قالت جمعية الوفاق إنها وثقت نحو 169 حالة وصفتها بـ «الانتهاك» وقعت خلال موسم عاشوراء الماضي، مؤكدة أن هناك تضييقاً على المواطنين في إحياء موسم عاشوراء، وهو الأمر الذي ضمنته في تقرير.

وخلال مؤتمر صحافي عقدته الجمعية ظهر أمس الخميس (19 نوفمبر/ تشرين الثاني 2015)، بيّن رئيس دائرة الحريات وحقوق الإنسان بالجمعية، سيدهادي الموسوي، أن عدد ما وصفها بـ «الانتهاكات لمظاهر عاشوراء»، ارتفعت عما كانت عليه في العام 2013، «والذي شهد توثيق 57 حالة انتهاك، وعما كانت عليه في العام 2014، إذ بلغ عددها 79 حالة».

وأوضح الموسوي أنهم وثقوا 40 حالة مصادرة الأعلام والسواد، و7 حالات مضايقة، سبقت أو خلال عملية تركيب السواد، معتبراً أن «هناك مظاهر تدلل على عدم وجود تسامح من قبل السلطات، وهناك صور تدلل على عدم التسامح، وانتقالها إلى المضايقات، أدت إلى خشية تقلص حق الناس أو تقليص المساحة التي يتمتعون بها لإحياء الشعائر الدينية».

وذكر الموسوي أن المجسم الفني الذي يقيمه أهالي الجفير لمدة أعوام، ولكن في العامين الماضيين كان هناك تعسف ضد المجسم، وهو الأمر الذي دعا أهالي الجفير إلى عدم عمل هذا النصب الديني في هذا العام، وكأن عدم التسامح الذي مورس عليهم في العامين الماضيين خلق هذه الظاهرة من الخوف والخشية».

ورأى أن هناك «تجريم للخطاب الديني» تمثل في «26 حالة استدعاء للتحقيق، حصلت منها 3 حالات حجز، و12 حالة إساءة معاملة تمثلت في الاستدعاء دون المباشرة في التحقيق فور وصول المستدعى لمركز الشرطة.

وأضاف أنه «لم تستطع السلطات تبرير ما قامت به سوى بأنه مخالف للقانون، في حين أن القانون لا يحدد المسافة أو كمية السواد أو نوع الرموز أو المظاهر العاشورائية، ولكنها تركت للمعنيين بإنفاذ القانون، والذين نعدهم قد تعسفوا في التعاطي مع المظاهر العاشورائية الرسمية، التي لا علاقة لها بأي شيء غير عاشوراء».

وأكد أن «السلطة بإمكانها استثمار مناسبة عاشوراء للاقتراب والاندماج وإبداء حسن النوايا، أكثر من أن تصبح مصدر إزعاج، وخصوصاً أنها مناسبة يشعر بها كل البحرينيين».

وأشار الموسوي إلى أنهم خلصوا إلى 6 نتائج في التقرير المذكور، من بينها أن «السلطات عمدت إلى مصادرة وإتلاف مظاهر عاشوراء تحت مبررات واشتراطات مبتدعة تتعارض والعرف السائد، كما إنها منحت نفسها سلطة تقديرية واسعة مكنتها من التعسف في تنفيذ المادة (22) من الدستور، واستعملت صلاحياتها في التحقيق والملاحقة والاستجواب كأدوات خلقت حالة من الترهيب والرعب».

وانتقد الموسوي «عدم قيام المؤسسة الوطنية لحقوق الإنسان بدورها في المحافظة على حق المواطنين في حرية التجمع والإحياء، وهي أخفقت في عدم تعرضها لهذا الأمر».

من جانبه، أوضح رئيس الحريات الدينية في مرصد البحرين لحقوق الإنسان، الشيخ ميثم السلمان، أن عدد الاستدعاءات في موسم عاشوراء هذا العام (2015) بلغت 63 استدعاءً، وقد ذكر بعض من تم استدعاؤه أنه تعرض لإساءة وسوء معاملة، فيما بلغ عدد المناطق التي تعرضت لـ «انتهاكات» نحو 24 منطقة، تعرضت اليافطات والمظاهر العاشورائية فيها للتخريب.

هذا، ودعا السلمان إلى السماح للمقرر الخاص بحرية الدين والمعتقد بالأمم المتحدة هاينر بيدلفيلد بزيارة البحرين لإجراء تحقيق في أسباب الاضطهاد الديني وتقديم المشورة والنصيحة لحكومة البحرين لعلاج تفشي سياسات اضطهاد المواطنين، إلى جانب السماح للمقرر الخاص بحرية التجمعات السلمية ماينا كياي لزيارة البحرين لمساعدة حكومة البحرين لعلاج الإخلال بحق التجمعات السلمية لأغراض دينية، والمكفولة بموجب المادة 18 من العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية، ولمساعدتها كذلك في علاج منع التجمعات السلمية الاجتماعية والسياسية منذ عام، وكان آخرها منع الاعتصام المندد بالعمليات الإرهابية في باريس قبل أيام.

وأكد أن «التسامح يكون في تبني التشريعات القانونية وأخذ التدابير القانونية والمدنية اللازمة لتعزيز المواطنة المتساوية وعلاج المواطنة المختلة منذ سنوات».

وقال: «إن السلطة مطالبة بأخذ التدابير لمنع تهميش المواطنين وحرمانهم من حرية التعبير عن آرائهم العامة السياسية والاجتماعية ومنحهم حق التعبير عن قناعاتهم الدينية وإقامة الشعائر الدينية دون استهداف أو تضييق...».

وأشار إلى أن عدداً من الجهات أصدرت تقارير حول ما وقع من «انتهاكات في موسم عاشوراء»، مؤكداً أن كل التقارير تؤكد ارتفاع نسبة وعدد الانتهاكات في موسم عاشوراء في هذا العام.