع بأنشطة الرصد والمكافحة الضرورية».

وأضاف: أنه «من غير المرجح أن يتحول هذا التهديد إلى أزمة إنسانية لأن فترة التكاثر الشتوي قاربت على نهايتها والعدد الحالي للأسراب محدود نسبياً، مع ذلك، إذا هطلت أمطار قوية في الأسابيع المقبلة، يمكن أن تؤدي زيادة التكاثر إلى تكوين المزيد من الأسراب». وأوضح: أن «الوضع قد يصبح خطراً»، إذا وصلت الأسراب إلى المناطق الداخلية من المملكة العربية السعودية، التي تعتبر منطقة تكاثر خلال فصل الربيع».

وقد ظهر عدد قليل من أسراب الجراد في المناطق القريبة من المنتجعات السياحية المصرية في مرسى علم وفي المنطقة الصحراوية جزئياً من الوادي الجديد حتى الآن، وفقاً لتقارير وسائل الاعلام المحلية. وأفادت «الفاو» أن مجموعات عديدة وكثيفة من الجراد البالغ وضعت بيضها أيضاً في منطقة البراق على الساحل الجنوبي للبحر الأحمر في مصر، وبحلول نهاية يناير، كان الجراد البالغ غير الناضج يكون أسراباً هناك أيضاً. أما في شمال السودان، فقد غزت أسراب الجراد المناطق الزراعية الداخلية في الأيام الأخيرة، وهجمت على المحاصيل الشتوية وبساتين الفاكهة.

التدابير

وفي أواخر العام الماضي، أرسلت وزارة الزراعة 14 فريق مكافحة إلى الجنوب، بعد أن تعلمت الدرس من تأخر مكافحة غزو الجراد في عام 2004. وقد تم تطهير ما يقرب من 11,000 هكتار من الجراد في يناير الماضي بدعم من لجنة مكافحة الجراد الصحراوي في المنطقة الوسطى التابعة لمنظمة الفاو، والتي تسعى جاهدة للحد من استخدام المبيدات، من خلال برنامج نظام الوقاية من طوارئ الآفات والأمراض الحيوانية والنباتية العابرة للحدود (EMPRES). لكن على رغم هذه الجهود، زادت أعداد الجراد زيادة كبيرة في شهر يناير، وخصوصاً على طول ساحل البحر الأحمر بين مصر والسودان، وفقاً لمنظمة الفاو.

وقال العلوي: إن «التحذير الأول عن الوضع الحالي للجراد الصحراوي في مصر صدر في نهاية الصيف الماضي». مضيفاً: «أي في موعد مبكر بما فيه الكفاية».

ونجحت عمليات المكافحة في الحد من التهديد، لكن بعض الأسراب نجت وتوجهت إلى البحر الأحمر، حيث كانت الظروف المناخية أكثر دفئاً. وهذا شجعها على التكاثر ومكنها من وضع البيض في شهري ديسمبر/ كانون الأول ويناير.

وأوضح العلوي: «وحيث إن الجراد الصحراوي دائم التحرك، فمن الصعب السيطرة عليه تماماً في وقت واحد».

من جهة أخرى، قال أستاذ الزراعة في جامعة الزقازيق أحمد عمرو: «الحقيقة هي أن الجراد تمكن بالفعل من عبور الحدود إلى مصر، وهذا يعني أنه سيهدد حقولنا، وهذا يدل على أن الحكومة لم تقم بعملها في مكافحة هذه الحشرات عند الحدود كما ينبغي. وبمجرد دخول الجراد، لا يمكنك منعه من تخريب المحاصيل».

في الوقت نفسه، يعلق خبراء مثل أستاذ علم الحشرات في جامعة عين شمس سعيد الزيني، آمالهم على الطقس، ويقول إنه إذا تغير اتجاه الرياح، قد يضطر الجراد إلى تغيير مساره.

وأفاد الزيني: أنه «ليس من السهل السيطرة على جحافل الجراد أثناء تحركها، يجب أن يعلم الجميع أيضاً أن الجراد يتغير بين الحين والآخر، وهذا يعني أن المبيدات التي أثبتت كفاءة في العام الماضي قد لا تكون فعالة هذا العام».

الخسائر قد تكون فادحة

تعتبر مصر هي أكبر دولة إفريقية منتجة للقمح، ومن المتوقع أن تنتج 8.5 مليون طن في 2012-2013، وفقاً لمجلس الحبوب الدولي. ونظراً لوجود نحو 3.6 ملايين هكتار من الأراضي الزراعية في مصر، فإن المخاطر المحدقة ستكون هائلة إذا ما شن الجراد هجوماً كبيراً.

وقد وقع غزو الجراد الأسوأ في البلاد منذ خمسينات القرن الماضي في نوفمبر/ تشرين الثاني 2004، عندما اجتاحت الملايين من الحشرات الصحراوية الحمراء القاهرة ودلتا النيل. وفي ذلك الوقت، ذكر مركز الأرض لحقوق الإنسان، وهي منظمة غير حكومية محلية مكرسة لقضايا الزراعة، أن 38 في المئة من المحاصيل في مصر تضررت نتيجة للغزو.

وقد بدأ عبدالرحمن عفيفي، وهو مزارع من بلدة العياط جنوب القاهرة فقد محصول الخمسة أفدنة التي يمتلكها بالكامل بسبب غزو الجراد في عام 2004، يحذر الجيران والأقارب بالفعل لنشر الطعم السام أو الغبار في حقولهم لمكافحة الجراد. وأوضح أن «المشكلة تكمن في أن معظم هؤلاء الناس يكسبون رزقهم من الزراعة فقط، وهذا يعني أنهم سيخسرون كل شيء إذا فقدوا محاصيلهم».





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً